ضرورة إعادة النظر بموقع الناطق باسم الحكومة

كان وزير شؤون الإعلام على العايد صريحاً خلال مؤتمره الصحفي الأخير الذي عقد يوم الأربعاء. رداً على سؤال حول سبب عدم تخفيف الحكومة للحظر أيام الجمعة كما كان متوقعا. 

الوزير قال إنه يعي أن تم نشر معلومات عديدة وغير رسمية في هذا الخصوص وطالب بأن يتم الاعتماد على المصدر الرسمي وفي نفس الوقت اعترف انشغاله وعدم قدرته على الرد على كل طلبات الإعلاميين.

إن ذلك الجرءة في تشخيص المشكلة يعتبر خطوة مهمة للبحث عن حلول وقد يحتاج الأمر الى التفكير الواسع في هذا المجال ولكن المبدأ الأول في الموضوع هو ضرورة فصل منصب ودور الناطق باسم الحكومة عن مسؤوليات وزير شؤون الإعلام والذي يشمل دوره الوزاري أمور ليست كلها من متطلبات عمل الناطق. 

لا مانع ان يكون الناطق باسم الحكومة بمرتبة وزير من الناحية القانونية ولكن من الضروري أن يتم فصل المهام الوزارية عن مهام الناطق.

الامر الاخر الضروري إيجاد حل له خاصة في عالم الاخبار العاجلة على مدار 24 ساعة يومية وتعدد منصات الإعلام هو تحسين الرد السريع الاليكتروني حيث يجب تفعيل وتحسين عملية التواصل الرقمي عبر كافة المنصات واعادة تفعيل منصة بخدمتكم التي كانت ملجأ للصحفيين. 

 فمن الضروري أن يتم خلق شبكة إلكترونية يتم استخدامها وبكبسة واحدة لإرسال معلومات وللرد على الطلبات مع ضرورة حفظ حاجة الإعلاميين للخصوصية وللخبر أو التعليق الحصري. 

وفي مجال الرد الشخصي هناك ضرورة توزيع المهام بحيث لا تكون كلها مرتبطة بشخص الناطق. فهناك مثلا ضرورة بإيجاد منصب نائب الناطق ووضع نظام الشفتات بحيث يكون أكثر من شخص في مكان المسؤولية عن الرد على الاستفسارات المباشرة.

 كما من الضروري زيادة تفهم مكتب الناطق لحاجات الإعلاميين من حيث ضغط الوقت والحاجة بالرد السريع ومن ناحية أخرى حاجة الإعلاميين وخاصة الإعلام التلفزيوني والاذاعي لصوت الناطق وليس فقط نصوص إلكترونية . 

من المعروف ان التحديات امام الناطق كبيرة ولا يتوقع الإعلامي كل مرة ان يحصل على سبق ولكن أحيانا يحتاج الإعلامي لصوت الناطق حتى لو كرر امر متعارف عليه لان وجود الصوت المسؤول يعطي للتقرير الإعلامي شمولية ولا يظهر ناقصا لبموقف الرسمي.

ان عملية إدارة مكتب الناطق باسم الحكومة عملية في غاية التعقيد والصعوبة وهو تحدي كبير من الضرورة ادارته بحنكة وذكاء ومسؤولية ولكن في نفس الوقت يجب معرفة مدى تحديات الإعلاميين وحاجتهم المستمرة لردود رسمية.

من ناحية أخرى قد يكون أحد الطرق للتخفيف عن مكتب الناطق هو تفعيل دور الناطقين للوزارات والهيئات. فمن الممكن ان يتم توجيه الإعلاميين لهؤلاء الناطقين شريط ان يتعاملوا مع الإعلاميين بانفتاح من خلال الرد على الهواتف وتوفير رد على الأسئلة وكما قلنا ليس بالضرورة ان يكون كل رد مقنع للإعلامي من حيث التفاصيل ولكن الرد حتى بتكرار المواقف المعروفة أهم بكثير من عدم الرد بسبب غياب الموافقة على الرد لسبب ما.

لقد ثبت بوضوح أن المنظومة الإعلامية لا تقبل الفراغ. فاذا لم يملئ الفراغ الناطق الرسمي فإن آخرين سيحاولون ذلك الامر الذي يعقد الأمور.

نأمل من الناطق وجهاز الناطق المهني أن يقبل هذه الملاحظات ضمن النقد البناء وان يتم تطوير عملهم لما هو في مصلحة الدولة والشعب.

أضف تعليقك