استثمار الدين والقضية الفلسطينية في الخطاب الانتخابي

استثمار الدين والقضية الفلسطينية في الخطاب الانتخابي

سترعت الشعارات الانتخابية وخطابات المرشحين، اهتمام عدد من كتاب الرأي والمقالات، ومدى استخدامها للجانب الديني أو القضية الفلسطينية بكل رموزها.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يسجل عددا من الملاحظات على ما شهده المهرجان الخطابي لـ"التحالف الوطني للإصلاح"، الذي يقوده حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أبرزها ما تمثل في محاولة "تحجيم" الشعارات الدينية التي عُرف بها "الإخوان" تاريخيا.

 

بالمقابل، يلفت أبو رمان إلى استخدام حملات انتخابية عديدة للشعارات الدينية والرموز الدينية والتاريخية والقضية الفلسطينية بصورة مكثّفة وكبيرة.

 

فـ"من الطبيعي أن نجد هذا الحضور للشعارات وتوظيف العاطفة الدينية، أو بعبارة أخرى "تعويمها" في الانتخابات الحالية؛ فهناك مزاج محافظ منتشر عموماً، وتتزايد الحركات المنشقة عن "الإخوان"، أو ذات الجذور الإخوانية التي تنافس "الجماعة الأم"".

 

ويرى الكاتب ماهر أبو طير، أن أغلبية الناس باتت تتحسس من الشعارات الانتخابية، وتلك البرامج، التي تعتمد الدين واشتقاقاته، وفلسطين واشتقاقاتها، مرجعا ذلك إلى حاجة الناس، لشعار وبرنامج قابلين للتطبيق.

 

ويضيف أبو طير "كانت الشعارات المرتبطة بالاسلام، وفي مرات مرتبطة بفلسطين، تترك أثرا حادا على الجمهور، فهي تعبر أولا عن هوية المرشح للانتخابات النيابية، واتجاهه السياسي، وتلعب دورا في تكييش الأصوات، لصالح المرشح".

 

ويلفت الكاتب إلى أن المبالغة بهذه الشعارات والبرامج أدى الى نتائج عكسية، لتتحول إلى حالة سلبية، وهذا يفسر حجم التحسس الهائل، من توظيف الدين، توظيف فلسطين، وكل ماهو مقدس أو جميل في حياتنا، من أجل تحسين السمعة، أو جمع الأصوات".

 

ويخلص أبو طير إلى القول "نريد شعارات وبرامج عاقلة منطقية، لا تتصرف بانتهازية، ولا تتبنى الرخص في جوهرها، ولا تلجأ لأي وسيلة من أجل صوت، فالإسلام وفلسطين أكبر بكثير من هذا التوظيف".

 

أما الكاتب فهد الخيطان، فيتناول حادثة ما رواه أحد المرشحين الإسلاميين حول إقامة الرسول ليلة في منطقة السخنة التابعة لدائرة الزرقاء الانتخابية، وما تبعها من سجال تاريخي.

 

ويضيف الهيطان أن هذا النقاش وإن كان في ظاهره تاريخيا، إلا أنه في جوهره سياسي وانتخابي صرف، فالحديث عن تلك الواقعة التاريخية ما كان ليثير الاهتمام، لو لم يكن في سياق حملة انتخابية يمثل المرشح صاحب الرواية أحد المنافسين الأقوياء فيها.

 

ويتساءل الكاتب "هل يجوز لمرشح أن يوظف الرموز الدينية المقدسة في حملاته الانتخابية؟ وثمة مفارقة هنا؛ ففي الوقت الذي تخلى فيه الإخوان المسلمون عن الشعارات الدينية في الانتخابات، يخرج من بين المستقلين من يرفعها على نحو يفوق ما شهدنا في حملات سابقة للإخوان".

 

وينتهي الهيطان إلى القول "في كل الأحوال، الانتخابات النيابية، وبدلا من أن ترسم طريقنا للمستقبل، وتتصدى لسيل الهموم والمشاكل التي نواجه على أكثر من صعيد، تعيدنا بحملاتها الانتخابية إلى الماضي السحيق".

أضف تعليقك