اختفاء خاشقجي.. صمت رسمي وحقوقي في الأردن

اختفاء خاشقجي.. صمت رسمي وحقوقي في الأردن
الرابط المختصر

يخيم على الساحة الأردنية، صمت حقوقي، ورسمي مطبق، تجاه قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي فقد بعد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بظروف غامضة.

ورغم أن القضية أصبحت قضية دولية، إلا أن الأردن لم يصدر بيانا رسميا أو تصريحا يعرب فيه حتى عن قلقه، وارتأت الحكومة النأي بنفسها عن القضية، فلم تجد أسئلة "عربي21" للناطق باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، صدى، كما هو الحال عند نقابيين وصحفيين تجنبوا الحديث في هذا الموضوع، والسر في "النفوذ السعودي".

 

وصدر بيان يتيم لمنظمات حقوقية، صادر عن مركز حماية وحرية الصحفيين في عمان، أعرب فيه عن قلقه من الأنباء التي تواترت عن ترجيح مقتل خاشقجي.

وقال مركز حماية وحرية الصحفيين: “نطالب السلطات التركية بكشف كافة تفاصيل تحقيقاتها المتعلقة بلغز ما حدث مع الخاشقجي”.

 

داعيا السلطات السعودية إلى تقديم الأدلة الكافية التي تثبت سلامة موقفها وعدم تورطها في اختفائه أو مقتله إن تأكد ذلك.

 

وقال المركز: "حتى لحظة إصدار هذا البيان لا توجد معلومات مؤكدة حول مصير الخاشقجي المختفي، وأن مصادر تركية أكدت بأن الخاشقجي لم يغادر القنصلية السعودية، في حين نفت السلطات السعودية هذا الأمر، وأكدت أنه غادر القنصلية بعد مراجعتها".

 

نفوذ سعودي

الكاتب والمحلل السياسي، بسام بدارين، يقول لـ"عربي21"، إن "غياب الموقف الرسمي الأردني، هو بسبب طبيعة العلاقات الأردنية السعودية، والإحراج الذي يسببه هذا الملف، أما غياب الموقف من قبل المؤسسات الحقوقية والإعلامية، فله علاقة بحجم النفوذ السعودي على المستوى الإعلامي في الوطن العربي، وتخشى هذه المؤسسات بردة الفعل السعودية تجاهها".

 

السبب الثاني حول غياب هذه المواقف كما يراه بدارين، هو "غياب المعلومات، ووجود رواية متماسكة وصلبة حول ما حصل، وإثبات أنه قتل بالفعل".

 


نقيب الصحفيين يرفض المناكفات

صحفيا، غابت نقابة الصحفيين الأردنيين عن الحادثة، واكتفى نقيبها راكان السعايدة بمنشور على صفحته على موقع الفيسبوك انتقد فيه ما أسماه تصفية حسابات بين دول على حساب حياة الصحفي خاشقجي.

 

معلقا: "جمال خاشقجي الجسر الذي على مصيره تقوم أقذر عمليات الابتزاز والمناكفة، من دول وأفراد؛ من الدول من تبتز المال، وأخرى تناكف تصفية لحساب، وحتى الأفراد منهم، وليس كلهم، من يبتز غيره لصالح هذه الدولة أو تلك".

 

وقال السعايدة: "جمال قضية إنسان قبل أن تكون قضية صحفي، نتعاطف معه ومع ذويه، حياته أهم وأثمن، وغيابه يثير الريبة والقلق، الواجب الإنساني أن نطالب بتحديد مصيره، وبعد أن يحسم مصيره لكل حادث حديث، لكن بعض ما نرى ونسمع ونقرأ ليس حبا في جمال خاشقجي، بل هو الحق الذي يختفي في ثناياه الباطل".

 

غياب لكتاب الرأي

وغابت قضية خاشقجي عن أعمدة الكتاب في صحف (الرأي، والدستور، والغد)، بينما نشرت صحيفة السبيل مقالا وحيدا عن الحادثة للكاتب حازم عياد تحت عنوان (أزمة القنصلية واختفاء خاشقجي).

 

 

اعتبر فيه الكاتب أنه "من المؤسف جدا أن تتحول أزمة القنصلية وخاشقجي، إلى أزمة جديدة تضاف لجملة من الأزمات التي تعاني منها السعودية، إلا أنها تختلف في تداعياتها عما سواها فهي ليست أزمة محلية ولا إقليمية بل أزمة دولية بتداعيات خطيرة، أزمة ستطول وستدار من خلال جولات تشتد وتخبو، غير أن نهاياتها من الممكن أن تفجر أزمة كبيرة للمملكة العربية السعودية تتخذ طابعا دوليا".

 

 

أما الكاتب الأردني د.محمد جميعان، فقسم في مقال له على موقع عمون، المتعاملين مع قضية خاشقجي إلى ثلاث مجموعات، الأولى مجموعة الصمت المطبق سياسيا وإعلاميا وكأن الأمر لا يعنيها حتى ولو من باب نقل الأخبار والتحليلات.

 

 

والمجموعة الثانية، "مجموعة الهدوء والحديث بقدر محدد دون إفراط أو تفريط سواء على صعيد التصريحات والتحليلات العلامية".

 

 

والثالثة "مجموعة مندفعة إعلاميا، وأخرى في التحليلات والبحث عن سيناريوهات ثم نقيضها في اليوم التالي".

 

شعبيا، احتلت قضية الصحفي جمال خاشقجي مساحة واسعة من حديث الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، وتساءل النائب في البرلمان الأردني طارق خوري في تغريدة له عن غياب الموقف الرسمي الأردني من قضية خاشقجي.