مع استمرار التصعيد.. هل يمكن أن يتوسع نطاق الصراع؟

الرابط المختصر

لليوم الرابع على التوالي، ما زال التصعيد بين قوات جيش الاحتلال وكتائب المقاومة مستمرا، وسط دعوات بضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي والدول العربية للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، في ظل توقعات سياسيين إلى أن إسرائيل قد تقوم بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية كجزء من التصعيد لحماية مصالحها.

بلغ عدد الشهداء حتى كتابة هذا التقرير وفق تصريحات وزارة الصحة في قطاع غزة 788 شهيدا و4100 مصابا جراء اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في غزة والضفة والغربية، معربة عن قلقها  إزاء تصاعد واستمرار العدوان الإسرائيلي من قبل قوات الاحتلال والهجمات المباشرة على المنشآت الطبية والمدنيين الأبرياء.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن بأن رد إسرائيل على عملية "طوفان الأقصى" غير المسبوقة التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "سيغير الشرق الأوسط".

الباحث الفلسطيني المتخصص في الشؤون العسكرية، رامي أبو زبيدة، يشير في حديث لـ "عمان نت" إلى أن المقاومة في قطاع غزة حققت إنجازا أمنيا وعسكريا غير مسبوق خلال عملية "طوفان الأقصى"، حيث تمكنت من تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع خطوط الدفاع الإسرائيلية والجدار الفاصل في قطاع غزة، وأظهرت فشل جميع النظريات والاستخبارات الإسرائيلية، معتبرا الهزيمة التي تعرض لها الجانب الإسرائيلي هي الأكبر في تاريخها وتمثل تحولا استراتيجيا مهما.

تميزت هذه العملية، حتى الآن بالبراعة، بدءا من اختيار التوقيت المناسب وانتهاء بسيطرة المقاومة على واقع العمليات واستخدامها لوسائل عسكرية متعددة، وقد أظهرت مراحل التدريب والتخطيط والتحكم والسيطرة الكشف عن هشاشة وضعف الجانب الإسرائيلي، بحسب أبو زبيدة

الولايات المتحدة قالت بإنها تحرك حاملة طائرات، وسفنا، ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، مؤكدة أنها سوف توفر لإسرائيل المزيد من المعدات والذخائر.

يرى الباحث الفلسطيني رامي أبو زبيدة أن هذه البيانات تأتي في إطار السياسة الأمريكية المستمرة في دعم الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف إلى تعزيز موقفه وزيادة العدوان على قطاع غزة.

بالإضافة إلى ذلك، يقول أبو زبيدة أن  الولايات المتحدة تسعى إلى إيصال رسالة إلى الأطراف المختلفة في المنطقة بشأن عدم مشاركتها أو التعاون مع المقاومة في قطاع غزة، لتقليل من وحدة الأطراف التي تدعم المقاومة، معتقدا بأن ذلك سيفشل في ظل وجود صمود الشعب الفلسطيني ودعم حلفائه.

حرب أوسع من نطاق غزة

من منظور المحلل السياسي منذر الحوارات، يعتبر أن التصريحات الأمريكية والإسرائيلية تحمل فيها خطورة كبيرة، فهي حشدت اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيلين مع اقتراب البوارج الأمريكية على شاطيء غزة، هذا يشير إلى أن ما تزعمه إسرائيل من أهمية لكرامتها وهيبتها قد يتطلب نشوب حرب أوسع نطاقا من غزة لاستعادة تلك الكرامة بعد عملية "طوفان الأقصى".

ويتوقع الحوارات أن تقوم إسرائيل بتوسيع نطاق الصراع بحيث تحاول جذب أطراف أخرى للانخراط في العمليات العسكرية، وهذا يعتبر مؤشرا على أن الوضع أكثر خطورة مما يتم الإعلان عنه.

يبدو ان اسرائيل تجد ان التوسيع الان هو الوحيد ان يجعل هذه الحكومة تستمر ومدى استراتيجي اطول، بالذات بعد الاهانة التي تلقونها نتيجة عملية طوفان الاقصى .

تم التحدث عن إمكانية اجتياح بري مؤخرا، وهذا يشير إلى أن الحرب قد بدأت رسميا، في ظل التحدث عن تشكيل حكومة طوارئ، وهذا يعني استمرار هذه الحكومة وتعليق الحياة المدنية، وربما يتجه الأمر نحو حرب أوسع نطاقا قد تمتد إلى المناطق المجاورة، ويبدو أن إسرائيل تروج لفكرة التوسيع الحالي كوسيلة لضمان استدامة هذه الحكومة واستراتيجيتها على المدى الطويل، خاصة بعد الإهانات التي تعرضت لها نتيجة لعملية "طوفان الأقصى"بحسب الحوارات.

مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي الصحفي الفلسطيني داود كتاب يشير في مقال له إلى أن ما حدث في إسرائيل يوم السبت لا ينبغي أن يفاجئ أحدا، تحدث المسؤولون الفلسطينيون مرارا وتكرارا عن انفجار إذا لم يتم إحراز تقدم سياسي في تخفيف معاناة شعبهم.

كما قال الملك عبد الله الثاني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "بدون وضوح بشأن مستقبل الفلسطينيين، سيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع".

ويوضح كتاب في ذات المقال بانه ليس هناك أي غموض حول ما يجب أن يحدث بعد ذلك وعلى الرغم من أنه أقل من ذي قبل، فإن التأييد لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين أعلى من أي بديل آخر. لكن وجود دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل يتطلب اعترافا من الأمم المتحدة. لقد استخدمت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً حق النقض ضد نفس القضية التي تتحدث عنها.

وينهي مقاله بالقول إنه قد يبدو هذا النوع من الاقتراحات خياليا في الوقت الحالي، ولكن لا يوجد طريق آخر للمضي قدما.