سياسيون : تمديد الهدنة يظهر سيطرة حماس على المشهد السياسي

الرابط المختصر

لعل تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين، يحقق المزيد من الأهداف السياسية التي تسعى إليها حركة المقاومة حماس، كالسعي لتبيض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينين، وقد تفتح الباب أيضا أمام فرصة لوقف إطلاق النار في القطاع بحسب محللين سياسيين.

كما يرى المحللون أن هذه الهدن تساهم في تحسين الوضع الإنساني الصعب، ويتيح للمنظمات الإنسانية بتقديم مساعدات أكبر لسكان غزة، الذين يعانون بشكل كبير نتيجة الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على القطاع، وإن كان الجانب الإسرائيلي يخترق شروط الهدنة بين الحين والآخر.

 

حماس تسيطر

المحللة السياسية الدكتورة تغريد عودة، تشير إلى أن من الناحية السياسية يدلل على استمرار تحكم حركة حماس في المشهد السياسي، حيث في بداية عملية "طوفان الأقصى" كان هدف اسرائيل  هو عدم وقف إطلاق النار حتى يتم  القضاء على حركة  حماس، ومن ثم تحرير الاسرى عسكريا ، وهذا الهدف الذي فشلت إسرائيل في تحقيقه ما ثبت فشلها السياسي والعسكري والاجتماعي.

ويتفق أستاذ العلوم السياسية النائب الأسبق الدكتور هايل الدعجة مع ما  تحدثت به عودة بقوله، إن حركة المقاومة حماس تسيطر على الأمور في هذه المرحلة، وما يؤشر على ذلك من خلال تغيير أولويات الاحتلال الإسرائيلي، الذي في البداية لم يكن يضع إطلاق الرهائن في قائمة أولوياته، وربط ذلك بالقضاء على حماس، ولكن نتيجة للضغوطات سواء من جانب أهالي الأسرى والمحتجزين، أو من الضغوط الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة، وتظاهرات الرأي العام على مستوى العالم، تم قبول الهدنة.

ويشير الدعجة، إلى أن الهدنة بغض النظر عن مدتها، فالمقاومة فرضت حقائق على الأرض لا يمكن تجاهلها، ولا من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، وبالتالي، قد تتجه الأمور نحو وقف إطلاق النار بشكل أكبر بعد انتهاء فترة الهدنة.

الهدن والجانب الإنساني

فيما يتعلق بالجانب الإنساني ترى عودة، بأن تمديد الهدنة بشكل أساسي يركز على عودة الحياة الانسانية الى وضعها الطبيعي في القطاع، كما تتضمن إطلاق سراح مزيد من الاسرى في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون الى العنف وظروف انسانية صعبة.

تعتبر عودة أن هذه الهدن قد ترتبط بعدد المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، والتي يمكن تمديدها عدة مرات لحين اطلاق سراحهم، يمكن أن يكون المشهد أكثر تعقيدا بعد ذلك، حيث قد يتطلب التفاوض مع ضباط ذوي رتب عالية، مما يفرض شروطا أكثر صرامة، وبالتأكيد، قد تظهر سيناريوهات متعددة بعد انتهاء هذه الهدن.

من جانبه يرى الدعجة أنه من الملاحظ أن هناك استعدادا لإسرائيل لتمديد الهدنة بشرط إطلاق المزيد من الأسرى، في المقابل تهدف حماس إلى تبيض السجون، بدأ بإطلاق سراح الأسرى من الأطفال والنساء، انتهاء بالتركيز على الرهائن الأسرى الإسرائيليين البارزين.

ويؤكد الدعجة أن تمديد الهدنة سيؤدي إلى مفاوضات أكثر استدامة ويقلل من العنف في المنطقة، معتبرا أن عدم تحقيق الاحتلال أهدافه خلال الحرب الأخيرة يجعل التسوية السياسية وحل الدولتين أمرا ضروريا. 

هذا ويبذل الأردن وجهات معنية جهودا لتسهيل المعيقات التي تواجه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقا للأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي.

وقال الشبلي، إنّ الأردن يستغل الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لإدخال أكبر عدد ممكن من المساعدات، حيث إنّ أبرز المعيقات التي تواجه إدخال المساعدات الإنسانية هو تحديد عدد الشاحنات، وعدم إدخال جميع المواد المحملة إلى قطاع غزة.

وأضاف أن قطاع غزة بحاجة إلى "مولدات كهرباء، وأجهزة طبية التي تدعم قطاعي الصحة والطاقة، وسيارات إسعاف، مؤكدا أن الهيئة تحاول إرسال تجهيزات تساعد أهالي غزة في فصل الشتاء خلال الأيام المقبلة، حيث إنّ الطائرات التي ستصل خلال الأيام المقبلة ستشمل مواد إغاثية تتعلق بالشتاء.