الشتاء والإحباط يطبعان انتخابات عمان بالفتور

الشتاء والإحباط يطبعان انتخابات عمان بالفتور
الرابط المختصر

الوضع الاقتصادي الصعب وظروف فصل الشتاء إضافة إلى "حالة الإحباط" التي أصابت المواطنين والمرشحين عوامل تسببت في غياب الدعاية الانتخابية.

مفوض قائمة المواطنة حازم قشوع قال لـ"عمان نت" أن الوضع الاقتصادي وتقلب حالة الطقس وتوقع سقوط الأمطار سبب مهم في عدم وجود دعاية انتخابية للقوائم حتى الآن.

فيما فسر الكاتب أسامة الرنتيسي غياب الدعاية الانتخابية للقوائم بأن المرشحين دخلوا مرحلة الدعاية الانتخابية "دون الوقوف على قاعدة سياسية مشتركة"، وفي ظل عدم توافق وطني على قانون الانتخاب وملامح المشهد السياسي الأردني بشكل عام.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب مع ذلك بقوله لـ"عمان نت" أن القوائم اعلنت عن نفسها، ولكن بطريقة "غير جاذبة" وذلك لضخامة عددها.

المدقق يجد أن 34 قائمة ستخرج من المنافسة إذا افترضنا أن لكل قائمة مقعد واحد من المقاعد المخصصة للقائمة الوطنية، "و لذا نجد فتورا في الدعاية الانتخابية للقوائم".

وبالرغم من تشيد المقرات الانتخابية إلاّ أنها ظلت خاوية على عروشها، ولا تسمع فيها أي "كلمات رنانة" وخطابات جماهيرية، أو توضيح للبرامج الانتخابية للمرشحين، والتي في غالبها لم يتم افتتاحها بشكل رسمي حتى الآن وحضورها يقتصر على اصدقاء وأقارب المرشحين.

ورغم تنوع الشعارات المنتشرة في جميع الدوائر المحلية إلا انها اشتركت بالعمومية فيما بينها. مع شعور جمعي بغياب شعارات وبرامج القوائم الوطنية.

وركزت الشعارات على العموميات كمحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية، والمساواة والمطالبة بالإصلاح.

وحمّل الرنتيسي الهيئة المستقلة للانتخاب مسوؤلية التعريف بأهمية القوائم ودورها، وكانت نتائج دراسة نفذها مركز الحياة لتنمية المجتمع المحلي كشفت أن 78 بالمئة من المستطلعة آرائهم لا يعلمون بوجود صوت للقائمة الوطنية.

الكاتب الدكتور ليث نصراوين يعزوا أسباب غياب المواطنين عن المقرات إلى "إحباط المواطنين" بسبب ضعف الدعاية للمرشحين.

ويقول "أن ما يواجهه المواطنون في الشارع من أسماء وصور وشعارات المرشحين، لم تحمل جديدا عما سبق من انتخابات نيابية، حتى أن معظم المرشحين يستخدمون في حملاتهم الانتخابية الحالية صورهم الشخصية ذاتها التي سبق لهم وأن استخدموها".

وأظهر تقرير لموقعي “عمان نت" والمرصد البرلماني” ترشيح 139 نائباً سابقاً للانتخابات النيابية للمجلس السابع عشر على مستوى الدائرة المحلية والقوائم الوطنية.

فيما يرى عمر كلاب أن فتور المشهد الدعائي والانتخابي في العاصمة مبرر منذ العام 1989، وأن "الأمر ليس مفاجئ".

ويعود ذلك إلى أن انخفاض النسبة التاريخية للدعاية والحراك الانتخابي للعاصمة مقارنة بالمحافظات بحسب كلاب، الذي حدد السبب بقوله: "العمانيون يقترعون سياسيا، وقانون الانتخاب منذ العام 1993 حتى اليوم ما زال قاصرا عن تلبية الطموحات السياسية للناخب في عمان".

الأمر الذي أثر على المرشحين لتأخر فتح مقراتهم الانتخابية وزيادة نشاطاتهم. فهم بانتظار تحريك البيئة السياسية، وفي ظنّ كلاب أن ذلك قد يحدث إذا ما تم تحريك قضايا فساد إلى القضاء في الأيام القادمة.

وبلغ عدد القوائم الانتخابية المسجلة لدى الهيئة المستقلة للانتخابات 61 قائمة تضمنت 829 مترشحا يتنافسون على 27 مقعدا. في حين يتنافس فيه 600 مرشح على 123 مقعد.

ويشير الرنتيسي في حديثه لـ"عمان نت" أن عدوى حالة الإحباط أصابت المرشحين كما الناخبين، وهم يجدون أنفسهم في تجربة القوائم لأول مرة، فيما كان الناخب والمرشح ينتظر الخروج بعدد قليل من القوائم لتجد مساحة للمنافسة فيما بينها.

ويشير الرنتيسي إلى أنه ليس أمام القوائم الوطنية للترويج لبرامجها في الوقت المتبقي لانتهاء فترة الدعاية إلاّ اللجوء لوسائل الإعلام، منتقدا عدم رغبة عدد من المرشحين بالظهور عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في مناظرات أو حوارات تعرّف بحملاتهم الانتخابية.