قبل ان يزول الأقصى

قبل ان يزول الأقصى

عندما كتب استاتدنا الكبير ناصر الدين النشاشيبي كتابه الدي يحمل عنوان قبل ان يزول الأقصى استهجنت هدا العنوان خاصة وانه كتب في ايام عز السلطة الفلسطينية وسألته فقال سوف ترى يا بني ان الأقصى في زال ..

ومرت السنين وتذكرت هدا الكتاب وهدا الكاتب المقدسي الكبير ، عندما سمعت د مهدي عبد الهادي مير المؤسسة الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية ( باسيا) يتحدث ويثبت مرة تلو الأخرى انه أفضل من دق ناقوس الخطر الذي بات مؤكدا انه يهدد مدينة القدس ، وذلك من خلال اللقاءات المميزة التي يعقدها لجمهور المثقفين المقدسين أولا وكل من يحب هواء هده المدينة ، التي قدمت الكثير والمثير لهؤلاء اتلمحبيين ، وهذه المرة كان موضوع اللقاء الأماكن الدينية والخطر الذي أصبح و بحق واقع ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الفريسة معلنا انتصاره وخاصة المسجد الأقصى الذي تحول فيه الواقع لصالح إسرائيل.

وان استمر الوضع عليه فان المسجد الأقصى سوف يصبح قريبا جدا كما هو حال المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث السيطرة عليه لليهود بصورة مطلقة والمسلمين فيه ضيوف يدخلونه كلما سمح لهم الإسرائيليون ، بل أنهم لا يجرون على رفع الأذان فيه بدون موافقة الجانب الاخر ، وهنا تذكرت إحصائية صادرة من الأوقاف الإسلامية او بلدية الخليل ، جاء فيها ان السلطات الإسرائيلية منعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي أكثر من 36 مرة خلال العام الماضي ( والحبل على الجرار).

وكما قال المحاضر في هذا اللقاء البروفيسور البريطاني مايك دمبر من جامعة اكسترا فان إسرائيل هي التي تسيطر فعليا على المسجد الاقصى حيث انها لا تسمح بالقيام باي نشاط في باحاته الا بعد وافقتها ، حتى ان ادخال مواد لترميم ما يجب ترميمه لا تتم إلا بعد موافقتها ، كما انها هي الوحيدة التي تستطيع ان تفتح وتغلق المسجد متى تشاء ولا يستطيع احد ان يتعرض !!.

وعندما سالت د عبد الهادى البروفيسور البريطاني هدا الوضع ؟ وكيف وصلنا اليه قال : ان اسرائيل استغلت ضعف الأطراف التي كانت تملك الكلمة الأولى والأخيرة في المسجد وخاصة الأردن التي تعتبر المسوؤلة الأولى على الأماكن المقدسة في القدس وفق الاتفاقيات والمعاهدات ولكن بسبب جهود البعض في تحييد دور الأردن وضعف دور الأوقاف الإسلامية التي بات مشلولة بصورة تامة وانحصار دور السلطة الفلسطينية التي حاولت السيطرة على الأوقاف والمسجد في أيامها الأولى ولم تنجح ،وبسبب كل هذا فان إسرائيل استغلت الوضع وفرضت سياسة امر الواقع وسيطرة حيث يجب ان لا تسيطر !! مضيفا ان الجهة الوحيدة الناشطة هده الايا م هي الحركة الإسلامية في الوسط العربي داخل إسرائيل والتي تمكنت من ملئ الفراغ داخل المسجد وان تقوم بما لا يستطع او ترغب القيام به الطرف المسوؤل عن دلك ..

خلص البروفيسور البريطاني إلى ان منظمة اليونسكو الدولية لعبت دورا خبيثا في الأماكن المقدسة كما فشلت في بقاع أخرى في العالم وخاصة في كوسوفو ، وبالتالي فان خلاصة القول وكما قالت احدى المشاركات في اللقاء بان قادتنا اصغر من قضيتهم وهكذا سوف ينتهي المسجد الأقصى ومن بعده كنيسة القيام كما انتهى من قبل الحرم الإبراهيمي .

خرجت من هدا اللقاء بمؤيد من الحسرة على شعب عربي لا يعرف قيمة ما يملك ، وتأكدت ان اليهود بدوا فعلا بمشاركة المسلمين المسجد الأقصى وما هي إلا مسالة وقت فقط حتى يتم تكريس هدا على ارض الواقع ، فالذي بدء بالسيطرة على الأبواب من الخارج وتحول إلى السماح بوفود أجنية بجولات في المسجد ومن ضمنهم اسرائيلين متخفين ووصل لاحقا إلى السماح لوفود يهودية متدينة بالدخول وإقامة شعائر لهم على عجل بالتأكيد سيصل الى اليوم الدي يطالب هؤءلا بمكان لهم ولو صغير من اجل الصلاة وهكذا تكتمل الحكاية الحزينة وقادتنا مرددين شعارات هم أكثر الناس علما أنها لا تساوي الورق الدي كتبت عليه

وحكاية القدس مستمرة

أضف تعليقك