هكذا قرأت صحف إسرائيلية تحذير ملك الأردن من ضم الضفة والغور
تناولت الصحافة العبرية، باهتمام بالغ، حديث الملك عبد الله الثاني، الذي حذر فيه الاحتلال الإسرائيلي من الإقدام على خطوة ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة.
وقالت صحفة "معاريف" الإسرائيلية في خبرها الرئيس اليوم: "صمت في إسرائيل، بعد نشر المقابلة التي منحها ملك الأردن يوم الجمعة لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية، وهدد فيها، بأنه في حال نفذت إسرائيل وعدها بضم مناطق في الضفة وغور الأردن، فسيؤدي الأمر لصدام كبير".
وركزت الصحيفة على السؤال: هل سيؤدي الأمر إلى إلغاء اتفاق السلام بين "تل أبيب وعمان؟"، والذي رد عليه الملك بقوله: "لا أريد أن أهدد وأخلق أجواء خلاف، لكننا ندرس كل الإمكانيات".
وأوردت "معاريف" الرد الأمريكي على سؤال الصحفيين حول منح واشنطن "إسرائيل" الإذن بضم الضفة والغور، وقالت الناطقة بلسان الوزارة مورغن أورتيغوس في ختام زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى "تل أبيب"، الأربعاء الماضي: "الوزير أوضح أن الضم هو قرار إسرائيلي، ونحن نعتقد بأن على هذه المباحثات أن تكون جزءا من رؤيا الرئيس دونالد ترامب للسلام وضمن المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين".
صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، تذكرت التصريح السابق للملك عبدالله الذي أكد فيه أن العلاقة مع "إسرائيل" في "الدرك الأسفل"، منوها إلى أنه رفض تجديد اتفاق تأجير أرض الغمر والباقورة.
ورأت الصحيفة في تصريحات الملك، أنها "تذكير هام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولمؤيدي الضم الذين يحيطون به، ممن ينثرون الرمال في عيون الجمهور الإسرائيلي، وكأن استعداد أمريكا للاعتراف بسيادة إسرائيل على المستوطنات، هو بوليصة تأمين تاريخية لتنفيذ اختطاف سياسي من طرف واحد، دون دفع الثمن ودون المخاطرة".
وأضافت: "يدور الحديث عن سكرة قوة خطيرة، فالاتحاد الأوروبي بحث أول أمس في تبني عقوبات ضد ضم إسرائيلي، اذا ما اتخذت إجراءات من طرف واحد تتعارض والقانون الدولي".
ونوهت إلى أنه "لا يساند الغرور الإسرائيلي، ولا حتى الإدارة الامريكية، التي تحرض على إطلاق رسائل مزدوجة"، مشيرة إلى أن تصريحات بومبيو السابقة بشأن خطة الضم الإسرائيلية، والتي يفهم من صيغتها بحسب "هآرتس"، أنها "تشجيع للإسرائيليين لاتخاذ القرار والعمل على الضم، أو كتلميح غايته تبريد الحماسة الأولية من الضم".
وذكرت أنه "حتى دون الإنصات للعاهل الأردني، فالضم سيعرض السلام للخطر، والمشكلة أن اليمين الداعي إلى الضم لا يرتدع من هذه الإمكانية، بل العكس تماما؛ من ناحيته فإن إسقاط المملكة الهاشمية كفيل بأن يجسد رؤيا الأردن كدولة فلسطينية".
وأفادت بأنه سيتعين على الجنرال بيني غانتس، رئيس الوزراء البديل لنتنياهو، الذي "وقع على اتفاق ائتلافي يسمح لنتنياهو بالعمل على الضم من طرف واحد ابتداء من تموز"، أن "يصر على أن الضم يمس بالسلام مع الأردن، ويحبط هذه المبادرة الزائدة والخطيرة".