عبد الله غالب المشاهرة نعى المسؤولين قبل أن ينعى نفسه ويتولاه الله

الرابط المختصر

توفي الشاب عبد الله المشاهرة اليوم الأربعاء بعد رحلة طويلة مع المرض ومناشدة المسؤولين للالتفاف الى وضعه الصحي وتحمل كلفة علاجه، توفي ولم يجد من يتبنى عمليته .

الشاب عبد الله غالب المشاهرة من سكان لواء الاغوار الوسطى منطقة دير علا يبلغ من العمر 25 سنه تعرض لرصاصة طائشة هشمت احشاءه الداخلية واصابته بالشلل .

 الشاب ناشد السلطات الأردنية مرارا عبر صفحته على الفيس بوك لتحمل تكلفة العلاج في مستشفى ماي كلينك بالولايات المتحدة والبالغة 50 ألف دينار.

لكن الموت كان أسرع من ان تصل الكلمات الى مسامع المسؤولين الأردنيين الذي صموا اذانهم عن انين ومناشدات عبد الله وعائلته.

الشاب قبل ان يتوفاه الله أدرك أن مناشداته لن تجد صدى لها لدى المسؤولين الأردنيين، كتب قائلا "لكل مسؤول سبق وسمع ندائي ثم ادار ظهرهُ متغاضيا ما سمع هنالك رب لن أُسامح بحقي ومع كُل سجدةٍ اسجدُها سترتفعُ دعواتي للخالق الواحد الاحد".

 

كتب ينعى نفسه وينعى مسؤولي البلد (إياكم ثُمَ إياكم أن يعتقد أحدكم بأنني قد اكون مسروراً بما يتم بثه من صور ومقاطع فيديو ولقائات تلفزيونية وغيرة توضح معاناتي

لا، لا وربي

فإنني تمنيت لو ان الارض انشقت وابتلعتني وما وصلت إلى ما قد وصلت إليه فإنني أتألمُ فوق الألم، ألم يؤلم اكثر مما فيا من ألم

يجعلُ قلبي يتصحرُ يتصدع ويكاد ينهار

يحعلُني ابكي وشفتاي تبتسم وكل ما فيَّ يعتصر ألم

أسألُ نفسي في بعض الأحيان ما ذنبي؟

ولماذا انا..! لكن إيماني بالله والقضاء والقدر خيره وشرهُ هو ما يجعلني صابراً للآن

ثم يعود السؤال من جديد لماذا لم يقف بجاني آولئك الذين وصلهم ندائي و نحيبي المنكسر لماذا لم يمنحوني حقوقي التي سبق وشرعها لي الدستور لماذا .......؟

يبقى السؤال قائماً بلا جواب ...... لماذا امتنعوا عن خدمتي رغم انهم وجدوا لها وليس لغيرها لماذا اجبروني على الخروج بهذه الحالة والوصول إلى ما وصلت إليه

لماذا علينا أن نُذل ونُهان لنحصل على حقنا لماذا والف لماذا؟!!

يبقى حُب الوطن متفشياً في قلبي يجبرني على السكوت

لكل مسؤول سبق وسمع ندائي ثم ادار ظهرهُ متغاظياً ما سمع

هنالك رب لن أُسامح بحقي ومع كُل سجدةٍ اسجدُها سترتفعُ دعواتي للخالق الواحد الاحد

لن أُبالي بعد ذلك إن لم يسمعني أحد ولن أُطالب احد

فأنا وإن لُبيَّ ندائي وتعالجت لم يعد ذلك علي بنفع

فشغفي في الحياة قد انتحر وأملي هجر

ولم يعد لي الرغبة في الحياة

وإن استعدةتُ صحتي

فما هُدِم وحُطم ما انهار وقويضَ اكبر من أن يبني او يُعمر

ما لي بصحةٍ عقبَ ما تلقيتهُ من ..........

ما يحول بيني وبين التخلي عن هذة الحياة هو خوفي من خسارة الآخرة.. كما خسرت الحاضر وثقتي بأنني سأحصل على ما لم احصل عليه في دنيتي في الاخرة

ولله الحمد

لن انسى ان اعتذر من أمي التي حلمت ك غيرها من النساء بإبنٍ ناجح طموح يزين الحياة بعينيها ويدخل السرور لقلبها

عذراً امي فقد هرمت فوق السرير لم اكبر بين ذراعيكي ولا بين البشر بل فوق السرير

فوق السرير ترعرعت ثم قُتلت احلامي يا امي

فوق السرير مر عمري الوردي

عذراً ابي وامي !!)

وفاة الشاب الأردني القت بظلالها على شبكات التواصل الاجتماعي التي لام روادها الإهمال الحكومي في متابعة قضية المشاهرة:

 

أضف تعليقك