ارتياح أردني لفوز ترامب بعد علاقة متوترة مع كلينتون
تنفس النظام في الأردن الصعداء بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في السباق الرئاسي بالولايات المتحدة، بحسب ما يرى العديد من المحللين والمراقبين، الذين يرصدون توترا في العلاقة بين الأردن والحزب الديمقراطي خلال السنوات القليلة الماضية.
ويتحدث المحللون والمراقبون في الأردن عن العديد من محطات التوتر بين الأردن والإدارة الأمريكية الديمقراطية في السنوات الأخيرة، ومن أبرز هذه المحطات تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عام 2011 عندما قالت عشية الربيع العربي إن "الوقت بات ملائماً جداً لانتخاب رئيس وزراء في الأردن"، وهو تصريح قديم جدد مخاوف الأردن من ضغوط أمريكية لمزيد من الإصلاحات السياسية في حال فوز كلينتون، الأمر الذي دفع النظام الأردني في عام 2016 لإجراء تعديلات دستورية وصفها محللون بـ"الاستباقية" ركزت السلطات في يد الملك، وجردت أي حكومة برلمانية قد تأتي من سلطات حقيقية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب أن الأردن "كان متضايقا من تصريحات هيلاري كلينتون، وفضل الأردن شخصا آخر غيرها في الرئاسة دون أن يحدد من؛ ويأتي هذا بسبب تعكر مزاج الأردن من كلينتون التي خرجت عن إطار السياسة الأمريكية الثابتة في التعامل مع الأردن".
ويقول حطاب إن "الإدارة الأمريكية سواء ديمقراطيين أو جمهوريين يعتمدون على علاقة وثيقة وتحالف مع الممكلة، لكن هيلاري كلينتون خرجت عن هذا الإطار من خلال تصريحات لها انتقدت فيها الجهود الأردنية في الإصلاح، ورأت أن هنالك تقصيرا، في وقت صعب كان الربيع العربي في كامل تجلياته وكانت المملكة بحاجة إلى إسناد سياسي وليس إلى النقد".
تسريبات لقاء الملك
تصريحات كلينتون الناقدة استمرت وشكلت إزعاجا مستمرا للأردن، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2015 قالت كلينتون خلال لقاء جمعها مع طلاب جامعة ماونت فرنون في ولاية أيوا، إنه من الصعب تصور إقامة علاقات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل "غموض" مستقبل الدول المجاورة لهم كسوريا والأردن.
وجاءت تسريبات نشرها "ميدل إيست آي" البريطاني بخصوص اجتماع في واشنطن ضم الملك عبد الله الثاني وعددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي (الذي يسيطر عليه الجمهوريون) لتكشف مدى عمق الأزمة مع الديمقراطيين، بعد أن نشر الموقع "تذمر النظام الأردني من إدارة الرئيس باراك أوباما والديمقراطيين لملفات الشرق الأوسط".
وكشف الرئيس أوباما خلال مقابلة مع مجلة أتلانتيك أمريكية في آذار/ مارس 2016 أنه "تحدث مع الملك عبد الله الثاني جانبا خلال مؤتمر قمة دولي؛ لأنه لم يكن راضيا عن حديث الملك عنه بصورة سيئة"، وحسب الرئيس الأمريكي، فإنه "سمع أن الملك الأردني اشتكى لأصدقائه في الكونغرس حول قيادته، وقال للملك إنه إن كانت لديه شكاوى، عليه تقديمها له مباشرة".
مساعدات أمريكية "سخية"
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني السابق حازم قشوع قال " إن العلاقات الخارجية بين أمريكا والأردن مرتبطة بالكونغرس الأمريكي، ومبنية على مؤسسات الدولة الأمريكية، ولا ترتبط بتغيير شخصية الرئيس، مبينا أن "الأردن يرتبط بعلاقات طيبة مع الحزب الجمهوري، ولن يتأثر الدعم الأمركي للمملكة".
وبلغ حجم المساعدات الأمريكية الاقتصادية (غير العسكرية) للمملكة استنادا لموقع وزارة التخطيط الأردنية، حوالي (2.7) مليار دولار، خلال السنوات الخمس الأخيرة (2011-2015)، خُصص منها حوالي (1.5) مليار دولار كدعم مباشر للموازنة العامة.
وطمأنت السفيرة الأمريكية في عمان أليس ويلز يوم الإثنين الماضي الأردن في ليلة انتخاب الرئيس "بالتزام بلادها تجاه الأردن بصرف النظر عن الرئيس الجديد للبيت الأبيض"، قائلة: "إن هذا الأمر لا يخضع للنقاش".
ويرى الكاتب والمحاضر السابق في جامعة برنستون الأمريكية داود كتاب أنه وبالرغم من "وجود تناغم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول دعم الأردن"، إلا أن المساعدات الأمريكية للخارج ستشهد تراجعا بسبب "كراهية الجمهوريين" لتقديم الدعم.
وحول الدور الأمريكي في الملف السوري توقع كُتاب في حديث خاص مع "عربي21" أن "خطر التدخل العسكري الأمريكي في سوريا قد تلاشى؛ مع إمكانية تفاهم أمريكي روسي لإنهاء النزاع قد يشمل بقاء الأسد على الأقل لفترة محددة".
ويتفق قشوع مع هذا الطرح، ويضيف أن "هناك أخبارا سارة للنظام العربي وروسيا هذا لأن رياح التغيير التي طالت الأنظمة العربية في السابق ستتوقف، وستنحصر حالة المناطق غير الآمنة وما اصطُلح على تسميته بالصوملة والتي طالت العراق وسوريا وليبيا واليمن، وستأخذ العلاقه بين واشنطن وموسكو طورا تشاركيا أفضل".
ويرى المحللون أن العلاقات الوثيقة بين المملكة والإدارة الأمريكية سترحل إلى إدارة ترامب دون أن يشعر الأردن أن هذه العلاقة ستتراجع، حيث يقول الكاتب سلطان الحطاب إن "هناك ارتباكا في أنظمة العالم العربي في التعاطي مع ترامب ولكن هذا لا ينطبق على الأردن"
عربي 21