الانتخابات: رقمياً حاضرة واقعياً غائبة

الانتخابات: رقمياً حاضرة واقعياً غائبة
الرابط المختصر

يبدو المشهد الانتخابي في العالم الافتراضي اكثر صخباً منه في الواقعي، هناك، في الافتراضي تزاد لحظياً اعداد المجموعات المتخصصة في الشأن الانتخابي، والتي تغص بنقاشات جادة حيناً وساخرة احياناً، مشهد ينحصر في العالم الواقعي بصور المرشحين وشعاراتهم الخالية من دسم الحوارات.

افتراضياً، تزداد أعداد "الهاش تاغ" المخصصة للحديث عن الانتخابات وتتنوع حسب موقف الناشطين من الانتخابات اما بالمقاطعة أو المشاركة.

"#مش_مقاطع" اختتمت، عدد من التغريدات التي تعلل أسباب المشاركة في الانتخابات، من تلك : "لأنه الأردن يستحق الكثير، لماذا نقارن المجالس النيابة السابقة في المجالس القادمة! كن إيجابي وساهم في عملية الإصلاح وانتخب الأفضل من يرى نفس الوجوه مرشحة نفسها للانتخابات. يبدو انه غض النظر عن الكثيرين الجدد. أنا مع انتخاب اسم جديد وأعطاء فرص جديدة" .

في موازاة ذلك، طالعنا، هاش تاغ "انتخب_صح" الذي يدعوا فيه المغردون الى اختيار المرشح الافضل ، ودراسة شعاره الانتخابي والأهداف التي يسعى الى تحقيقها في حال وصل للبرلمان، ومحاسبته في حال عدم تحقيقها، بالإضافة الى تناقل روابط بصفحات المرشحين على فيسبوك وتيوتر حتى يتم التواصل معهم والتعرف بهم، وايصال أصوات الناخبين لمرشحيهم ضمن هاش تاغ "#مهمة_البرلمان".

وأطلق ناشطون مبادرة تحمل اسم "#حملة_2 مليون_مشارك_بالانتخابات" والتي تشجع للمشاركة في الانتخابات والسعي لتكون العملية الانتخابية تراعي أعلى درجات الشفافية والنزاهة وذلك بالتحذير من بيع الأصوات، ومن التغريدات التي تم اطلاقها ضمن الحملة " الوطن ينادي لبيك يا وطني انتخابات حرة صوت لوطنك ومستقبل أولادك شارك".

بالمقابل انتهت عبارات بـ "#مقاطع" تذكر أسباب مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها ومن بينها " لن أرضى أن يمثلني مجلس يتراشقون في الماء والأحذية، لأني أحبك وطني، لأن النواب الذين أفقدوا جلسة قانون الضريبة نصابها أفقدونا ملايين الدنانير، هم أنفسهم مرشحين للمجلس السابع عشر".

واستمر انتقاد المقاطعون الساخر على شكل "بوسترات الكترونية" صممت لعدد منهم على افتراض أنهم مرشحون للانتخابات مع كتابة دعايات انتخابية ساخرة لهم، المرشحون الافتراضيون وجدوا في "البوسترات" مكانا لنشر تهكمهم على الدعايات الانتخابية، فأصبح التنافس في تصميم أكثر الدعايات الافتراضية سخرية من الواقع الذي يسيطر على المشهد الانتخابي بوجهة نظرهم.

أما في صفحة "أبشع شعار" التي تعتزم زيارة المرشح الفائز بلقب المسابقة، فيقدم مشتركيها أفكارا جديدة لتطوير المسابقة وزمن بينها زيارة منتظمة لمقرات المرشحين وطرح أسئلة عليهم ومحاولة احراجهم بتلك الأسئلة.

كما أعاد مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي نشر صور ساخرة تم تصميمها بانتخابات عام 2010 عبارة عن حملات انتخابية لشخصيات كرتونية ألفناها في الصغر، فنجد “الرغيف العجيب” يندد في شعاره الانتخابي الالكتروني بالتلاعب في لقمة العيش، في حين أن السيدة ملعقة ترى أن المرأة نصف المجتمع، وشعارات أخرى صممت للرسوم المتحركة .

ومن جانب محايد فان صفحة "فتيشة عاملين ضجة على الانتخابات" بثت الحلقة الثالثة عبر موقع "اليوتيوب" والذي يتحدث عن تعرض كيفية اختيار النائب الذي يمثلنا، وكيف يمكن أن يؤثر النائب على المجتمع ككل، وما هو دوره في البرلمان، هل هو خدماتي أم تشريعي، أم رقابي، أم محاسبي.

الحوار الدسم رقمياً، ليس هو ذاته واقعياً، حيث تغيب الحوارات حتى في المقار الانتخابية التي افتتحها المرشحين، والتي تعاني للان ازمة في الحضور.