محللون : اغتيال العاروري نصر مزيف للاحتلال في ظل الفشل العسكري بغزة

الرابط المختصر

أثارت حادثة استشهاد القيادي في حركة حماس صالح العاروري، ورفاقه في عملية عسكرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استياء وغضب في الشارع الأردني، مما دفع عدد مباشرة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية، تعبيرا عن استنكارهم للجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد قادة حماس وأهالي قطاع غزة.
وتتواصل الحراكات الشعبية والحزبية  بالإعلان عن تنفيذ فعاليات ومظاهرات غاضبة في اتجاه محيط السفارة الاسرائيلية ومسجد الكالوتي وعدة مناطق مختلفة، بالإضافة إلى  فتح بيوت لاستقبال التهاني بشهادة القائد العاروري، مع تأكيد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني و رفضهم لاستمرار ممارسات الاحتلال.
العاروري الذي اعتقل أكثر من 18 عاما في السجون الإسرائيلية، يعتبر قيادي سياسي وعسكري بارز في حماس، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية  السابق، ومؤسس لكتائب عز الدين القسام، يعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام. 
بعد فترة اعتقال طويلة لنحو 15 عاما في سجون الاحتلال، نفي خارج فلسطين عام 2010، حيث تم ترحيله إلى سوريا واستقر بها لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم أستقر في الضاحية الجنوبية في لبنان.

تطورات في التصعيدات الإسرائيلية

بعد استشهاد العاروري بضربة استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه مستعد لكل السيناريوهات، وانه في حالة تأهب دفاعا وهجوما، دون التعليق بشكل مباشر على اغتيال العاروري،  وأن "أهم أمر نقوله الليلة هو أننا نركز على محاربة حماس و نواصل التركيز على ذلك".
هذه التصريحات يعتبرها الخبير العسكري المختص بالشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي تحركا من قبل إسرائيل يهدف إلى بحثها عن انتصار معنوي، بعد مرور ما يقارب 90 يوما من العمليات العسكرية الفاشلة في قطاع غزة . 
ويشير الدبوبي إلى أن الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، تأتي في سياق تحاول فيه اسرائيل جذب الانتباه بعيدا عن قطاع غزة، وهو ما أظهرته الوسائل الإعلامي عبر تركيزها على الاغتيال بدلا من الهجمات الاسرائيلية القوية في غزة. 
من جانبه، يرى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية منيزل النعيمي، أن هناك تطورا كبيرا في سياق التصاعدات الإسرائيلية مع حركة حماس وقادتها، مشيرا الى ان الهدف من استهداف إسرائيل لقادة حماس يتمثل في السعي لتحقيق نصر مزيف . 
ويوضح النعيمي أن الصحافة الإسرائيلية والتصريحات الرسمية تشير الى حاجة اسرائيل لهذا المشهد لتسويقه كنصر الى الداخل والخارج، حتى لو كانت هذه النتائج مؤقتة.
محللون يعتبرون أن إعلان رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، الأحد، عن قيام حكومة الاحتلال بإجراء تخفيض إضافي في قواتها المشاركة في الاجتياح البري والعدوان على قطاع غزة، وسحب ما يقارب 5 ألوية من قطاع غزة، بعد مرور ما يقارب 3 شهور من بدء العدوان عليه، هو بمثابة فشل لعدم تحقيق إسرائيل أهدافها المعلنة في الاجتياح البري.


المرحلة النهائية

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وتشمل "إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح جنود الاحتياط، واللجوء إلى غارات جوية مركزة، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة". 
يشير الدبوبي إلى أن هذا يمثل دخولنا الى المرحلة النهائية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مع التركيز على الانسحاب إلى غلاف قطاع غزة من الداخل وفرض حصار على القطاع لمنع تزويده بأي شيء ولضمان عدم تسلم حركة حماس أي دعم، مع التوقعات بمواصلة العمليات العسكرية خلال فصل الشتاء، ما لم تتدخل بعض الدول للضغط على حماس.
من جهته يتوقع النعيمي، ان تدفع اسرائيل حزب الله نحو الحرب،  معتبرا ان النظرة الاسرائيلية الى لبنان  بانها  منطقة رخوة تمكن اسرائيل من تحقيق أهدافها، حيث يعيش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضغوطا سياسية وعسكرية واجتماعية، ويرغب في تخفيف التوتر في المجتمع الإسرائيلي من خلال استهداف قادة حماس.
في 28 من  شهر آب الماضي حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن "أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو سوريا أو إيرانيا أو غيرهم، سيكون له رد فعل قوي، ولن نسمح أن تفتح ساحة لبنان للاغتيالات".
وتأتي عملية الاغتيال في بيروت، في ظل التصعيد الحدودي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان منذ أكتوبر الماضي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى على الجانبين.