" أزبكية عمان" حاضنة ثقافية للكتب القديم والنادرة
اذا كنت من الباحثين عن الكتب نادرة و الكترونية والقديمة ما عليك الا التوجه الى مكتبة أزبكية عمان التي تقع وسط العاصمة عمان وتضم ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ المجالات من أبرزها الروايات الأدبية.
قامت المكتبة بتخفيض اسعارها من باب تشجيع القراءة، و تزويد القراء بالكتب الالكترونية مجانا.
ما يميز هذه المكتبة "الأسعار التشجيعية" التي حددها صاحب المكتبة حسين ياسين بسقف لا يتجاوز في بعض الأحيان دينارا للروايات القديمة، وذلك من باب تشجيع القراءة.
قصة المكتبة بدأت عندما قام ياسين – المولع بالقراءة- بشراء الاف الكتب المستعملة ليكون مكتبته الخاصة التي اطلق عليها اسم " الازبيكة" تيمناً بـ " سور الأزبكية" وهو مكان شهير في القاهرة يضم الآن 132 مكتبة أمام مسرح العرائس بالعتبة في القاهرة.
يقول ياسين انه على استعداد لإهداء اي شخص 40 الف كتاب الكتروني عبر الإيميل مجانا من باب تشجيع القراءة خصوصا بعد ارتفاع اسعار الكتب بشكل ملفت منذ اربعة سنوات
ويلوم ياسين بعض الجهات الرسمية والجهات المعنية بالثقافة في منع بعض الكتب ويقول " لا يوجد شيء اسمه ممنوع بالثقافة، خصوصا مع انتشار الانترنت ".
ونشطت في الآونة الأخيرة عشرات المبادرات الشبابية مهتمة بالشأن الثقافي لتشجيع المواطنين على القراءة خصوصا من ذوي الدخل المحدود.
وتتمحور فكرة هذه المبادرات على توفير مختلف انواع الكتب بأسعار رمزية بعد ان بينت الاستطلاعات ان غلاء الكتب هو السبب الثاني في ضعف الإقبال على القراءة.
فلا تستغرب اذا دخلت الجامعة الاردنية هذه الايام ووجدت شخصا يجر عربة صائحا " كتب كتب " فهذه مبادرة تحت اسم 96 اطلقتها مجموعة من الشباب لتشجيع القراءة في الجامعة من خلال بيع الكتب عن طريق عربات متجولة.
ومن المبادرات الملفتة "معرض إنكتاب" للكتب المستعملة الذي نظمته مجموعة من الشباب مؤخرا في شارع الثقافة حيث تم بيع اكثر من 10الاف كتاب خلال يوم واحد بثمن بخس يتراوح من عشرة قروش و حتى الدينارين.
ومن النشاطات الاخرى التي تقوم بها مجموعة انكتاب اطلاق جلسات حوارية حول كتب مقروءة، حيث يروي كل شخص ملخصا لكتاب قام بقراءته ويتم نقل هذه الحوارات (النقاش) عبر تويتر (@inkitab) و فيسبوك (facebook.com/inkiab) حتى يتسنى لمن لم يستطيعوا الحضور المشاركة و متابعة الأفكار المطروحة.
تقول شادن أبو الهيجاء احدى القائمات على المبادرة ان فكرة المعرض تهدف الى " ترسيخ ثقافة تعنى بمشاركة المعرفة وتمكين الأشخاص محدودي الدخل من اقتناء وقراءة الكتب".
و تأتي هذه المبادرات بعد ان اظهرت الدراسات نتائج مخيبة للآمال حيث بينت ان نصيب الفرد الأردني من القراءة ست دقائق في السنة مقابل 200 ساعة للفرد الأوروبي. وذلك حسب دراسة المانية حديثة.
أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين الشاعر والكاتب هشام عودة يقول أن ارتفاع أسعار الكتب هو واحد من الاسباب الرئيسة التي تحول دون ترويج الكتاب كسلعة ضرورية لتحصين وعي القاريء في مواجهة كل هذا الانحطاط الذي يحيط بنا".
الا انه يرى أن اهتمام الشباب تحديدا في البحث عن الكتاب ومطاردته - كما الاجيال السابقة- قد تراجع كثيرا، لعدة اسباب، من ابرزها الثورة المعلوماتية وتوفر ما يحتاجه كثيرون على شبكة الانترنت، لكن هذا قد تخترقه حالات معينة منها معارض الكتب التي تستقطب الجمهور وكذلك المبادرات التي نراها بين فينة واخرى".
وحول مبادرات بيع الكتب و خصوصا المستعملة منها يقول عودة هذه المبادرات كسرت ما كنا نواجهه حيث تبين ان الشباب هم الاكثر اقتناء لهذه الكتب التي بيعت باسعار زهيدة، ما يدفعنا الى المطالبة بضرورة البحث عن وسائل دعم متواصلة لصناعة الكتاب وترويجه من اجل ان يصل الى مكتباتنا".
واشاد عودة " بمشروع وزارة الثقافة المتمثل بمكتبة الاسرة الذي يوفر الكتب باسعار زهيدة جدا للمواطنين، والمطلوب من المثقفين وهيئاتهم الفاعلة دعم هذا المشروع من خلال العمل على اختيار العناوين الرصينة".
هذا وأفادت دراسة صادرة عن مؤسسة الفكر العربي – التي تتخذ من بيروت مقرا لها - بأن نسبة القراءة في العالم العربي بلغت مستويات متدنية تبعث على القلق.
وأوضحت الدراسة أن معدل القراءة لدى الفرد العربي لا يتجاوز 6 دقائق سنوياً في حين أن حصة نظيره الأوروبي تبلغ نحو 200 ساعة سنوياً. ووصفت المؤسسة واقع القراءة المسجلة في الوطن العربي بأنها "مخيفة وكارثية".