يوم ان نسى المقدسيون التاريخ !!
في هذا اليوم بالذات أصبت بحالة من الاكتئاب والإحباط ترافق مع كثير من الاستغراب، هذا الاستغراب تحول إلى غضب من المقدسين والذين جعلوا يوم الأحد 6 حزيران يمر بهدوء وكأنه يوم عادي كما مر اليوم إلي سبقه، حتى إننى لم أجد عنوانا واحدا ولا مقالة حزينه، ولا حتى لفت نظر الى ما يعنيه هذا التاريخ للمقدسين بشكل خاص والعرب بشكل عام .
كنت أعتقد أن الإذاعة الرسمية أو وكالة الأنباء القومية يمكن أن تتذكر .. ولكنى أصبت بخيبة ما بعدها خيبة ! المصيبة الكبرى أنه عندما سألت بعض الشبان في شارع صلاح الدين وعلى مدخل باب العامود عما إذا ما كان هذا التاريخ يعنى لهم شئ ؟!! لم أجد جوابا !( وكدت أن أشد شعري ولكن تذكرت أنه لا شعر في رأسي ) !!! إن هول ما يحدث عقد لساني وتساءلت أيعقل أن يصل بنا هذا الجهل المعمد و غير المتعمد إلى نسيننا لأيام مفصلية في تاريخنا سواء كانت صفحاته سوداء أم بيضاء !!
ولكن على الجانب الآخر انظروا كيف يتذكر الأخر كل لحظة من لحظات هذا التاريخ فكل الصحف خصصت الصفحات الكاملة ليوم السادس من حزيران ، كما أن قنوات التلفزة المختلفة بثت بعض الأفلام الوثائقية التي تجسد هذا التاريخ !!! ومن ضمن ما ركزت عليه الماكينة الإعلامية الضخمة للآخر هو بعض من أقوال ديفيد بن غوريون الأب المؤسس لإسرائيل، وفيه يقول "لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل" وهو قول عبرت عنه نزعة التدمير اليهودية عندما طلب غورن كبير حاخامات "إسرائيل" من الجنرال نركيس قائد المنطقة الوسطى عند احتلال القدس عام 1967 تدمير المسجد الأقصى ، كما لازالت كلمات موشية ديان وزير الحرب في تلك الايام عندما دخل باب الاسباط وعلى سطح قبة الصخرة المشرفة إعلان أن القدس بأيدينا وأننا عدنا بعد ألفى عام لنبقى وليس لنرحل مرة أخرى .
قال موشية ديان هذه الكلمات وشوراع القدس والأحياء لا تزال تنزف دماء العشرات من أبناء المدينة الذين اعتقدوا بأنه بالأسلحة الخربة يمكن أن يقاوموا ودماء الجنود الاردنين النشامى الذين رووا بدمائهم الزكية تراب القدس الشريف لا تزال تنزف في شارع صلاح الدين وفي باب العامود وفي وادي الجوز والشيخ جراح والنبي صموئيل وجبل المكبر ... قالها ديان وبكاء الثكالى وصل الى عنان السماء باحثا عن مجيب .. وحتى الان بانتظار المجيب .
ان من نسى من المقدسيين ليلة سقوط القدس ويوم الاحتلال الأسود لن يتذكر في يوم من الأيام تاريخه وسيبقى في المستقبل عبارة عن تابع وعبد لسادة لا يرحمون ، في هذا اليوم الذي نسى فيه المقدسيون يوم سقوط الغالية يمكن إعلان انتصار الآخر .. الآخر الذي لا زال يذكر كل لحظة بحلوه مرها ...يستحق النصر ويستحق المدينة لحين أن يبدأ أبناؤها بمحاسبة النفس وتذكر التاريخ .. عندها يخلق الله ما لا تعلمون !!!
وللحديث بقية