مطار رامون ... فخ اسرائيلي

اعتاد الكيان الاسرائيلي الغاصب ان يتفنن في التقاط اللحظات الحاسمة ليحقق من خلالها اهدافه الخبيثة وفي اعتقادي ان هناك مئات الأمثلة التي تؤكد ان العدو يريد تحقيق مصلحته الخاصة عن اي مصالح لغيره على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانه لا يتورع من عدم الالتزام بالاتفاقات المعقودة معه او التقيد بالانظمة والقوانين الدولية معتبرا نفسه فوق القانون .

آخر فتنه مطار رامون الذي فشل اقتصاديا وسبب له الخسائر الجسيمة فأراد هذا العدو ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد ببيع هذا المطار للسلطة الوطنية الفلسطينية ويحرك الاقتصاد الاسرائيلي على حساب الاقتصاد الفلسطيني والأردني .

هنا نعود الى الشهر الماضي لنذكر بأزمات المسافرين القاتلة التي عانى منها الفلسطينيون خلال التنقل عبر الجسر حيث الجهد الضائع والمهلك والكلفة المادية العالية والذي يعتبر هذا مربوطا بسعي سلطات الاحتلال لتشغيل المطار وبتسهيلات ادارية ومالية ، وهذا ما وعد به الاسرائيليون لما يسمى التسهيلات الاقتصادية التي وعدوا بتحقيقها للفلسطينيين .

الغريب بالأمر ان المطار المذكور باشر عمله ولم نلاحظ ان هناك تنسيق اردني وفلسطيني لرفض هذا الفخ اللعين الذي يعمل على خنق الاقتصاد الاردني والذي يجب ان لا تقبله السلطة الفلسطينية في الوقت الذي يقف فيه الاردن موقفا مشرفا تجاه القضية الفلسطينية ورعاية المقدسات الدينية في القدس بالرغم ان الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني كان قد اعلن رفض السلطة لهذا المطار .

ان ما يجري هو تطبيق لصفقة القرن الذي رفضه الاردن وفلسطين وكذلك ضم الاغوار الذي لو تم لتأثر الاردن ولحقه الضرر ذاته فكان من الاسرائليين ان استبدلوه بالمطار وهذا يتناقض مع اتفاقيتهم مع الاردن .

مطلوب الآن من الحكومتين الاردنية والفلسطينية اتخاذ موقف موحد برفض هذه المؤامرة وتسهيل المرور عبر الجسور وعدم السماح للفلسطينيين من استخدام هذا المطار ورفض التسهيلات المالية والادارية الاسرائيلية لأنها على حساب الكرامة الفلسطينية والاقتصاد الاردني وان عدم وقف مهزلة المطار هذه يعني فتح المجال الجوي الاسرائلي وتنشيط المطارات الاسرائبية بمزيد من اقلاع وهبوط الطائرات العربية وغير العربية بما يتجاوز حدود التطبيع والاعتراف المتبادل والتمثيل الدبلوماسي فيكون الكيان قد حقق اكثر مما يطمح عبر السبات العربي .

 

* عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، عضو لجنة اللاجئين .

أضف تعليقك