وجه آخر للاحتلال في رام الله

الرابط المختصر

أنا لا اومن بالسلطة الفلسطينية التي تقود جيشا من خدمها في مواجهة مواطنيها الفلسطينيين ويختفون كما الاوهام والأحلام إن أراد الصهيوني أن يبول في زاوية من زويا الرئاسة الفلسطينية.
وانا لا أدعم بالمطلق تلك السلطة التي يتخذ رئيسها من شعار "أنا أشتغل عند الاحتلال"نبراسا وعلما يستظل بظله إن بانت سوءة قيادته وسياسته التي جرَّت على الفلسطينيين ما جرَّه الاحتلال عليهم.
وأنا لا أثق بكل ما يخرج من مقهى السلطة في رام الله من تصريحات نصفها عنعنات فارغة بلا جدوى او معنى، ونصفها الآخر لا تستطيع سماعه لما ينطوي عليه من من تذلل ومهانة في خطابها السياسي المفلس.
وأنا لا أحترم تلك السلطة التي تبرأت منذ الساعات الاولى من نصف الشعب الفلسطيني في غزة تحت ذريعة أن حماس لا تمثل الفلسطينيين، وكأنها بتلك البراءة تشارك ضمنا في جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها الصهيوني المحتل ضد الوجود الفلسطيني وحياته.
وأنا أنظر اليوم الى ما آلت اليه السلطة في رام الله أشعر بحجم الفضيحة التي ارتكبتها منظمة التحرير بحق الفلسطينيين في اوسلو وكيف ضحت بالدم وبالنضال الفلسطيني على مدى مئة عام من أجل دولة من قش في رام الله، لتبني لاحقا جيشا من العسس والهراوات والسجون للفلسطينيين وليس للمحتل وقطعانه من المستطونين في المغتصبات.
وفي كل تواريخ الثورات على امتداد النضال الانساني في التاريخ لم نرى شيئا يشبه تلك السلطة الغريبة إلا تلك السلطات العميلة التي يقيمها ويؤسسها المستعمرون والمحتلون لأجل ان تكون عونا لهم على شعوبهم وأوطانهم.
في غزة اليوم ثمة وطن فلسطيني تعاد صياغته بالدم وبالسلاح، وبالرغم من حجم وكارثية الفقد إلا أن الفلسطيني اليوم في الداخل والشتات يشعر أنه يعود الى منابعه الأولى، ويعيش حالة نبيلة من استعادة خيوطه الوطنية وكرامته بعد ان فقدها في حادث سير تحت أقدام اوسلو قبل ان يفقدها تحت أقدام الاحتلال بعد ان صار للسلطة دولة من عهن منفوش.
واليوم يسأل الفلسطيني عن مدى جدوى بقاء تلك السلطة في رام الله بعد ان فقدت كل خيوط ايمان الفلسطيني بها،وبعد أن فقد كل ثقة تسمح له بالاعتقاد ان من يراهم في رام الله من رجالات السلطة هم فلسطينيون حقيقيون يشبهون الفلسطينيين أنفسهم.
السلطة في رام الله اليوم قد تشبه الى حد بعيد الوجه الآخر للإحتلال الصهيوني، مما يجعل من الفلسطيني مقاتلا على جبهتين، جبهة الاحتلال الصهيوني، وجبهة الاحتلال السلطوي في رام الله، مما يضاعف على الفلسطيني عبء نضاله بالرغم من أنه لا يؤمن بحمل لسلاح في مواجهة الفلسطيني نفسه.
وبالنتيجة فالفلسطيني اليوم ومستقبلا بحاجة ليتحرر من سلطة رام الله ورجالاته وجيشها الأمني الذي غاب تماما عن مواجهة الإحتلال وجرائمه في الضفة الغربية ليسمح للاحتلال بتنفيذ جرائمه بحق الفلسطينيين، ولولا المواجهات البطولية المشرفة في مدن وقرى الضفة لكانت النتائج الكارثية ربما أكبر من الاحاطة بها.
ومن المضحكات ان رجالات السلطة في رام الله لا يزالون يوغلون في المكابرة بالتحدث عن الشرعية وكأنهم هم فقط من يملكون الشرعية الفلسطينية بينما الشعب الفلسطيني يرى أن تلك الشرعية يصنعها الشعب نفسه وهو من يختار من يمثله ويقوده، وليس التفاف الفلسطينيين في الداخل والخارج حول حماس وغزة الا صورة تنبيء بالكثير من التحولات الجذرية في توجهات وخيارات الفلسطينيين الذين يؤمنون أن السلطة ما هي الا وجه آخر للاحتلال ولا شرعية وطنية لها.