هذه خطتهم فأين خطتكم !!!
مرة أخرى تثبت وسائل الإعلام الفلسطينية أنها خير مساعد في بث أخبار لم تحدث حتى الآن وأنها تساهم بصورة كبيرة في سياسة التخويف والترهيب بحق المقدسين بشكل خاص، فلقد سارعت بعض الصحف وبعض المواقع الاخبارية الالكترونية التي تعتاش على الأخبار المترجمة من العبرية لتقول إنها الأولى في فلسطين على نشر خبر مترجم حرفيا من صحيفة هارتس حتى بدون تعديلة بصورة تتمشى مع الواقع الفلسطيني خاصة وأن الأخبار التي تكتب بالعبرية تكتب بطريقة خاصة ولجمهور معين، ومن الخطأ بمكان أن تتم ترجمتها حرفيا بما في ذلك الفواصل والنقاط من منطلق المهنية !! يا سلام .. بل إنه من المناسب أن يتم أخذ المحتوى وصياغته بصورة تبقى على أمانة النقل مع تعديله لجمهورنا .
ما علينا
جاء في الخبر كما نشر حرفيا " ...كشفت صحيفة هارتس الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم أن لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية ستوافق على خطة رئيسية لم يسبق لها مثيل تدعو لتوسيع الأحياء اليهودية في القدس الشرقية .اقتراح اللجنة من شأنه تدوين سياسة البلدية في التخطيط للمدينة بأكملها انطلاقا من شعار إسرائيل أن القدس موحدة وغير قابلة للتقسيم وسيتم البناء على كل شطر من المدينة
ولأكثر من عقد من الزمن، عمل العشرات من المهندسين المعماريين على وضع خطة رئيسية للقدس، لتحل محل الخطة التي كانت مقررة منذ عام 1959 أي قبل 8 سنوات من حرب الأيام الستة. وفي حين أن الخطة لم تجتذب معارضة من المجتمع الدولي والمنظمات اليسارية ، والتطورات السياسية خلال العام الماضي بما في ذلك الخلاف مع الولايات المتحدة حول مشروع بناء رمات شلومو من المرجح أن تخلق الآن توترا دبلوماسيا متجددا. وفقا لوثيقة اعدتها منظمة "عير عاميم" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، أنه يوجد العديد من المشاكل التي تواجة هذه الخطة، ذلك ان الخطة تسمح للبناء للسكان العرب في المدينة أقل بكثير من الاحتياجات الطبيعية للفلسطينيين، ذلك أنها ستسمح ببناء ما يقارب 13,500 وحدة سكنية للفلسطينيين، ووفقا للتزايد السكاني والاحتياجات فإن هذا العدد أقل بكثير مما يحتاجه الفلسطينيين في مدينة القدس حتى عام 2030. ..."
هذه خطة بلدية القدس الإسرائيلية!! التي لا تخفى خططها المستقبلية والحالية وهي أنها تعمل كل ما باستطاعتها لمحو ما يسمى بخطوط التقسيم وإلغاء مصطلح القدس الشرقية او العربية والإبقاء على مصطلح واحد هو القدس عاصمة إسرائيل بدون "شرقا وغربا" ، هذا المصطلح يتطلب اتخاذ خطوات قاسية بحق المقدسين والتضيق عليهم حتى يرحلوا من تلقاء نفسهم أو يتم ترحليهم بصورة ناعمة ليصلوا إلى مرحلة يكون فيها المقدسي جزءا من ديكور القدس اليهودية فقط ليس إلا ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة في وجه السلطة الفلسطينية ووجه العرب عامة هو :
أين خططتكم ؟! بخصوص القدس ولحماية ما تبقى من القدس .!! إن كانت تعني لهم هذه المدينة أي شئ ، وأقصد تعنى لهم بحق وحقيقية شئيا مقدسيا وليست مجرد شعار هنا وتصريح رنان فارغ من أي محتوى هناك !
أين خططكم لأعمار المدينة ومساعدة المقدسي على تحمل ما يمكن تحمله في الحيز الضيق الذي أبقته السلطات الإسرائيلية له ...! والجميع يعلم أن العرب يستطيعون أن يفعلوا الكثير من أجل القدس وباستطاعتهم ذلك ولا نقصد هنا إرسال الأموال ورفع العتب فقط، بل أكثر من ذلك !!
حتى ياتى ذلك الوقت استعدوا لتبكوا مثل النساء على مدينة لم تستطيعوا أن تحافظوا عليها مثل الرجال .... استعدوا لتندموا عندما لا ينفع الندم ...
وحديث القدس ينزف دما ودموعا له بقية ...!..