“كورونا" يترك بصماته على استعداد الأردنيين لرمضان

الرابط المختصر

"رمضان هذا العام سيكون مختلفا تماما" بهذه الكلمات يلخص وزير الدولة لشؤون الإعلام في الأردن أمجد العضايلة المشهد للشهر الفضيل الذي يحل على العالم في ظل تفشي وباء فيروس كورونا.



وحسب ما قال الوزير العضايلة ": "الشعائر الدينية ستقتصر على المنازل، ولن يتمكن المواطنون من الصلاة في المساجد بسبب الإجراءات الصحية التي اتخذتها الحكومة، (...) العادات الرمضانية المختلفة لن تكون متاحة كالولائم والتجمعات".



ومن باب التخفيف على المواطنين لقضاء حاجياتهم في شهر رمضان مددت الحكومة ساعات السماح بالتجول من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء، مع تشديدها على "توفر مخزون كافٍ من السلع الغذائية والمواد الرمضانية في المملكة" كما يؤكد الوزير.



وبين أن الحكومة ستسمح للمخابز فقط ببيع الحلوى الرمضانية الشهيرة "القطايف" خلال شهر رمضان ضمن شروط تضمن عدم تجمع المواطنين وتجمهرهم بحيث تباع جاهزة ومغلفة.

 

ولجأ أردنيون الى شراء زينة رمضان للتخفيف من وطأة الحجر الصحي، وإضفاء أجواء البهجة على المنازل، رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة.



سمير بائع زينة رمضان من فوانيس وحبال إضاءة، يقوم بعرضها على قارعة الطريق في أحد شوارع العاصمة، يقول لـ"عربي21" إن "الاقبال على شراء الزينة مرتفع جدا رغم الأوضاع الاقتصادية التي سبقت الشهر الفضيل، إذ يقبل الأردنيون على شراء الزينة لإدخال الفرحة وكسر الملل".



وتزينت واجهات المنازل والمحال التجارية مبكرا بالاضاءة، وأهلة رمضان التي نشطت تجارتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتراوحت أسعارها بين 5 إلى 20 دولارا حسب الحجم والشكل.

 

كما بدأت محلات مواد غذائية عرض منتجاتها من التمور والمواد الرمضانية، وبحسب ما قال تجار لـ"عربي21" فإن الإقبال كبير وملفت على الخلطات التي تصنع منزليا، مثل المواد الأولية لصناعة المشروبات كالخروب والتمر الهندي، ومواد صناعة القطايف وغيرها.



ولم توقف السلطات الأردنية عمليات الشحن والنقل، رغم قرارها بإغلاق المنافذ الحدودية ووقف رحلات الطيران في 20 آذار/ مارس، واستمرت في عمليات نقل البضائع مع إخضاع سائقي الشاحنات إلى الحجر الصحي، واشتراط حصولهم على شهادة صحية تثبت خلوهم من فيروس كورونا.



رئيس غرفة تجارة عمان، ونقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، أكد لـ"عربي21" أن "المملكة تتمتع بمخزون آمن من مختلف السلع والمواد الغذائية، كما شكلت كل من غرفة تجارة عمّان والنقابة العامة لتجار المواد الغذائية غرفة عمليات ستعمل على متابعة تسهيل انسياب السلع من محافظة العقبة جنوبا، والمراكز الحدودية، وضمان توافر المواد، وبخاصة الغذائية والأساسية".

 ويعود الشهر في ظل ظروف اقتصادية صعبة بعد تعطل قطاعات واسعة عن العمل وتوقف دخل عمال المياومة في القطاع غير المنظم في الأردن الذي يشكل ما نسبته 44% من الاقتصاد الأردني، الأمر الذي وضع عائلات أردنية في خانة الفقر بعد توقف مصادر دخلها.

 

 هذه الأوضاع الاستثنائية، ستدفع أردنيين لتغيير سلوكهم في شهر رمضان والتوقف عن الإسراف وإعادة النظر في موازنتهم، كما يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، 



وحسب الخزاعي: "سيكون رمضان استثنائيا، لنا شهر في الحجر المنزلي الصحي، تعودنا في هذه الفترة على أمور كثيرة، منها المساعدة في أعمال المنزل بين الرجل والمرأة، ودخلت سلوكيات مثل تقسيم العمل والمهام، إلى جانب التخلي عن عادات مثل تبادل الأطباق بين الجيران والتخلي عن الولائم العائلية، بالإضافة لأسباب اقتصادية إذ لا توجد إمكانية لإقامة الولائم في ظل هذه الظروف الاقتصادية".



ويعتقد أستاذ علم الاجتماع أن "انتشار فيروس كورونا وما رافقه من إجراءات حكومية، سيدفع بالكثير من الأردنيين إلى الاقتصاد في عملية الطهي، وإعداد المشروبات الخاصة بالشهر الفضيل، واللجوء إلى تصنيع احتياجاتها في المنزل، كما أن الشهر سيفتقد موائد الرحمن، وستتم الاستعاضة عنها بالصدقات والتكاتف الاجتماعي بسبب الظروف الحالية".



الحكومة الأردنية ومن باب الحد من الولائم والتقارب الاجتماعي، قررت منع التجول ما بعد الإفطار نهائيا، وحذرت من إقامة التجمّعات والولائم، والدعوات بمختلف أشكالها.عربي21