انطلاق الانتخابات في أعمدة المحللين.. تفاؤل ومهام

انطلاق الانتخابات في أعمدة المحللين.. تفاؤل ومهام
الرابط المختصر

ألقت الانتخابات النيابية بظلها على أقلام المحللين وكتاب الرأي في أعمدة الصحف اليومية على مختلف توجهاتهم وآرائهم ما بين متفائل بالعملية الانتخابية وداعيا الحكومة إلى اتخاذ كافة الإجراءات لنجاحها.

الكاتب حسين رواشدة، ورغم إعرابه عن أمله بأن يكون الذهاب إلى “الصناديق” خيار الجميع، إلا أنه يؤكد على أن "المهم أن نخرج في هذا اليوم بأفضل مما كنا في الأمس، وأن نفرز سواء شاركنا أو قاطعنا أفضل ما يميزنا، وأن لا نحتكم لمنطق “المناكفة” والإقصاء، او نعمق حالة الانقسام.

والمطلوب اليوم، بحسب الرواشدة، أن ينتصر “صوت” العقل، وان ننحاز جميعا “للضمير” الوطني، بما يفرضه علينا هذا الانتصار وذلك الانحياز من التزام “بالهدوء” والصبر وبأخلاقيات الخصومة وآداب الاختلاف، فالصناديق مهما كانت نتائجها لن تحسم “مستقبلنا” ولن تكون نهاية المطاف.

وبداية نجاح العملية الانتخابية كما يرى رئيس تحرير صحيفة العرب اليوم نبيل غيشان، تبدأ بالإرادة الجيدة للناخب الواعي ومدى تقييمه للأمور، فالناخب الجيد ينتج نائبا جيدا، نائبا يستطيع تمثيل مصالحه والدفاع عن حقوقه، ومهمة الناخب يجب أن لا تنتهي في صناديق الاقتراع، بل على الناخبين أن يتابعوا من أوصلوا إلى قبة البرلمان ويتأكدوا من مدى التزامه ببرنامجه وتنفيذه لوعوده ودفاعه عن مصالحهم.

ويشدد غيشان على دور الدولة في نجاح العملية الانتخابية، حيث أكد على ضرورة أن تكون عيونها مفتوحة على كل شيء، فنزاهة الانتخابات وحسن سيرها لا تقرر في المكاتب وعلى التلفونات، بل تقرر على الأرض.

ويجمل الكاتب باتر وردم أسبابا ثلاثة للمشاركة في الانتخابات تتمثل بالرغبة بإنجاح تجربة الهيئة المستقلة للانتخابات، ووجود القوائم الانتخابية والتي تمثل مستقبل العمل السياسي في الأردن، إضافة إلى أن المعسكر المناهض للانتخابات، مع كل الاحترام لا يملك خيارا بديلا.

"اليوم يوم المواطن"، على حد تعبير الكاتب المختص بالشأن النيابي جهاد المنسي، الذي طالب في مقال له الناخبين بأخذ دوره الإيجابي باختيار نوابهم، لينتخب "من يستشرف فيه نائبا قادرا على تحقيق إصلاحنا المنشود، ويلمس عنده قدرة على الانتقال بنا من مربع المراوحة إلى مربع الانطلاق، كما يلمس لديه رؤية في الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان، وقدرة على كشف مواطن الفساد والمحسوبية والواسطة، ووقفها.

ويؤكد المنسي على ضرورة قيام الناخبين بمحاسبة من نعتقد أنه ليس أهلا للنيابة، وإبعاده عن قبة الرقابة والتشريع؛ وإيصال من نرى فيه قدرة وقوة على مقارعة الحجة بالحجة، والقيام بالدور الرقابي والتشريعي بالشكل المطلوب.

فـ"لا نريد تكرار تجارب خضناها سابقا؛ إذ ثبت أن الانتخاب وفقا للأصول والعصبية القبلية والجهوية، والفزعة، لا يفيد، ولا ينتج مجلسا قويا يعيد للسلطة التشريعية بريقها".. "لا نريد أن يصل إلى قبة تشريعنا نواب ينتظرون التوجيهات أن تأتي بدون مراعاة مصالح المواطن، ولا نريد تحت قبتنا نوابا بلا رأي، ولا طعم، ولا موقف، لا يتحدثون إلا ما ندر، ولا يشاركون إلا في السفرات، وهمهم الحضور عند التصويت على الثقة بالحكومات لزيادة عدد مانحي الثقة".

"لا نريد نوابا يبحثون عن جواز سفر أحمر، أو زيادة رواتب ومعاشات وامتيازات، فـ3500 دينار مكافأة شهرية للنائب كافية وتزيد. ولا نريد نوابا يبحثون عن تقاعد مدى الحياة، أو نوابا يستجوبون الوزير لأنه لم يمرر لهم مشروعا معينا أو مناقصة، أو عطّل تعيين أحد الأقارب.الشعب يريد نوابا لكل الأردن، يعلمون ما يقولون، ولا يهرفون بما لا يعرفون"، بحسب المنسي.

ويخلص الكاتب حسين الرواشدة إلى أن كل ما نتمناه أن يمرّ هذا اليوم بهدوء وسلام، وأن يخرج بلدنا فيه بأقل ما يمكن من خسائر، فقد تعبنا جميعا من سطوة “الاشتباكات” والصراعات والاجتهادات، وحان الوقت لكي نجلس على الطاولة ونعيد رسم صورتنا من جديد!

فلا مصلحة للجميع، برأي الكاتب نبيل غيشان، إلا بإنجاح الانتخابات وفرز نواب حقيقيين قادرين على تمثيل مصالح ناخبيهم ومساعدة الدولة في التشريع والرقابة والسير نحو الإصلاح ودولة المؤسسات وسيادة القانون، لا مصلحة إلا بترسيخ دورية الانتخابات وشرعيتها وان لا نعود كل دورة انتخابية نتحدث عن النزاهة والشفافية.