يواجه الشاب العشريني محمود صعوبة في الحفاظ على مستواه العادي في القراءة خلال شهر رمضان، حيث تراجع معدل القراءة لديه بشكل كبير بسبب التغييرات اليومية التي يتعرض لها، على حد قوله.

 ويضيف أن "الجوع والعطش خلال فترة الصيام يؤثران على تركيزه و يجعلانه يشعر بالخمول، مما يجعله يتجنب القراءة خاصة الكتب الثقيلة".

 الثلاثيني محمد، يشعر بالإرهاق بسبب انشغاله بالعمل والحياة اليومية، وما بين الاستيقاظ لساعات طويلة في الليل، وتقسيم النهار بين الذهاب للعمل أو الدراسة او النوم، الامر الذي يجعل من القراءة أمرا صعبا.

 ومن جانب آخر، تعتبر الثلاثينية أم صالح شهر رمضان فرصة لمتابعة المسلسلات، مما يمنعها من القراءة بشكل دائم، حيث تتابع ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة مسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.

 بينما ترى الطالبة نايا شهر رمضان فرصة للقراءة وتحدي نفسها عبر مشروع تحدي القراءة العربي الذي تشارك فيه، مما يساعدها على إنجاز عدد من الكتب، ويعود ذلك لتنظيم وقتها وايجاد الوقت المناسب لها.  

 أول معرض كتاب في رمضان

 وللتشجيع على عادة القراءة، ينظم اتحاد الناشرين الأردنيين لأول مرة معرضا رمضانيا للكتاب في هذا العام، وسيستمر المعرض ابتداء من يوم الاثنين المقبل وحتى 14 من شهر نيسان، في معرض عمان الدولي للسيارات بطريق المطار.

 يهدف المعرض إلى تعزيز أهمية القراءة في شهر رمضان، ودعم دور النشر الأردني، والمنتجين الثقافيين من خلال عرض عناوين وإصدارات متنوعة بأسعار تشجيعية، وذلك في ظل المشاكل المالية التي يواجهها الناشرون الأردنيين والعرب بسبب الكتب الإلكترونية وما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتداعيات جائحة كورونا.

 رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين الدكتور نبيل أبو حلتم يشير في حديث لـ "عمان نت" إلى أن هذه المحاولة الاولى لاقامة معرض كتاب  خلال رمضان، على امل ان يجد إقبالا من القراء وحضور مميز.

 يشير رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين الدكتور نبيل أبو حلتم  في حديث لـ "عمان نت"، إلى أن هذه المحاولة الأولى لإقامة معرض كتاب خلال رمضان، على أمل أن يحظى بالقبول والحضور المميز من قبل القراء.

 ويوضح انه يلاحظ وجود توجه كبير للقراءة لدى العديد من الفئات العمرية، مؤكدا انه سيتم تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية خلال المعرض.

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين الدكتور نبيل أبو حلتم يؤكد الهدف من إقامة معرض للكتاب خلال رمضان

الأردن الخامس دوليا في القراءة

 قدرت دراسة، صادرة عن نتائج مؤشر القراءة العربي، معّدل القراءة الرقمية الكتب الاكترونية وما ينشر على الإنترنت  بنحو 27 ساعة سنويا، وأن معدل القراءة الورقية في الأردن بـ 22 ساعة سنويا.

 وأوضحت النتائج أن متوسط عدد الكتب المقروءة سنويا في الأردن يبلغ 50 ساعة، فيما يسجل متوسط عدد الكتب المقروءة بنحو 21 كتابا.

وتوزعت قراءة الأردنيين على 8 كتب بلغة أجنبية و15 كتابا باللغة العربية، و13 كتابا خارج نطاق الدراسة أو العمل و8 كتب لها صلة بالدراسة أو العمل.

 ونوهت إلى أن 36 % من الأطفال يقرأون بشكل يومي، بينما 38% من الاسر الاردنية تعطي القراءة مكانة مهمة في البيت، و5% يفضلون الهدية أن تكون كتابا و 33 % يخصصون وقتا للقراءة، فيما يبلغ متوسط عدد الكتب في المنازل الاردنية بنحو 25 كتابا.

 وأشارت الدراسة إلى تصدر لبنان الدول العربية في القراءة، تلتها مصر، المغرب، الامارات، وخامسا الاردن.

كيف تحافظ على عادة القراءة في رمضان؟

 الصحفية والكاتبة رانيا الجعبري ترى أن الكثير من الأشخاص في شهر رمضان يجد صعوبة الاستمرار في القراءة بسبب تغير نمط الحياة والأنشطة اليومية، وبالرغم من ذلك نجد هناك اهتمام كبير بالقراءة حيث يبقى فرصة لتوسيع المعرفة والتحسين الذاتي في شهر رمضان.

وفقا للجعبري، يعود تراجع مستوى القراءة في شهر رمضان إلى تغيير أنماط الاستفادة من القراءة، مثل الاشتراك في الندوات الثقافية وتنظيم حلقات نقاشية للكتب، أو القراءة في مقاهي مخصصة، والتي غالبا ما تتم في المساء، الأمر الذي يمكن أن يكون صعبا في رمضان.

 ومن الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق القراءة خلال شهر رمضان تقول الجعبري، تخصيص نصف ساعة فقط من القراءة بدلا من ساعة، كما يمكن التغلب على الخمول الناجم عن الصيام عن طريق القراءة بعد الإفطار.

 هذا وبحسب مؤشر القراءة العربي فهناك إقبال ملحوظ على القراءة، رغم محدوديتها، لدى المواطن العربي حيث يقرأ ما يساوي 35،24 ساعة سنويا، وهذا الرقم أعلى بكثير من بعض الإحصائيات التي تحدد المدة الزمنية للقراءة في 6 دقائق فقط.

 أما فيما يخص الكتب المقروءة سنويا فقد تراوح العدد بين 1,44 و 28,67 بمتوسط عربي يساوي أكثر من 16 كتابا في السنة.