للمرة الأولى.. إضراب شامل يعم أنحاء المملكة والعالم نصرة لغزة

الرابط المختصر

للمرة الأولى يتم تنفيذ إضراب شامل على مستوى عالمي، يهدف إلى إيصال صوت الشعوب كوسيلة فعالة للضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات فورية لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق سكان قطاع  غزة على مدى الشهرين الماضيين.

وبدأت مظاهر الإضراب الشامل في الشارع الأردني منذ مساء أمس الأحد، حيث انطلقت الدعوات من قبل النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبدء الإضراب اليوم الاثنين، ورغم أن الدعوات كانت تشير إلى بدء الاضراب اليوم، قرر العديد من أصحاب المحال التجارية الالتزام به وتعليق الخدمات، وقد قام العديد منهم بتثبيت لافتات على محلاتهم تعلن اعتذارها للزبائن نصرة لأهالي غزة وتأييدا للإضراب.

وتجاوبا مع هذه الخطوة، أغلقت العديد من القطاعات التجارية والصناعية أبوابها، وأعلنت معظم الشركات في القطاع الخاص توقفها عن العمل، بالإضافة إلى أن بعض الأهالي قاموا بعد ارسال ابنائهم الى المدارس تضامنا مع الإضراب العالمي وتأكيدا على دعمهم للقضية الإنسانية في غزة.

 

الإضراب يعبر عن إرادة الشعوب 

وقال أحد التجار في شارع وادي صقرة، صاحب الأثاث المكتبي، أنه استجابة لنداءات الحملة العالمية للإضراب الشامل، قام بإغلاق محاله التجاري تضامنا مع أهالي قطاع غزة.

ويقول تاجر آخر إن هذا الإضراب هو أقل شيء ممكن تقديمه للتضامن مع أهالي القطاع، وهو وقف العمل ليوم واحد، وربما يكون ذلك وسيلة للضغط من أجل وقف النار في القطاع.

ويضيف أحد التجار ان هذا الاضراب يأتي كنوع من  النصرة لأهل غزة، وكرسالة تطالب بوقف إطلاق النار، نوجهها إلى صناع القرار في العالم كله، لحماية سكان القطاع.

بحسب تقديرات غرفة التجارة فإن القطاع التجاري يضم 14 ألف مؤسسة وشركة، غالبيتها محلات صغيرة منتشرة في الأحياء، ويبلغ عدد المحال الكبيرة والمتوسطة نحو 500 محل، موزعة بعموم المملكة، وغالبيتهم بالعاصمة.

من جهته يوضح المحامي والناشط السياسي الدكتور هيثم عريفج  أن الإضراب يوصل رسالة إلى شعوب العالم  بأنه يجب الانتباه إلى المجازر التي تحدث في قطاع غزة ، مشيرا إلى أن هناك شعوبا في العالم  ما  زالت تعتمد على وسائل إعلام محددة وتتعرض لتضليل إعلامي من الجانب الإسرائيلي.

ويؤكد عريفج أن إرادة الشعوب قادرة على  تغيير العديد من السياسات والاتجاهات من خلال التعبير عن آرائهم، وأن تؤثر بشكل كبير على حكوماتها، مشددا على أنه من الضروري على الشعوب أن تعبر عن صوتها للوقوف والدفاع عن الشعب الفلسطيني.

"إن الموقف الأردني واضح على مستوى الشعب والحكومة والقيادة، حيث يقف بكل ما يمكن تقديمه إلى جانب الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، وهناك تفاعل كبير وواضح في هذا الصدد، بحسب عريفج.

 بجانب المحال التجارية، شاركت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات والاحزاب الوطنية،  بالإضافة الى مخيمات اللجوء الفلسطينية، ومدارس "الأونروا"، والمحافظات في مختلف أنحاء المملكة في الإضراب الشامل، وذلك بهدف الوقوف إلى جانب الأهالي في القطاع وتقديم الدعم لهم من اجل وقف اطلاق النار.

من جانبها، دعت نقابة الأطباء الأردنية منتسبيها إلى التوقف عن العمل لمدة ساعتين في جميع أماكن عملهم ،وذلك من الساعة الثانية عشر ظهرا ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر، مع التأكيد أن التوقف عن العمل لا يشمل أقسام الطوارئ أو أي حالة طارئة.

أما نقابة المحامين، دعت جميع اعضائها الى التوقف عن الترافع أمام جميع محاكم المملكة وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمحامين للتضامن مع الحق الفلسطيني والمطالبة بوقف الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

 

مظاهر الإضراب عالميا

وفي هذا الإطار، أعلنت القوى الوطنية في رام الله والبيرة في الأراضي الفلسطينية الإضراب الشامل لكافة مناحي الحياة اليوم الاثنين.

ودعت القوى، في بيان صدر عنها السبت الماضي، إلى "الخروج للشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات للتعبير عن وحدة الدم والمصير، وانتصارا للأبرياء العزل، وتوجيه رسالة للعالم بأن شعبنا سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير، وأن نضالنا المشروع سيتواصل حتى تحقيق الحرية والاستقلال"، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضافت أن "شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية".

وأشارت إلى أن "العالم يرفض دعم الولايات المتحدة الكامل لدولة الاحتلال في حربها على أطفالنا وشعبنا، ويرفض الفيتو الذي أفشل تمرير قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة".

وأوضحت القوى أن "الإضراب هو رسالة الشعوب الحية بالوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه المشروعة في العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني الناجز في دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

وفي ذات السياق، أعلن مجلس الوزراء اللبناني، الأحد، إقفال كافة الإدارات والمؤسسات في البلاد اليوم الاثنين ضمن حراك عالمي يدعو لإضراب حول العالم تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، كما أعلنت كذلك القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة في الأراضي الفلسطينية الاضراب الشامل اليوم.

وقال الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني محمود مكية، إن "رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أعلن بموجب مذكرة حكومية إقفال كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات يوم غد الاثنين".

وجاء ذلك "تجاوبا مع الدعوة العالمية من أجل غزة، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة، وفي القرى الحدودية اللبنانية".