مطالبات بضرورة التدخل العاجل لحل أزمة أندية كرة القدم

الرابط المختصر

لأول مرة في تاريخ كرة القدم، ينتظر الجمهور نزول الفريقين لخوض المباراة على أرض الملعب، إلا أن الحكم يقرر إنهاء المباراة قبل بدء اللعب بصافرته، نظرا لتصاعد الأزمة المالية ما بين الأندية واتحاد كرة القدم، وإعلان الأندية توقفها عن المشاركة في مسابقة دوري المحترفين، الأمر الذي أثار مخاوف محللون في الشأن الرياضي من تصاعد التوترات وتفاقم الأزمة بدلا من البحث عن حلول لهذه الأوضاع الصعبة .

وتجتمع عصر الأحد اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة وأندية المحترفين التي علقت مشاركتها في مقر النادي الفيصلي لمناقشة هذا الوضع الحرج، و للتباحث هذه الإشكالية لإيجاد قرارات تساهم في انهاء هذه الازمة.

والتزم 12 ناديا في كرة القدم، مثل فريق الوحدات، وشباب الأردن، ومعان، والسلط،  وسحاب، والرمثا، بعد الإعلان عن ذلك بكتاب رسمي لاتحاد كرة القدم تحدد مطالبها بوضوح، تشمل تحويل مبالغ مالية متأخرة تصل قيمتها إلى 200 ألف دينار لكل ناد على وجه التحديد، وذلك كجزء من مشاركتهم في المسابقات المحلية. 

وبحسب خبراء ومحللين رياضيين ومتابعين الدوري الأردني، فإن هذه الأزمة تشكل تحديا لمستقبل كرة القدم ليس على الصعيد المحلي وحسب، بل تمتد إلى الصعيد الدولي، كما أنها ستؤثر بشكل كبير على العديد من اللاعبين في الأندية الصغيرة، مما يجعلها مشكلة تتعدى حدود الرياضة وتأثيرها يمتد إلى الأبعاد الوطنية بكل معنى الكلمة

 

أسباب الضائقة المالية للأندية

أندية الدوري الأردني  تعيش حاليا ضائقة مالية خانقة، حيث لم تتسلم حتى الآن حقوقها المالية من الموسم السابق، حيث تجد الأندية نفسها مضطرة للغياب عن المشاركة في المسابقات، مما يفرض عبء إضافي على اتحاد كرة القدم وجدول أعماله للموسم الحالي.

المحلل الرياضي معتصم الخطيب يشير إلى أن مشكلة الأندية الاقتصادية ليست جديدة، وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة نتيجة عدم وجود دعم مالي كاف لتلك الاندية الرياضية الرئيسية . 

ويوضح الخطيب أن بعض هذه الاندية وصلت إلى مستوى لا يمكنها فيه حتى تغطية تكاليف نقل اللاعبين إلى المباريات بواسطة حافلات النادي، مؤكدا أن تلك الأزمة المالية تؤثر أيضا على اللاعبين الذين ينتظرون بفارغ الصبر لاستلام حقوقهم المالية، وهذا بالطبع يضعهم في موقف صعب بسبب التزاماتهم المالية الشخصية والمالية تجاه الأندية.

هذه الأندية تعتمد بشكل رئيسي على دعم اتحاد كرة القدم، وهو ما يتطلب تدخلا رسميا لمساعدتها على التغلب على أزمتها الحالية، ويجب أيضا وضع خطة استراتيجية للأعوام القادمة لضمان استدامة الاندية وتجنب تكرار مثل هذه الأزمات المالية بحسب الخطيب.

وفقا لمحللين بالشأن الرياضي، فإن أزمة الأندية المالية تختلف عن أزمة اتحاد كرة القدم، حيث يحصل الاتحاد على دعم من اللجنة الأولمبية والحكومة وفيفا والاتحاد الآسيوي، في حين أن الأندية تتلقى مبالغ مالية ضئيلة فقط، والبالغة حوالي 100 ألف دينار، وتحاول بجهد بحث عن شركات رعاية لفرقها.

 

موقف اتحاد كرة القدم

كان الاتحاد الأردني قد هدد بفرض عقوبات على الاندية  التي قررت تعليق مشاركتها في الدوري، وفقا للوائح والأنظمة المعمول بها في كل موسم،  ومع ذلك يعتبر محللون رياضيون أن هذا الإجراء قد يضعف الأندية بدلا من ايجاد حلول للازمة المالية .

وتنص المادة الأولى من المادة 41  في اللائحة التأديبية  الصادرة عن اتحاد كرة القدم على استبعاد النادي من المسابقة، ومحو نتائجه في البطولة، وفرض غرامة تبلغ 100 ألف دينار (حوالي 140 ألف دولار)، ونقله إلى دوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى حجب إيرادات المشاركة المتبقية له في المسابقة التي انسحب منها.

وتشير المادة نفسها إلى أنه إذا أعلن النادي انسحابه قبل أو أثناء البطولة التي يجب أن يشترك فيها، أو تغيب عن أي مباراة من مباريات بطولات الاتحاد الرسمية، أو انسحب الفريق من الملعب ولم يعد لاستكمال المباراة على الرغم من انتهاء المدة القانونية المحددة من قبل الحكم، دون عذر مقبول يوافق عليه الاتحاد، يتم اعتبار النادي المنسحب أو الغائب خاسرا بنتيجة (3-0) ما لم تكن النتيجة الفعلية أعلى من ذلك.

من جهته، يؤكد نائب رئيس اتحاد الكرة مروان جمعة، أن الاتحاد لم يقصر مع الاندية وان المبلغ الذي يخصص للأندية من الاتحاد يبلغ 150 الف دينار، وانهم يطالبون الان بمبلغ 200 الف دينار ويتمسكون بـ 50 الف.

ويضيف  جمعة في تصريحات تلفزيونية، ان الحل في تخصيص الاندية وتشكيل رابطة لايجاد اندية قوية، مشيرا الى ان عدد من الاندية امورها جيدة وبعضها امورها المحاسبية غير واضحة ونحن في اجتماع مستمر وتواصل مع الاندية وسنواصل الحوار معها بعض الديون على الراعي السابق لم نحصلها وعندما نستلم مستحقاتنا سوف نبادر بدعم الاندية.

وبدأ الاتحاد أولى جلساته لوضع الخطوط العريضة لخطة استراتيجية للكرة الاردنية للمواسم القادمة على مدى خمس سنوات، كما اجتمعت الأندية بشكل متكرر مع مسؤولي الاتحاد لإجراء عملية إصلاح عاجلة لتحسين وضعها المالي.