بعد مرور ما يزيد عن شهرين على انتهاء الهدنة الأولى في قطاع غزة، تتوالى التصريحات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى وإيقاف القتال في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي.
ويظهر الحديث عن هدنة جديدة بسبب الضغوط الكبيرة التي تواجهها حكومة الاحتلال نتيجة فشلها في تحقيق أهدافها وتكبدها خسائر متزايدة بين قواتها، رغم تصعيدها المتواصل لقصف المدنيين في قطاع غزة.
تأتي تصريحات رئيس الوزراء القطري عقب لقاءات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومصريين أنه سيتم قريبا عرض مقترح على حركة حماس يتناول وقف القتال في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع حيث يتواصل القتال والقصف العنيفان.
في ذات الوقت يؤكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس رغبة الحركة في "وقف إطلاق نار شامل وكامل"، مشيرا إلى أنه بمجرد توقف القتال يمكن التفاوض حول باقي التفاصيل، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين لا زالت تحتجزهم حماس.
يرى المحلل السياسي الدكتور حسن الدعجة أن ملف الهدنة يفرض نفسه على الكيان الإسرائيلي، ويوضح أن الولايات المتحدة ستفرض ذلك على الاحتلال، نظرا لفشل الكيان في تحقيق أهدافه المعلنة في غزة، وهو القضاء على حركة حماس لاستعادة الأسرى.
ويشير الدعجة إلى أن الضغط العالمي المتزايد والانتقادات الموجهة ضد الكيان الاسرائيلي، جعلت الولايات المتحدة ترى أن الخروج من الأزمة يتطلب التفاوض، مع تحذيرات من بعض الدول العربية بضرورة تجنب استمرار الحرب لكي لا تتزامن مع شهر رمضان.
في الـ 24 من شهر تشرين الثاني الماضي، بدأت هدنة إنسانية بوساطة قطرية مصرية أميركية بين حماس والاحتلال الاسرائيلي واستمرت 4 أيام، ثم تم تمديدها ليومين إضافيين، تضمنت تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى كافة مناطق قطاع غزة.
هذه الهدنة اعتبرها الاعلام العبري، بمثابة انتصار لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وانتكاسة وتقويض للأهداف الإسرائيلية المعلنة بشأن الحرب.
الخبير السياسي شادي مدانات يعتبر أن تجربة الهدنة السابقة هي كانت مثالا على أن مسألة الهدنة تستخدم كحيلة لاطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين، بهدف مواصلة الجرائم الإسرائيلية وتنفيذ مشروعها.
ويوضح مدانات أن فترة الهدنة الغامضة التي استمرت 4 ايام كانت فرصة لاسرائيل لتقليل خسائرها بناء على تبادل الاسرى، لكي لا تظهر كهزيمة.
ويؤكد أن رهائن إسرائيليين لدى حماس تمثل ورقة ضغط كبيرة على حكومة نتنياهو، وأدت إلى حراك كبير في المجتمع، مشددا على أن هدف إسرائيل هو وقف إطلاق النار بشكل كامل ووقف العدوان، مع تأكيده على استمرار الاحتلال في مشروعه السياسي والاقتصادي والعسكري، والذي يتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
ويأتي هدف حماس وباقي فصائل المقاومة هو وقف إطلاق النار بشكل كامل ووقف العدوان، وغير ذلك سيكون تاجيل لقتل المدنين والحرب على غزة، مستبعدا تقوم اسرائيل بوقف اطلاق النار بشكل كامل، خاصة وانه ليس هناك ما يلزمها قانونيا، بحسب مدانات.
مع تكثيف المفاوضات حول اقتراح هدنة جديدة في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يعلن مسؤول أميركي امس، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيعود إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة"، بدون تحديد وجهته أو مواعيد رحلته.
وستكون هذه المرة الخامسة التي يجري فيها بلينكن زيارة للمنطقة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في زيارة الى إسرائيل وعدد من الدول العربية.
ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة في وقت تؤكد فيه مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومصر، وقطر أن حماس تدرس مقترحا رسميا للتوصل إلى هدنة تنفذ على 3 مراحل مع إسرائيل تنص على وقف الحرب في قطاع غزة لأسابيع.
وتكشف القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل من صفقة تبادل محتملة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الصفقة المرتقبة لن تكون بأي ثمن، وقال إن لديه خطوطا حمراء.