الاحتجاج الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي اتخذه الأردنيون منذ عام 2011 سبيلا للتنديد بقرارات حكومية، بدى أكثر كثافة واحترافية في عهد حكومة الدكتور عبد الله النسور الذي اصبح "بطلا" لصفحات الاردنيين على فيسبوك وتويتر وتطبيقات الهواتف الذكية.
النسور خامس رئيس للوزراء منذ بدء الاحتجاجات الاردنية عام 2011، جاءت مطالبات رحيله أقل صرامة وأكثر سخرية من سابقيه، حيث غنت له مجموعة تطلق على نفسها "الحقيقة السوداء " نشيدا بعنوان "حبيب الشعب عبد الله النسور " أمام رئاسة الوزراء عقب حجب المواقع الالكترونية في حزيران.
"الرفع" كانت كلمة ملهمة للكاريكاتريين ومصممي الجرافيك وحتى محترفي اطلاق النكات، فمن رفع الدعم عن بعض السلع واصال الدعم لمستحقيه وصولا إلى رفع الرسوم الجمركية على الملابس المستوردة، قرارت حكومية توالت على الاردنيين أنتجت بوسترات الكترونية وتغريدات ملأت الفضاء الالكتروني الأردني.
وان كانت الروح الساخرة تسيطر على طريقة الاحتجاج الاردني الا أنها بدت أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة، فتصاميم شركة "خرابيش" للانتاج والابداع الفني قدمت رئيس الوزراء كموهبة أردنية في الرفع اقترحت بأن تظهر ابداعها الى العالم العربي ضمن برنامج المواهب "Arab got talent ".
في حين قدمت صفحة "بالاردني" على موقع فيسبوك فيلما افتراضيا يحمل اسم منحت بطولته لعبد الله النسور المتصدر بطبيعة الحال "بوستر" الفيلم الذي كتب عليه "الفيلم الذي لسع 70% من مشاعر المواطنين"، الصفحة التي تبدو تصميماتها محترفة ترفق تعليقا يشرح قصة "الكاوي" الذي تصدر إيرادات شُباك التذاكر الأردني مُحققاً 309 مليون دينار وهو ذات رقم الدَين العام للدولة في النِصف الأول من هذا العام، بحسب الصفحة .
تستمر السخرية التي اعتبرها نشطاء "معارضة فيسبوكية" تواجهها حكومة النسور كما لم تواجهها حكومة أخرى، فعدد من الأخبار غير الصحيحة التي تتهكم على الواقع كانت من نصيب الحكومة عبر مواد نشرها موقع الحدود، الذي اتخذ من ابتكار الأخبار التهكمية سبيلا لرفض الواقع، فقرار رفع الرسوم الجمركية لن يؤئر نهائيا على من لا يلبسونها بحسب دراسة ساخرة لموقع الحدود.
الاحترافية التي باتت تشهدها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ترافقها صور للنسور في عدة أماكن مع عبارات تفترض تفكير الحكومة بسلع وخدمات جديدة لترفع الضريبة عليها .
النسور أصبح مصدرا لالهام الأردنيين الساخرين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتفع منسوبها بازدياد أخبار "الرفع"، وقد تندرج تلك الظاهرة في تعداد قرارت وانجازات الحكومة حين رحيلها.