لتجنب الهدر ومساعدة الفقراء ..مبادرات خيرية لتوزيع الطعام في رمضان

ما أن ينتهي العمل في إحدى الفنادق حتى يباشر فريق مبادرة حفظ النعمة، بعملية جمع الطعام المتبقي، وتوزيعه على العائلات المعوزة خلال شهر رمضان، حيث يلبسون القفازات لتجهيز الوجبات وتغليفها وحفظها بشكل صحي وسليم.

ويعمل المتطوعون الذين يحملون شهادات صحية في حفظ الطعام الفائض من تلك الفنادق الفاخرة، مستهدفين المناطق الأكثر فقرا في العاصمة عمان بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ومراكز الأيتام.

هذه المبادرة التي أطلقتها جمعية بسمة الحياة الخيرية المتخصصة في العمل الاغاثي والانساني بهدف التوعية للحد من هدر الغذاء، وذلك من خلال حفظ الطعام الزائد من الفنادق، وإعادة توزيعه على الأسر المعوزة والفقيرة في مختلف مناطق المملكة، بحسب رئيس الجمعية محمد البُطي.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · رئيس جمعية بسمة الحياة الخيرية : أهمية تعزيز ثقافة استغلال الفائض من الغذاء وتأمينه للعائلات المعوزة

 

 ويشدد البُطي على أهمية نشر الوعي وتعزيز الثقافة في المجتمع حول هذه المسألة، لتحقيق مجتمع أكثر وعيا ومسؤولية.

 وتمكنت هذه المبادرة التي تقام على مدار العام، من توفير الغذاء لما يقارب 2800 عائلة من فندق واحد خلال العام الماضي، حيث يحصل العائلات المستفيدة على وجبة غذائية متكاملة تتوفر فيها اللحوم والحلويات والفواكه، بحسب البُطي.

  و لتحديد العائلات المستفيدة من هذه المبادرة، تقوم الجمعية بإجراء دراسة حالة لمعرفة الأسر المعوزة والتي بحاجة إلى الغذاء والمساعدة، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية و التواصل مع الجمعيات الخيرية ومراكز الأيتام.

 تعتبر هذه المبادرة واحدة من العديد من المبادرات الإغاثية التي تنشط خلال شهر رمضان، حيث تهتم بجمع الطعام الصالح للاستهلاك فائض عن الحاجة لدى بعض الأسر، وتوزيعها على العائلات المعوزة.

 

نسب الفقر

 انتشار هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الخيرية، يأتي نتيجة معاناة المملكة من ارتفاع في معدلات الفقر، نظرا للعديد من العوامل لعل أبرزها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، في وقت يفتقر فيه الأردن إلى نسبة معدلات الفقر الحقيقية، حيث كان آخر دراسة أعدتها دائرة الإحصاءات العامة قبل 13 عاما، ما دفع الحكومة مؤخرا العمل على تحديد خط الفقر الجديد وتحديث البيانات الخاصة، من المتوقع ظهور نتائجها خلال العام الحالي وفق مديرية الإحصاءات السكانية والمسوح في دائرة الإحصاءات العامة.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · محلل اقتصادي يؤكد الأمن الغذائي لا يرتبط فقط بتوفر الغذاء وإنما بإمكانية الحصول عليها بأسعار مناسبة

 تشير الاحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الفقر في الأردن بلغت حوالي 24% في عام 2021 ، مع ارتفاع بلغ حوالي 6% ، نتيجة لتداعيات جائحة كورونا.

 فيما أظهر البنك الدولي في تقرير له  أن معدل الفقر ربما يرتفع حوالي 11 نقطة مئوية بالنسبة للأردنيين، بعد أن كان 15.7 % ما قبل الجائحة ليصل إلى حوالي 27%.

 ومع ذلك يعتقد أستاذ علم الاجتماع مدير مركز الثريا للدراسات الدكتور محمد الجريبيع أن هذه الأرقام أقل بكثير مما هي عليه في الواقع، معتقدا أن عدم إجراء دراسات جديدة تحدد نسب الفقر الحقيقية يعود  لأسباب سياسية.

 

34%  من الغذاء يهدر في الأردن

تبين الأرقام الرسمية أن ارتفاع نسبة الإنفاق على الغذاء في الأردن بنسب تتراوح بين 20% و30%، نتيجة لارتفاع أسعار السلع الغذائية المحلية، وذلك بسبب تبعية الأردن للمواد الغذائية المستوردة من الخارج بنسبة 85%.

 وفي هذا السياق، تدعو وزارة الزراعة إلى عدم شراء مواد غذائية تزيد عن الحاجة الفعلية للمواطنين، وذلك لتقليل الإنفاق الزائد وتجنب ارتفاع الأسعار، مؤكدة على أهمية التعاون مع حملات التوعية والإرشاد الداعمة لمكافحة هدر الغذاء وتحسين الوعي البيئي.

من جانبه يشير الخبير الاقتصادي والإجتماعي حسام عايش أن العديد من الأسر يعانون من ضائقة مالية وتراجع في الدخول، مما يحتم عليهم ضبط النفقات وتقليل الهدر الغذائي.

ويوضح عايش إلى أن هدر الطعام يعد سببا رئيسيا لارتفاع كلفة الانفاق على الطعام والشراب وغيرها من الضروريات، وخاصة في شهر رمضان، الذي يشهد زيادة في حجم الإنفاق عن الأشهر العادية بنسبة قد تتجاوز 100%.

ويبلغ معدل متوسط الإنفاق السنوي للأسرة الأردنية المكونة من 4 أفراد حوالي 12.5 ألف دينار ، أي نحو 1042 دينارا للشهر الواحد، وفق دائرة الاحصاءات العامة.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · محلل اقتصادي يؤكد الأمن الغذائي لا يرتبط فقط بتوفر الغذاء وإنما بإمكانية الحصول عليها بأسعار مناسبة

 

 كما أظهرت دراسات محلية سابقة أن 34% من الغذاء في الأردن يهدر ويستنزف، خاصة في المناسبات الاجتماعية، مع التشديد على أهمية عدم شراء مواد غذائية تزيد عن حاجة المواطنين الفعلية.

 هذا  وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو إلى أن كمية الطعام المهدر في المملكة تصل إلى 950 ألف طن سنوياً، مما يتسبب في فقدان 25 مليون متر مكعب من المياه المستخدمة في إنتاج هذه الكميات من الطعام.

 

أضف تعليقك