مافيا التسول في الأردن تستخدم أساليب مبتكرة لخداع الناس

الرابط المختصر

لم تكن مركبة "البكب" التي توقفت في إحدى مجمعات النقل تحمل أناس عاديين في صندوقها الخلفي, بل كانت مركبة لتوزيع المتسولين في أنحاء مختلفة من العاصمة الأمر الذي يدل على وجود تنظيم وشبكات تمارس مهنة التسول باحتراف وهذا يعود بنا لما صرحت به وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة تمام الغول عن وجود شبكات تسول للأطفال في الأردن تدار بالهواتف الخلوية لتجنّب مداهمات الحكومة.



أساليب جديدة للتسول



ومن خلال جولة لعمان نت في الميدان رصدت العديد من حالات التسول حيث وجدنا استخدام أساليب جديدة متبعة في جمع المال، وخلال سيرنا مثلا استوقفتنا امرأة شابة ودار الحديث التالي " معلش يا اخوي اخذ دقيقة من وقتك أختك مقطوعة من المصاري ".



ومن الأساليب الأخرى المتبعة في التسول استخدام أسلوب المطاردة حيث يبقى المتسول يركض وراءك من شارع لشارع ويسبب لك الإزعاج حتى ترضخ لطلبه بهدف التخلص منه مطاردته لك.



ولكن الأسلوب الأبرز المستخدم في التسول هذه الأيام هو استخدام الإعاقة بهدف إثارة الشفقة لدى الناس واستدرار عطفهم عن طريق أطفال مشوهين أو رضّع تحملهم سيدات يجلسن على الشوارع والأرصفة.



أطفال الشوارع والإشارات الضوئية يعتبرون جزءا لايتجزاء من ظاهرة التسول فهم يبيعون المواد التافهه كذريعه بهدف التغطية على تسولهم.



متسولون يتحدثون لعمان نت



بجانب حاوية القمامة كان مستلقيا على جنبه ومتخذا من شواله مخدتا محمد في العشرينات من عمره قال لعمان نت عن مهنته في التسول وجمع العلب الفارغة " إني ابحث عن العلب المعدنية الفارغة في حاويات القمامة وبجانب المطاعم بهدف البحث عن لقمة العيش".



خالد الطفل الصغير يتواجد على الإشارات الضوئية يستجدي الناس يقول أهلي يدفعوني للقيام بهذا العمل فإذا اجمع مبلغا كافيا من النقود سأتلقى العقاب الشديد.



وزارة التنمية تنظم حملات مداهمة



وتنظم وزارة التنمية الاجتماعية العديد من الحملات لمكافحة التسول حيث بلغ عددها منذ عام 2003 وحتى هذا العام 197 حملة أمسكت 1750 متسول منهم 1200 متسول مطلع العام الحالي.



وبين الناطق الإعلامي في وزارة التنمية د. فواز الرطروط انه وبعد إجراء الدراسات الاجتماعية على المتسولين تبين أن لعديد منهم من ذوي الدخل المرتفع ولا يعانون من مرض أو عاهة تعيقهم عن العمل.



وعن آلية تنظيم هذه الحملات وكيفية التعامل مع المتسولين قال الدكتور الرطروط إن الحملة تضم أشخاص مختصين في قضايا الدفاع الاجتماعي وبرفقة مجموعة من رجال الأمن حيث يتم إلقاء القبض على كل من يمارس التسول بشكل مباشر مثل استجداء الناس أو من يمارس هذه الظاهرة بشكل باطن كبيع المواد التافهة على الإشارات الضوئية مثل العلكة والكبريت وعلاقات المفاتيح وغيرها من المواد.



وبين انه بعد إلقاء القبض عليهم يتم إيداع المتسولين إلى مركزين واحد مختص بالأطفال ويقع في منطقة وادي سرور والأخر مركز أبو ذر الغفاري للبالغين ويتم تسوية أوضاعهم القانونية وإعطائهم دروس التوعية الاجتماعية بمخاطر ظاهرة التسول وخصوصا على الأطفال.





وبهذا الخصوص أصدرت وزارة الداخلية قانون يسمى قانون مراقبة سلوك الأحداث رقم (51) لسنة 2001 وسريانه ابتداء من تاريخ 1/11/2001م اعتبر فيه كل من التسول بطريقة الاستعطاء أو طلب الصدقة سواء له أو لغيره متجولا كان أو جالسا في مكان عام من الأمور التي يعاقب عليها القانون، كذلك عاقب القانون كل من يقوم باستغلال من لم يتم الثامنة عشرة من عمره باستخدامه في عمل من أعمال التسول.



آراء المختصين

المختصون الاجتماعيون في مجال الأسرة والطفل ارجعوا ممارسة ظاهرة التسول لأسباب عديدة اجتماعية واقتصادية, وأخرى تتعلق بالثقافة العامة، الباحث الاجتماعي حكم مطالقة اعد بحثا خاصا عن هذه الظاهرة وقال إن هناك أسباب عديدة تدفع المتسولين وخصوصا من الأطفال لممارسة هذه الظاهرة من أهمها الشللية وخصوصا في المناطق الفقيرة التي تتميز بظروف اقتصادية سيئة حيث يشكل الأطفال مجموعة كبيرة تمارس الأعمال غير القانونية في ظل غياب الرقابة من الأهل خصوصا عندما تكون الأسرة متفككة وذات عدد كبير مع مستوى دخل متدني.

وبين مطالقة أن الأهل في بعض الأحيان يدفعون أبنائهم للتسول فمن خلال الدراسة التي أعدها مطالقة رصد عدة حالات اجبر فيها الأهل أبناءهم على ممارسة التسول تحت تهديد العقاب.



رئيسة وحدة عمل الأطفال في وزارة العمل نهاية دبدوب أكدت على انتشار التسول بين الأطفال من الذين يسكنون المناطق الفقيرة وخصوصا عندما تكون نفسية الأهل مريضة حيث يدفعون أبنائهم للعمل .



ومن أوراق العمل التي طرحت في هذا الموضوع ما تقدم به المقدم الدكتور محمد الطراونة تحت عنوان دور العمل في الحد من التسول طرحها في ندوة " مجتمع يعمل.. مجتمع امن " التي أقيمت مؤخرا حيث بين د. طراونة عدة أشكال للتسول أهمها التسول الصريح الملعن وفيه يمد المتسول يده للناس والتسول المقنع وهو تسول متستر وراء أشياء أخرى مثل بيع العلكة والتسول الموسمي وهو الذي يمارس في المناسبات مثل الأعياد وأخيرا التسول الإجباري عن طريق إجبار الأهل لأطفالهم بجمع المال عن طريق التسول.



وفي نفس الندوة طرح وليد المحيسن من مديرية الأسرة والأمن الاجتماعي ورقة عمل عن دور وزارة التنمية الاجتماعية في مكافحة ظاهرة التسول وبين أهم برامج الوزارة في مكافحة هذه الظاهرة حيث وضعت الوزارة برنامج لمكافحة التسول وتأهيل المتسولين يهدف الحد من هذه الظاهرة عن طريق ضبط المتسولين ودراسة حالاتهم الاجتماعية لمعرفة الأسباب التي دفعتهم للتسول وإعادة الأطفال المتسولين إلى مدارسهم.





أرقام وحقائق من وزارة التنمية الاجتماعية



وحسب أرقام وزارة التنمية الاجتماعية بلغ عدد الحالات التي القي القبض عليها خلال عام 2002 (1684) حالة 910 منهم ذكور و الاناث774 وبلغ عدد الأحداث من الذكور 580 ومن الإناث 245.



واحتلت منطقة الوحدات في العاصمة عمان المرتبة الأولى في عدد حالات التسول بنسبة 30% تليها منطقة سحاب والقويسمة بنسبة 20% ثم الهاشمي 15% ومخيم الحسين 10% والبقعة15% الزرقاء5% ومناطق متفرقة5%.



وبلغ عدد الحالات التي القي القبض عليها خلال شهر حزيران لعام 2003 (200) حالة جميعهم من غير السوابق بلغت حصيلة ما جمعوه من أموال 1656 دينار.

أضف تعليقك