يحتفل معلمون ومعلمات في مدارس المملكة بيومهم العالمي الذي يصادف اليوم الخميس، بما حققوه بإنجازاتهم وإبداعاتهم التي أثرت إيجابا على البيئة التعليمية والطلاب، مما يسهم في تعزيز العلاقة القوية بين المعلمين وعملية التعلم.
من بين المبادرات والمشاريع التي نجح المعلمون والطلاب في تنفيذها بشكل تطوعي، هي الاستفادة من توظيف المساحات الفارغة في باحات المدارس ترميم صفوف غير مستخدمة، واعادة تجديد الأثاث القديم لتحويلها إلى أنشطة تعليمية غير منهجية وأنشطة ترفيهية.
لم تكن هذه الإنجازات تحقق من دون دعم مؤسسة "سنبلة"، والتي قامت بإطلاقها مؤسسة الجود للرعاية العلمية، هذه المبادرة تهدف إلى تحفيز المعلمين على التفكير بشكل إبداعي وتنفيذ أفكارهم باستخدام أدوات بسيطة ومكلفة بشكل محدود.
حتى الآن، انضمت أكثر من 1100 مدرسة إلى مبادرة سنبلة، داعية جميع مدارس المملكة إلى الانضمام لها لتحسين البيئة التعليمية وتلبية احتياجات الطلاب.
المديرة العامة لمؤسسة الجود، رانيا قسطنطين، تشير إلى أن المبادرة قدمت فرصا للمعلمين لتحقيق النجاحات والإنجازات من خلال تلقيهم تدريبا على التفكير الإبداعي وتطوير مهاراتهم في إيجاد حلول ومشاركة المجتمع في تنفيذ أفكارهم، حيث تم تنظيم جلسات تدريبية تضمنت مهارات حياتية لمساعدة المعلمين في تعزيز قدراتهم.
وزارة التربية والتعليم كانت شريكا مهما في دعم المبادرة من خلال تيسير الوصول إلى المدارس وتشجيعها على متابعة مشاريعها بنجاح، بحسب قسطنطين.
مركز استراتيجي في إحدى مدارس المفرق
ومن بين الإنجازات الملفتة للمعلمين الذين ساهموا في تحسين وتطوير البيئة المدرسية ، يبرز مشروع المركز الاستراتيجي الذي نشأ في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز، بمديرية قصبة المفرق.
المعلمة نجاح أبو الشعر تشير الى انها قادت جهود إنشاء هذا المشروع الاستراتيجي، بالشراكة مع عدد من زملائها المعلمين في المدرسة وبدعم من المجتمع المحلي، يهدف الى جمع الأفكار الابداعية واعداد دراسات مستقبلية تعتمد على معطيات الواقع، من اجل اختيار افضل البدائل لمواجهة التحديات والأحداث قبل حدوثها.
يتميز هذا المركز الاستراتيجي بالفعالية والكفاءة، ويهدف إلى تسهيل التعاون بين الإدارة والهيئة التعليمية، بالاضافة إلى تحويل أفكار المعلمين والطلاب المبدعين إلى مشاريع يمكن تنفيذها بالتعاون مع المجتمع المحلي، بحسب أبو الشعر.
منذ إنشاء المركز، تمكنوا من وضع خطة تطويرية شاملة للمدرسة، وحولوا أفكار الطلاب الإبداعية في الواقع، تضمنت هذه الأفكار إقامة مسابقات مثل تحدي القراءة وتحدي التطبيقات الالكترونية، كما تم تنظيم اجتماعات تعليمية لاستقطاب الطلاب الموهوبين ومشاركتهم في مسابقات على مستوى المملكة والعربي، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة المفيدة الأخرى.
جلسة وحديقة فَي
من بين المشاركين الفعالين في المبادرة كانت مديرية الأغوار الجنوبية من خلال مدرسة أم الهشيم الثانوية للبنات والمعلمة صابرين الحشوش، حيث قاموا بإطلاق مشروعين مميزين "جلسة وحديقة فَي" والمشروع الثاني هو "مصلى الرحمن".
وتقول الحشوش إن هدف المشروع الأول كان استغلال مساحة فارغة داخل المدرسة، حيث لاحظوا وجود الطالبات في هذا المكان الخالي من النشاطات الإيجابية، واستغلوا هذا الفراغ لإنشاء حديقة شاملة تحتوي على جلسات ومظلات يمكن استخدامها في حصص النشاط التربوي والفني والمهني.
وتوضح الحشوش، أن هذه الحديقة ساهمت في نشر الطاقة الإيجابية بين الطلاب وتحسين سير العملية التعليمية، كما أسهمت في تعزيز العلاقة بين المعلمات والطلاب.
ومن أبرز التحديات التي تواجه منطقة الأغوار الجنوبية ارتفاع درجات الحرارة في أوقات الذروة، وهنا كانت المظليات المغطاة في الحديقة تأتي بمساهمة كبيرة، حيث ساعدت الطالبات على الجلوس فيها وممارسة أنشطتهن براحة تامة.
أما فكرة "مصلى الرحمن"، هدفها توفير مكان مناسب للأشخاص الذين يرغبون في أداء الصلاة، حيث تم استغلال غرفة صفية فارغة وتحويلها إلى مصلى بالتعاون مع المجتمع المحلي ووزارة الأوقاف الإسلامية، وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية للراغبين في استخدام هذا المصلى.
نافورة داخل المدرسة
أيضا، شاركت مديرية لواء الشوبك، مدرسة الزبيرية الاساسية للبنين، في مشروع ضمن فئة الحدائق، حيث تم انشاء نافورة داخل المدرسة، بحسب المعلم عامر خالد مرشد بني عبده.
ويقول بني عبده أن فكرة المشروع انطلقت من حاجة المدرسة الى استغلال المناطق الفارغة في حديقتها المدرسية، بهدف تحسين بيئتها المدرسية وإضفاء جمالية عليها.
نظرا لأن بني عبده هو معلم في مجال المساق المهني ولديه خبرة في مجال البناء، قاد هذا المشروع بالتعاون مع مجموعة من الطلاب والمعلمين، حيث استغرق بناء النافورة شهرين كاملين، تم تنفيذ البنية التحتية بالكامل، وتم تركيب البلاط والأضواء ودهان الجدران، بالإضافة إلى تركيب مقاعد حول النافورة، حتى أصبحت هذه المنطقة جلسة ترفيهية للطلاب، وفي بعض الأحيان يقوم المعلمون بإجراء الحصص الخارجية على المقاعد المحيطة بالنافورة لتغيير جو الدراسة وتحفيز الطلاب.
ويرى بني عبده أن مشاركة الطلاب في الأنشطة اللامنهجية أمر مهم يمنحهم شعورا بالفخر والإنجاز، ويجنون ثمار جهدهم عندما يرون أقرانهم يستخدمون هذا المكان بفاعلية.
تكلفة المشروع تقدر بحوالي 315 دينار، وتمت فيه بعض الأعمال بإنتاج ذاتي، وشارك القطاع الخاص في جزء من التمويل لضمان نجاح المشروع، بالإضافة إلى التعاون مع محلات بناء محلية، وتم استفادة من خبرة بعض المعلمين المتقاعدين الذين يمتلكون مهارات في الفن والتخطيط أيضا في تنفيذ المشروع.
"منحتنا في محنتنا"
من محافظة الطفيلة، قامت مدرسة "ذات النطاقين الأساسية" بإطلاق مشروع بعنوان "منحتنا في محنتنا" بالتعاون مع مجموعة من المعلمات ومؤسسات المجتمع المدني.
وتقول مديرة المدرسة، هيا العجارمة، أن الفكرة بدأت بوجود مساحة غير مستخدمة داخل المدرسة المستأجرة وغير مفعلة في أي نشاط، وحاولوا تحويل هذه المساحة إلى منحة بدلا من أن تكون محنة.
تعتبر العجارمة أنه كان هناك نقص في الغرف الصفية وعدم وجود صالة تستخدم لأي نشاط آخر، لذا قرروا استغلال هذه المساحة وتحويلها إلى ساحة لرياض الأطفال مع ألعاب متحركة، وعندما يكون هناك اجتماعات، يتم نقل الألعاب ووضع الطاولات والكراسي لتحويلها إلى قاعة للاجتماعات.
من التحديات التي واجهوها في البداية هي عدم قناعة الفريق بأن هذا الأمر يمكن تحقيقه نظرا لصعوبته، خاصة مع وجود مدرسة مستأجرة، كما تعد هذه المدرسة الأبعد في المحافظة، بحسب العجارمة.
هذا ويحتفل الأردن مع باقي العالم بيوم المعلم العالمي تحت شعار "المعلمون الذين نحتاج إليهم من أجل التعليم الذي نرغب به، ضرورة معالجة النقص في أعداد المعلمين على الصعيد العالمي"، ويسلط الضوء على أهمية وقف تراجع أعداد المعلمين وزيادتهم في جدول الأعمال العالمي.
كما احتفل محرك البحث "غوغل" بالمعلم بوضع رسومات وحروف طفولية معبرة على صفحته الرئيسية احتفالا بيوم المعلم العالمي. تعبر هذه الرسومات عن دور المعلم في الحفاظ على تقدم المجتمعات وتطورها، وتقديراً للمعلمين وجهودهم وتفانيهم في القيام برسالتهم بكل إخلاص وتفاني.