ما دلالات لقاء الملك مع عباس؟

جدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على موقف الأردن الداعم والمساند للأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وقيام دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

جاء ذلك، خلال استقبال جلالته الأربعاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي أعقاب القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية التي عقدت في بغداد أخيراً، ضمن اللقاءات والأنشطة الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك قبيل زيارة عمل مقبلة إلى واشنطن.

 

وشدد خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على أهمية ترجمة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى هدنة ممتدة، تدفع باتجاه حل سياسي يحقق للفلسطينيين حقوقهم.

 

وأكد الملك ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، منبها أن على إسرائيل وقف جميع الاعتداءات والإجراءات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية.

 

ووصف المحلل السياسي ومدير مكتب القدس للدراسات عريب الرنتاوي اللقاء الاول الذي جمع رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو بايدن والملك عبد الله الثاني بلقاء استثنائي كونه أول لقاء لبايدن مع زعيم عربي.

 

وأشار الرنتاوي ان القضية الفلسطينية بملفاتها المختلفة سيكون لها مكانا محوريا في هذا اللقاء، موضحا ان إدارة بايدن ترى الاردن طرفا محوريا في هذه القضية كمصر.

 أوضح الرنتاوي ان إدارة ترامب غيرت ما يسمى ب "الإطار الاقليمي للحل "لتذهب به الى دول الخليج السعودية الامارات، لتأتي حكومة بايدن وتعيد الامور الى نصابها وترجع الاطراف المعنية وهي الاردن ومصر الى دورها الاساسي في القضية وذلك بسبب الجوار والجغرافيا والتاريخ والصراع وحتى المعارك منذ ال 48 حتى توقيع معاهدات السلام.

 وأشار إلى ان السلطة الفلسطينية في وضع سيء فلا بد للرئيس الفلسطيني ان يستمع الى بعض النصائح في هذا المجال.

 واكد ان القدس ستكون من القضايا المهمة التي سيتم الحديث عنها، كونها المعركة المشتركة التي يخوضها الاردنيين مع الفلسطينيين وخاصة تحت الرعاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية في ظل ان اسرائيل مازالت تحاول تهويد القدس وتهدم المنازل في حي البستان وتحويل سلوان الى حديقة الملك داود.

 

دفعة قوية لابو مازن

كما يوفر لقاء القمة الفلسطيني- الاردني إعطاء دفعة قوية للرئيس الفلسطيني الذي تراجع موقعه منذ إلغاء الانتخابات الفلسطينية والموقف الضعيف لرام الله أثناء الحرب على غزة وثم قضية وفاة معارض على ايدي قوات الامن الفلسطينية وارتفاع وتيرة المظاهرات المطالبة برحيل عباس.

ويفيد المحلل السياسي حمادة فراعنة أنه لا يتوقع أن يكون لعمليات الاحتجاج الاخيرة على اثر وفاة المعارض نزار بنات أي أثر على مكانة الرئيس الفلسطيني حيث كانت حماس متفقة على عدم المشاركة في المنافسة على موقع الرئيس ولا يزال عباس يحظى بدعم عربي ودولي رغم التراجع الذي حصل مؤخرا. ولكن حمادة فراعنة قال لـ "عمان نت" أن الرئيس الفلسطيني بحاجة إلى مشاركة القوى الفلسطينية المختلفة من خلال حكومة جديدة أو تجمع يشمل فتح وحماس والفصائل وشخصيات وطنية معروفة.

 

وتأتي الزيارة وسط توتر تشهده مدينة القدس المحتلة منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، على خلفية استمرار عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وعمليات هدم ومحاولة تهجير الفلسطينيين من منازلهم.

 

وتشرف على المسجد الأقصى حاليا دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بموجب القانون الدولي، حيث يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على مقدسات المدينة قبل الاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر عضو المجلس الوطني الفلسطيني، نجيب القدومي، أن للقاء القمة بين الملك وعباس دلالات عديدة أبرزها "استمرار لمستوى التنسيق العالي بين الرئيس والملك على اعتبار أن الأردن شريك وليس داعما فقط للقضية الفلسطينية،ثانيا تأتي بعد اللقاء الدوري الذي عقده في بغداد قادة الأردن ومصر والعراق".

 

"أيضا يأتي اللقاء قبل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها جلالة  الملك الى واشنطن بدعوة من الرئيس بايدن وهي اول زيارة لزعيم عربي في عهده،هي كذلك تأكيد على مكانة الأردن الدولية ودورها المحوري في معظم قضايا المنطقة والعالم ولما يتمتع به جلالة الملك من مكانة مرموقة بين زعماء العالم".

 

 يتابع القدومي "يضاف الى كل ذلك الاهتمام الخاص والمميز لجلالته بالقضية الفلسطينية وتبنيه لها وموقفه الاستراتيجي في دعم مواقف القيادة الفلسطينية وآخرها دعم الموقف الفلسطيني في رفض صفقة القرن ومؤامرات الضم وتأكيد لاءاته الثلاث : لا للتوطين ، لا للوطن البديل ولا للمساس بمكانة القدس ، خاصة أن الأردن يدرك أن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧ وعاصمتها القدس هي مصلحة اردنية استراتيجية يعمل الأردن على تحقيقها".

 

   "العلاقة التاريخية والجغرافية التي تربط الاردن وفلسطين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جعلت من الوحدة بين ضفتي نهر الأردن مثالا يحتذى ودور الأردن في حماية المقدسات الدينية على اعتبار أنها تحت الوصاية الهاشمية التي ترعاها خير رعاية".

 

  "الدم الاردني الذي سال على أرض فلسطين من الشهيد الأردني الأول كايد مفلح عبيدات واختلاط هذا الدم عام ٤٨ وفي معركة الكرامة يؤكد على متانة العلاقة الابدية بين البلدين والتي لا يمكن ان تنفصل عراها مهما حاول المشككون واصحاب الاجندات المشبوهة والموجهة من الخارج للمس بهذه الوحدة الوطنية وهي الوحدة الأنموذج والتي ستخيب آمال دعاة الإقليمية والفئوية البغيضة".

 

وضم الوفد الفلسطيني كل من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى الأردن عطا الله خيري.

 

وعن الجانب الأردني حضر رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أيمن الصفدي، وعدد من مستشاري الملك.

 

أضف تعليقك