أسبوع على تنصيب ترامب.. وماذا بعد؟!

أسبوع على تنصيب ترامب.. وماذا بعد؟!

منذ انطلاق حملة الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب الانتخابية، وبعد مضي قرابة الأسبوع على توليه سدة الحكم رسميا، لا تزال تصريحاته وقراراته محل نقاش وجدل وإعادة قراءة، واستشراف للسياسة الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة.

 

الكاتب فهد الفانك، يرى أن ترامب أثبت أنه لن يتراجع قيد أنمله عما طرحه من شعارات وأهداف ومواقف وسياسات خلال الحملة الانتخابية، بل إنه لم يعط نفسه وقتا كافيا قبل أن يصدر أوامره الرئاسية الدالة على أنه يريد أن ينفذ كل ما خطر بباله.

 

ويستعرض الفانك أبرز تلك السياسات والقرارات كالجدار الفاصل بين أميركا والمكسيك، وتأكيده على ضرورة إلغاء قانون "أوباما كير" الخاص بالتأمين الصحي الشامل، وما يتعلق باللاجئين السوريين الذين كانت أميركا تسمح بدخولهم بشكل تدريجي، إضافة إلى ملف تأشيرات الدخول لصالح أبناء ست دول عربية وإسلامية.

 

 

"أما التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية (داعش) فيجب أن يتم القضاء عليه دون إبطاء، وقد أعطى الرئيس وزارة الدفاع مهلة 30 يوما لإعداد خطة لمسح داعش من وجه الأرض، ودون انتظار للتنسيق مع أية جهة أخرى".

 

أما الكاتب زيد حمزة، فيقول إنه لا جدال في أن الرئيس الاميركي يشغل في هذه الأيام أذهان الناس في جهات الأرض الاربع، ماذا قال وماذا ينوي أن يفعل ؟ بعد أن شغلهم في حملته الانتخابية وتندروا كثيراً بما كان يطلق من آراء واحكام تتعلق بكل شيْ أو بلا شيء.

 

"وها هو الآن بعد أن تسنّم كرسي الرئاسة يصول ويجول فتصغي له الأسماع وتتابعه العيون أينما حل وأينما ارتحل، وتبدأ الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون حول العالم في التقاط كل إشارة تبدر منه لتعلق عليها وتحلل مضامينها"، يضيف حمزة.

 

ويلفت الكاتب إلى إصرار  ترامب على نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مرجحا أن يكون خبراء السياسة والمستشارون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد أبلغوه أن الرؤساء الذين سبقوه أدركوا المضاعفات الخطيرة لتلك الخطوة فاحجموا عنها.

 

ويسلط الكاتب رشيد حسن، الضوء على السابقة التي لم يشهدها التاريخ الأمريكي، والمتمثلة بمفاجأة ترامب للعالم كله بشن حرب غير عادلة، وغير إنسانية، وغير أخلاقية على اللاجئين، ومنع مواطني سبع دول إسلامية  من دخول الأراضي الأميركية.

 

ويضيف حسن بأن حالة الغضب والفوضى التي عمت  مطارات العالم بعد أن رفضت شركات الطيران  نقل مواطني الدول الإسلامية التي شملها القرار إلى أميركا، أكدت قسوة القرار وخطورته وتداعياته الخطيرة جدا على المجتمع الدولي.

 

فـ"حرب “ترامب” هذه ضد اللاجئين، تذكرنا بالإجراءات الأميركية العنصرية البغيضة ضد الجالية اليابانية في أميركا خلال الحرب الكونية الثانية، إذ قامت السلطات الأميركية بتجميعهم وحشرهم في معسكرات أقيمت لهذه الغاية، محاطة باسلاك شائكة كما توضع الحيوانات في السيرك".

 

كما أن هذه الإجراءات اللاإنسانية ضد اللاجئين تجسد، بحسب الكاتب، العقلية الأميركية العدوانية التي لا تقبل الآخر، وتصر على معاقبته، لا بل القضاء عليه، وهذا يذكرنا بمصير الهنود الحمر.

 

وينتهي حسن إلى القول بأن هذه الإجراءات العنصرية ستحرم أميركا من أهم عناصر قوتها، من الكفاءات والخبرات التي تفد اليها، وكانت وستبقى السبب الرئيس في صعودها المستمر، وتقدمها المذهل، وتفوقها الاسطوري.

 

فيما يؤكد الكاتب رمزي الغزوي، أن ترامب بتسرعه يريد أن يقول لنا إنه سيعيد ألقاً مطفأً لإمبراطورية بارت أضواؤها، ولكن بطريقة الهجوم على كل الجهات والجبهات متخذا سياسة (أبو بصلة محروقة)، الذي يتعجل ويسحبها من الجمر يحسبها ناضجة، بعد أن اسودت قشرتها.

 

ويضيف غزوي "يرى محللو التواقيع أن ظهور علامات مثل المخالب دلالة إثبات الذات ولو بالقوة، وكأن الشخص يريد أن يثبت نفسه ولو بالقوة البدنية، وهو غالباً ما يكون محباً للتحدي والتنافس. ولهذا يريد أن يبدو منشاراً يقطع كل ما في طريقه. لكنه يبدأ من النهايات، وسيعود رغما عنه إلى البدايات. فالسياسة ليست توقيعاً منشاريا، أو ناراً (تشعط) البصلة وتحرق قشرتها، وتتركها بلا استواء أو نضج. إعقل يا زلمة."

أضف تعليقك