مع اقتراب رمضان.. استياء من ارتفاع أسعار سلع أساسية وتساؤلات عن الرقابة
خلال الفترة الأخيرة، عبر مواطنون عن استيائهم من ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية في الأسواق المحلية، معتبرين هذا الارتفاع جاء في وقت غير مناسب نظرا لاقتراب شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار، الأمر الذي قد يثقل كاهل الكثير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها.
مع بداية شهر رمضان من كل عام، يتزايد الطلب على المواد التموينية، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، بالإضافة إلى استغلال بعض التجار لهذه الفترة لزيادة الأسعار بشكل مفرط.
ومع ذلك، فإن ارتفاع الأسعار في هذا العام جاء قبل بداية شهر رمضان بفترة، حيث طرأ ارتفاع في الأسعار على بعض أصناف الخضروات والفواكه وبعض المواد الغذائية، بالإضافة إلى أسعار اللحوم.
أسعار اللحوم غير واقعية
بحسب تقديرات جمعية مربي المواشي، تشهد الأسواق المحلية ارتفاعا في أسعار اللحوم البلدية والمستوردة، حيث بلغت أسعار اللحوم الرومانية المستوردة في بعض الملاحم إلى 9 دنانير للكيلو غرام، بينما تجاوزت أسعار اللحوم البلدية ما بين 10 إلى 12 دينارا، واصفة هذا الارتفاع بأنه غير واقعي ومبالغ فيه.
وترجع الجمعية أن ارتفاع أسعار اللحوم البلدية وبعض المستوردة مثل الرومانية في الأسواق، لقلة العرض واقتراب شهر رمضان.
ويشير رئيس الجمعية زعل الكواليت، إلى أن مثل هذا الوقت من العام عادة يكون العرض من اللحوم البلدي قليلا باعتباره ليس موسما للبيع، كشهر رمضان، الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل خاص.
ويوضح أن بعض التجار يلجأون إلى تسمين الخراف ليبيعها في شهر رمضان لكسب الأرباع ، متوقعا أن يكون هذا الارتفاع مؤقتا، مطالبا بضرورة فتح باب الاستيراد، لمختلف أنواع الخراف لتعويض النقص المعروض في الأسواق المحلية.
ويشير إلى أن الأحداث في غزة أثرت على انخفاض الطلب على اللحوم بنسبة 40%، متوقعا أن تستمر هذه الانخفاضات في القدرة الشرائية خلال شهر رمضان بسبب تراجع الظروف الاقتصادية بشكل عام.
تستورد المملكة اللحوم من 17 دولة مختلفة، ما يشمل اللحوم الحية والمبردة والمجمدة، والخراف الرومانية والإسبانية والأسترالية، مما يعوض نقص الأغنام البلدية في الأسواق.
ارتفاعات غير مسبوقة
كما اشتكى العديد من المواطنين ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضار والفواكه بشكل كبير في الأسواق المحلية، مطالبين الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الارتفاعات، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
تلقت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك شكاوى من المواطنين تتعلق بارتفاع أسعار الخيار والكوسا والموز البلدي بشكل كبير، مشيرة إلى أن هذه الأسعار مبالغ بها ولا تعكس كلف انتاجها وجودتها في مثل من الموسم.
وتراوحت أسعار مادة الخيار ما بين 80 قرشا ودينار، والموز البلدي أكثر من دينار وربع للصنف الأول ودينار للصنف الثاني، والكوسا دينار للكيلو.
ويوضح المستشار الإعلامي للجمعية الدكتور حسين العموش أن الجمعية رصدت ارتفاعات في أسعار الخضار والفواكه تجاوزت نسبتها 20% تقريبا، وهي نسبة مرتفعة في مثل هذا الوقت من العام.
ويرجع العموش هذا الارتفاع إلى عمليات التصدير بكميات كبيرة لبعض أصناف الخضار والفواكه ، مما يعتبر أمرا غير مقبول..
ويشير إلى أن من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في بداية شهر رمضان لكافة السلع، نظرا لزيادة أسعار البيع من قبل التجار، والطلب المتزايد على كميات كبيرة من المواد الغذائية التي قد يستهلكها المواطنون خلال شهر رمضان.
لا تشتر وأنت جائع
للحد من تهافت المستهلكين والذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع بداية شهر رمضان، ستطلق الجمعية حملة وطنية تحمل عنوانا " لا تشتري وأنت جائع" قبيل شهر رمضان، فبحسب دراسات فإن نسبة نسبة الهدر في المواد التي يشتريها الصائم قبل الإفطار تصل إلى 30 إلى 35%.
كما دعت الجمعية إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات من الجهات المعنية التي من شأنها إعادة الأسعار كما كانت عليه في السابق لهذه السلع الضرورية ورصد تطور حركة أسعار السلع الأساسية من خضار وفواكه ومواد تموينية حتى تستطيع أن تضبط الأسعار قبل ومع بداية شهر رمضان.
ومن جهتها، شددت الحكومة على ضرورة متابعة الجهات المعنية لمواجهة أية ارتفاعات محتملة على أسعار السلع الأساسية والغذائية مشيرة إلى أن المطلوب هو استمرار تدفق السلع بأسعار معقولة وجودة عالية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.