العالم يقف على اعصابه جراء اتساع رقعة فيروس كورونا، فيما الحكومة الأردنية مشغولة بحزمها و حوافزها.
الكثير ممن استضافتهم القنوات الأردنية وفي مقدمتهم للتعليق حول فيروس كورونا، من وزير الصحة، إلى أصحاب الاختصاص، عقدوا المشهد.
(فالشماغ) الاردني يحمي من الفيروس! القصة أضحت محل تداول عالمياً، ربما لأن التصريحات من هذا النوع تبنى دون تفكير ورداتها أوسع مما يعتقد الوزير أو الطبيب، القصة ليست مجرد تصنيع وتوفير الكمامات للوقاية، القادم لا يحتمل فعل الكوميديا والفكاهة، بل لابد من خلق تراجيديا حقيقة تحاكي الواقع!
خذ مثلاً الاقتراح الحكومي النوعي لايجاد فندق لاستجاره و استغلاله كمكان للحجر الصحي.
ماذا لو أصيب أحدهم في العقبة، هل يجب نقله إلى عمان لعلاجه، مما يساهم في نشر المرض، ام أن المنطق يقول بوجوب التحفظ عليه داخل محافظته، وعلاجه هناك. من المؤكد أن الإجابات المجزوءة لا تفيد المواطن.
ماذا عن خطط الدفاع المدني الذي لم نسمع صوته إلى الان، أين وزارة الصحة وجاهزية مستشفياتها، وهل تمتلك الاسرة والاماكن لذلك؟
ماذا عن خطة وزارة التربية والتعليم للمدارس والجامعات، هل فكر دولة الرئيس بمخيمات اللجوء السوري، والفلسطيني ، ماذا عن جماهير مباريات كرة القدم، هل فكر دولة الرئيس بعديد الصينين والبنغال وغيرهم ممن يعمل في المدن الصناعية الأردنية؟ ماذا عن القادمين من دول الخليج هل يسمح لهم الدخول مباشرة جوا وبراً، ام يتم مراقبته، اعتقد ان تصريح الوزير هنا عندما سال عن وجود محطات مراقبة وفحص لكنها غير مرئية، كان تصريحاً غير مسوول البتة.
إضافة لذلك، هل ينتقل الفيروس مع مستوردات المملكة من صادرات الدول التي أعلن عن تفشي المرض فيها.
إدارة الأزمات من جانبها غابت إلى الآن عن المشهد برمته، أين خططها، لماذا لا يوجد خطة إلى الآن في الوزارات، هل وجود إدارة الأزمات لخلق خطة متكاملة لكل الوزارات.
مشكلة الحكومة كما هي العادة تتمحور حول العمل الفزعوي، الذي يأتي كحل ما بعد الأزمات لا قبلها، لذا هي ترتبك في كل مرة، دون أن تتعلم مما سبق.
إضافة لكل هذا، الا يجب خلق خطاب إعلامي موحد، لا عشوائي، دون اللجوء إلى أساليب المسخرة والابتذال في التعامل مع هكذا قضايا.
خالد عياصرة