مئة يوم من الحرب على غزة.. ترجيح التوصل إلى هدنة طويلة الأمد

الرابط المختصر

بعد مرور مئة يوم على الحرب الاسرائيلية  في قطاع غزة دون تحقيق أهداف سياسية وفقا لخبراء سياسيين وعسكريين، مخلفة العديد من الإصابات والشهداء والدمار في القطاع، دون أي قرار يلمح إلى انتهاء هذه الحرب، وسط آمال بالإسراع في إصدار قرار  من محكمة العدل الدولية يدين الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه، مطالبا بوقف الحرب والابادة الجماعية التي يرتكبها ضد أهالي القطاع. 

منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، ويقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن حربا عسكرية مدمرة على القطاع، حيث بلغت حصيلة الضحايا ما يزيد عن 23 ألف شهيد ونحو 60 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لتقديرات الجهات الرسمية في القطاع.

وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تشير إلى أن  بعد مرور 100 يوم على بداية المعركة، تظهر المعطيات الميدانية إلى أن احتمال تحقيق إسرائيل نصرا عسكريا، يبدو أمرا بعيدا أو مستبعدا.

  

توقعات بهدنة قريبة

أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي يرى أن المعركة لا تزال مستمرة، حيث  يصر الاحتلال الإسرائيلي على  تحقيق أهدافه الإجرامية من خلال استهداف المدنيين، مشددا على ان الاهداف التي حددها الاحتلال لا يمكن تحقيقها بالشكل الذي تريده العقلية الاسرائيلية بانها هي التي تفرض اجندتها في الساحة السياسية.

في ذات الوقت، يعتبر ماضي أن المقاومة الفلسطينية لا تدعي الانتصار، ولكنها أثبتت صمودا استثنائيا خلال المئة يوم من الحرب، باتجاه آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة سياسا واقتصاديا من اقوى دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

يشير إلى أن هناك مفاوضات تجري خلف الأبواب، بهدف التوصل الى هدنة طويلة الأمد، نظرا لارهاق الاحتلال الإسرائيلي جراء هذه الحرب، متوقعا ان تكون خلال الاسابيع القليلة القادمة، حيث سنشهد ترتيبات جديدة في المنطقة، وسيكون هناك دورا هاما على الصعيد الفلسطيني الوطني في  تلك الترتيبات السياسية المرتقبة في قطاع غزة والضفة الغربية.

عسكريا، يوضح الخبير العسكري الدكتور غازي الطيب، أن إسرائيل لم تحقق حتى اللحظة أي هدف من أهدافها المعلنة منذ بداية هذه الحرب، كما أثبتت المقاومة قدرتها على السيطرة في كافة المواقع والجبهات في القطاع، وتؤدي دورها دون تراجع، رغم مرور مئة يوم على هذه الحرب.

كان الهدف الأول للحرب كما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة المئات من الأسرى الإسرائيليين الذي أصبحوا في قبضة المقاومة الفلسطينية، إلا أن هذه الأهداف لم تتحقق حتى اللحظة.

 

أبرز التطورات شكوى جنوب افريقيا

من بين أبرز التطورات التي حدثت خلال المئة يوم الماضية من هذه الحرب المستعرة، الشكوى التي قدمتها جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل، حيث تضيف هزيمة اخرى في سجل الاحتلال الى جانب الهزائم والأفعال التي قام بها ضد سكان قطاع غزة، بحسب سياسيين.

وجاء رد نتنياهو على هذه المحاكمة "أن محكمة العدل الدولية لن تردع اسرائيل عن مواصلة حربها على قطاع غزة "حتى تحقيق النصر".

هذه التصريحات لا تحمل أي دلالة، بحسب المحلل السياسي ماضي، الذي يؤكد أن في حال صدور قرار من محكمة العدل الدولية سيكون قرارا يعكس ادانة اخلاقية وسياسية، وستبقى وصمة عار في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي، فهذه القضية ذات اهمية استراتيجية في هذه القرارات، وليست مجرد قضية آنية.

في المقابل، تظهر التقارير عن خلافات متصاعدة داخل مجلس الحرب والحكومة في إسرائيل، بينما يتزايد ضغط الشارع على بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل للأسرى وكذلك الاستقالة من منصبه.

سياسيا، يقول ماضي  أنه على الرغم  من مواجهة نتنياهو لحملة كبيرة داخليا، انه لا يزال رئيسا للوزراء، بمعنى لا زال يحظى بثقة الاحزاب التي تشترك معه في الائتلاف الحكومي، مما يعني أن الحكومة لا تزال تحظى بالاغلبية في الشارع الاسرائيلي. 

مع ذلك سيواجه نتنياهو تحديا كبيرا في حال توقف الحرب، حيث تعتمد حكومته بشكل كبير على وزارتين، وسيواجه صعوبات في تسيير الشؤون الداخلية للاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لتقديرات ماضي.

الخبير العسكري الطيب، يشير إلى أن الشارع الاسرائيلي والعالمي يقومون بالضغط على الحكومات وخصوصا الولايات المتحدة،وما يدلل على ذلك مطالبات الولايات المتحدة مرارا الحكومة الإسرائيلية بسرعة إنهاء هذه المهمة  ووقف إطلاق النار في القطاع، وإجراء المفاوضات. 

في ختام مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب اعلن الاتفاق مع إسرائيل على إرسال بعثة أممية إلى شمال غزة لتقييم الأوضاع بشأن عودة النازحين، مؤكدا أن واشنطن تريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، مضيفا إلى أنه ينبغي إتاحة فرصة عودة الفلسطينيين إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، مؤكدا رفض أميركا لأي مقترحات تتبنى فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة.

ويؤكد أن المدنيين وخصوصا الأطفال، يدفعون ثمنا "باهظا جدا" للحرب في غزة، مشددا على أهمية تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.

أضف تعليقك