سياسيون: أحداث الأقصى تشكل خطرا يتطلب التضامن مع الفلسطينيين

الرابط المختصر

يعتبر خبراء في الشأن السياسي أن الأحداث التي شهدناها قبل ساعات من دخول عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى، والتي تضمنت سلسلة من الاعتداءات على المصلين والمعتكفين الفلسطينيين بحجة وجود محرضين داخل المسجد، ليست بالوضع الطبيعي، الأمر الذي يشكل خطرا يتطلب التوحد والتصدي له من قبل المجتمع العربي والإسلامي.

 ولم تنته هذه الأحداث الهجومية بذلك، حيث تكرر اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقال المئات من المعتكفين داخله، وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وردت إسرائيل بقصف مواقع في القطاع.

 

على إثر هذه الاعتداءات، دعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بالتعاون مع دولة فلسطين ومصر، بصفتها  تتولى رئاسة الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية، إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك نظرا للتطورات التي شهدها المسجد الأقصى.

 

هذه الأحداث تتكرر للعام الثاني على التوالي بسبب تزامن عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان، حيث تعرض المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى لذات الهجمات في رمضان الماضي، ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه اليهود ذبح القربان اليهودي داخل المسجد الأقصى، مما يدفع الفلسطينيين إلى الاعتكاف والصمود في وجه هذه الهجمات.

  

بحسب التقارير الصحفية الفلسطينية، يرى الفلسطينيون أن الحفاظ على المسجد الأقصى من الانتهاكات يتطلب الاعتكاف فيه مبكرا، وهو ما يواجه قيودا مشددة من قبل الاحتلال الذي يمنع دخول المصلين خلال فترة الاقتحامات.

 

مقدمة لأحداث خطيرة

يصف الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة الاعتداءات التي حدثت في المسجد الأقصى بأنها مقدمة لأحداث خطيرة جدا، مشيرا إلى قسوة هجوم الجيش الإسرائيلي في عملية اخراج المصلين ومنعهم من الصلاة بالقوة، معتقدا أن هذه الهجمات تشير إلى احتمالية حدوث اقتحامات أخرى للمستوطنين للمسجد، خاصة بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية وتوليهم السلطة.

 

ويعتبر فراعنة أن العالم الإسلامي يجب أن يتفاعل مع هذا الموضوع بشكل أكبر ويظهر تضامنه مع مسجد الأقصى، خاصة مع استمرار التقاسم الزماني و اقتحام المستوطنين للمسجد، مشددا على أهمية تحرك الشعوب العربية والإسلامية والبرلمانيات لتنظيم مؤتمر قمة إسلامي يهدف إلى تسليط الضوء على خطورة الوضع وضرورة التصدي لمخططات إسرائيل في هذا الصدد.

 

ويشير فراعنة إلى أن الاعتكاف جاء نتيجة القلق والخطر الذي يشعر به الفلسطينيون بشأن الخطط الإسرائيلية، والتي تتضمن شراكة مع اليهود وذبح القرائن على ساحات المسجد الأقصى.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · كاتب ومحلل سياسي يوضح التداعيات السياسية المحتملة للتصعيد الخطير من قبل الاحتلال الإسرائيلي

 

من جانبه طالب رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، المجتمع الدولي والبرلمانات العربية والدولية كافة، بالتحرك لوقف الاعتداءات الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وقال الفايز في تصريح صحفي، إن إرهاب الدولة الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، وما قامت به قواته فجرا بحق المصلين في المسجد الأقصى، لم يكن ليتم لولا أوامر الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي نهجها عنصري وسياسي متطرف.

 

كما طالبت لجنة فلسطين النيابية، الحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو تتعمد استفزاز المشاعر الدينية لكل المسلمين.

 

إدانات دولية وعربية

 

وأدانت الدول العربية بشدة ما تعرض له المسجد الاقصى حيث  أعربت السعودية عن رفضها القاطع لمثل هذه الممارسات التي تنتهك المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.

بينما وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نداء للفلسطينيين والعرب والمسلمين بأكملهم للتحمل المشترك للمسؤولية وحماية المسجد الأقصى.

وطالبت مصر بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحملت السلطة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن التصعيد الخطير الذي يعرض جهود التهدئة للخطر، داعية المجتمع الدولي للتدخل وتحمل مسؤولياته في وضع حد لهذه الانتهاكات وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطراب والتوتر .

على المستوى الدولي، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى واعتقال عدد كبير من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المصلى القبلي.

كما طالب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان كورتلموش، بوقف الاعتداءات التي تطبق على المسلمين في المسجد الأقصى، ودعا المنظمات الدولية إلى محاسبة حكام إسرائيل على كل قطرة دم تراق وكل روح تفقد.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الهجوم الوحشي على المعتكفين في المسجد الأقصى. وفي تغريدة على تويتر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن هذا الهجوم الوحشي يكشف مرة أخرى للعالم طبيعة هذا الكيان الإجرامي ومعاداته لحقوق الإنسان.

 

أحزاب تدين الاعتداءات

 أدان حزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني حكومة الاحتلال وممارساتها الوحشية والقمعية في فلسطين، ويندد بتدنيس المقدسات والهوية الوطنية الفلسطينية ومصادرة الأراضي العربية وبناء المستوطنات.

 

كما يدين الحزب الاعتداءات المستمرة على الحرم القدسي والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، ويدعو الحزب الحكومة للانسحاب من تفاهمات العقبة وشرم الشيخ، و لرفض كافة أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودعم نهج المقاطعة وسحب الاستثمارات المتبادلة إن وجدت، ويدعو الدول العربية الأخرى لإعادة النظر في خطواتها التطبيعية مع الاحتلال.

 

 بينما يدين حزب إرادة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمعتكفين في المصلى القبلي، واعتقال أكثر من 500 شخص، ويصف ذلك بأنه انتهاك صارخ للأعراف والقيم الإنسانية.