ثانية عمان: خروقات بغياب الدولة

ثانية عمان: خروقات بغياب الدولة
الرابط المختصر

*لا سيادة للدولة على بعض مرشحي "الثانية" بعمان

*بني هاني: أخطأنا كوننا بشر لكن نذكّر بالانتخابات الاخيرة كانت "شلفقة"

*بني عامر: الخروقات أثرت على جوهر الانتخابات

انتهاكات وتجاوزات حصلت في عدة مراكز اقتراع داخل حدود الدائرة الثانية في العاصمة عمان، في وقت لم تحرك الهيئة المستقلة ساكنا من هذه الخروقات.

ليأسف منسق التحالف المدني لرصد الانتخابات عامر بني عامر من عدم التحرك الجدي للهيئة ليصل لقناعة مفادها "الهيئة تجاهلت خروقات الثانية".

بني عامر، وخلال مؤتمر صحفي ختامي عقده عقب انتهاء اليوم الانتخابي، استغرب بقوله: "تدّخل جهات وقوى خارجة عن إرادة الهيئة المستقلة للانتخاب تعمل في ثانية عمان”.

حسب تقرير راصد، شهدت الدائرة الثانية في عمان حادثة "اجبار ناخبين على التصويت لاحد المرشحين عن طريق البلطجة والتهجم عليهم اذا لم يصوتوا للمرشح المذكور اضافة الى احضار ناخبين بواسطة الباصات للتصويت واعادتهم بعد التصويت".

مرشحون خارجون عن القانون

أمام حالة من عدم الاكتراث، وجَه التحالف المدني لرصد الانتخابات نداءً عاجلا للهيئة المستقلة للانتخابات للتركيز على ما حصل داخل مركزي انتخاب في مدرسة جعفر الطيار ومدرسة الرشادية الكائنين في منطقة الجوفة "الدائرة الثانية" بعد رصد تهاونٍ من قبل فريق الانتخاب العامل فيهما لصالح أحد المرشحين.

بني عامر يرى فيما جرى في الثانية بالتجاوازت الكبيرة رغم تجاوب الهيئة مع عدد من ملاحظاتهم لكن ما حصل في الثانية لم يتم التجاوب معه أبدا، "في تلك الدائرة هناك أكثر من مرشح ارتكب مخالفات، وكذلك الحال في بعض مرشحي الدائرة الرابعة".

ويتابع بني عامر "الدولة إذا ارادت أن تبسّط سيادتها على كامل المناطق فهي تستطيع لكن اعتقد أنها كانت تريد ضبط التجاوزات التي حصلت في الدائرة الثانية بعمان".

الهيئة: أخطأنا لكن لم نصل لخطايا

حسين بني هاني الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب، يقول في رده على ما حصل في الدائرة الثانية بأنهم كانوا يأخذوا جميع ملاحظات التحالفات المدنية لرصد الانتخابات محل اهتمام كجزء اساسي من سلامة العملية الانتخابية.

بني هاني يقول: بعض ما أوردته تقارير التحالفات المدنية، تضمن أخطاء لكنهم لم يصلوا في تقاريرهم إلى حد مرحلة الخطايا.

تأثير على توجهات الناخبين

الشاب اسامة ربيحات صوّر بكاميرته لحظة دخول أحد المرشحين لغرفة الاقتراع والطلب مباشرة من الناخبين التصويت له مقابل "بوسة" في مسعى للتأثر على إرادتهم الحرة في التصويت.

حول ما نشره "راصد" من ملاحظات تتعلق بتأثير مرشح على إرادة ناخبين، يشكك بني هاني بمضمون الملاحظة بالقول: "لا أحد يجبر أحد بإرداته، لا أظن أنها منطقية".

لكن الأمر الأكثر استغرابا بالنسبة لأسامة هو "عدم تفاعل لجنة الاقتراع من خطوة ما قام به المرشح" معتبرا إياها بالصورة الواضحة لتجاوزات حصلت دون أي تحرك.

نقيب المحامين مازن ارشيدات، وعد بالتحقق من جملة ملاحظات أوردها التحالف المدني تشكل خرقا لقانون الانتخاب، "بالمطلق نحن نرفض أي انتهاك قد حصل خلال العملية الانتخابية وسوف نراجع الهيئة في ذلك".

أخطاء بشرية

ويقول بني هاني أن الأخطاء البشرية واردة "نحن لم نكن واهمين أن عملية انتخابية بهذا الحجم ستجري دون أخطاء، وسنعترف أمام العالم بأن لا عملية انتخابية تحصل بكفاءة ١٠٠٪ ".

وأمام استهجن التحالف المدني من ما حدث في الدائرة الثانية في عمان من تجاوزات، يعتبر رئيس التحالف بني عامر بأن الهيئة وصلتها تلك الخروقات لكن من الواضح أنها "تجاهلتها".

والخروقات بالنسبة لأسامة لم تتوقف عند حدود تأثير على إرادة الناخبين، بل رصد أيضا دخول عشرات المواطنين داخل إحدى غرف الاقتراع في مركز اقتراع جعفر الطيار في الدائرة الثانية في وقت لم يتحرك أحد لأجل إخلاء الموقع لتسهيل مهمة المواطنين.

بني هاني، يعتبر الانتخابات الأخيرة بإدارة الهيئة بـ"التجربة الجديدة" ومن هنا يقول "علينا مراعاة كل ما جرى على هامش هذه العملية، وسنوثق في تقرير سيصدر قريبا ما جرى ولن نخجل من نشر كل شيء”.

كدليل على حسن نوايا الهيئة كما يقول بني هاني، "سوف تنشر الهيئة جميع محاضر وكشوفات صناديق الاقتراع الصادرة عن لجان الاقتراع كاملة على موقع الهيئة الالكتروني" معتبرا أنها سابقة في تاريخ الانتخابات.

ولم يخف بني هاني في قوله من وجود انتهاكات في الانتخابات السابقة قائلا بأنها "شلفقة" حيث كان يعلم المرشحون بنتائجهم قبل الاعلان، اما الان وفي ظل وجود الهيئة فهي تعمل على مفهوم "ثقافة الانتخاب وإدارتها".

لكن عامر بني عامر ينظر إلى حجم الخروقات التي حصلت من كونها “سوف تؤثر على جوهر العملية الانتخابية"، ومن هنا سوف ينشر التحالف في تقريره القادم كل ملاحظات فريقه الذي تجاوز عددهم ال٤ آلاف راصد.

"لا نستطيع الاقرار بنزاهة العملية الانتخابية أو حتى نعطي شهادة في هذا الاطار كوننا ما زلنا ندرس المتسجدات ونرصد الملاحظات التي تردنا حتى اللحظة، وسنعلنها على الملأ في وقته"، يقول بني عامر.