سيارة FM: سائقٌ على الأثير
يتخذ المذيع محمد أبوصفية من المايكروفون صديقاً، يرافقه في رحلته الإذاعية اليومية لإنصاف أبناء مهنته الأصلية ومتابعة مشاكلهم واحتياجاتهم، ووضعها أمام المسؤولين لحلها وتخفيف الضرر أمام زملائه العاملين في مهنة السياقة.
وأبوصفية رجل خمسيني، يمتلك من الثقافة والمعرفة الكثير على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه، إلا أنّ ذهنه يتفتق عن ذاكرة قوية تحفظ قوانين وأنظمة وتشريعات وضعتها الحكومة الأردنية لتنظيم عمل سائقي النقل العام في مختلف أرجاء البلاد، فهو يحفظها صماً ويتابع تعديلاتها ويناقش مع المسؤولين صوابية قراراتهم ومدى ملائمتها لأوضاع السائقين، والقدرة على تطبيقها.
أصل الفكرة
يروي أبوصفية حكايته بالقول: "لم أتخيل يوماً بأنني سأتحول من مستمع إلى مقدم البرنامج الإذاعي الذي كنت أتابعه بشغف. كنت أعمل سائقاً على تكسي عمومي، ولأنني مغرم بعمل الإعلام كنت أتابع البرامج الإذاعية عبر محطات الراديو، فلفت انتباهي برنامج (سيارة FM) الذي يُعنى بالسيارات بشكل عام ويناقش مشاكل السائقين وكان يبث مرة أسبوعياً عبر (راديو البلد)، فصرت من أصدقاء البرنامج والمتصلين الدائمين مع مقدمه محمد شما، ونشأت فيما بعد علاقة طيبة مع أسرة الراديو الذين دعوني لزيارتهم، وبقيت العلاقة مستمرة حتى عرض عليّ عام 2017، الكاتب والباحث داوود كتّاب رئيس مجلس إدارة الراديو، فكرة تقديم البرنامج بعد تحويله من ساعة أسبوعية إلى برنامج يومي، وهو ما أقدمه حالياً إلى جانب فريق مهتم بقضايا السائقين وهم خالدة العطاري وسلمان أبو عذية ونبيل القيسي".
دعم الأفكار الطازجة
لم يتردد كتّاب في إسناد مهمة تقديم برنامج "سيارة FM" إلى أبوصفية، منطلقاً من قناعته بأنه داعم رئيسي للأفكار الجديدة والطازجة وغير المألوفة، ويضيف: "لن نجد دراية وخبرة في أوضاع السائقين ومشاكلهم إلا شخص يمارس مهنتهم، ولأن محمد أبوصفية كان سائقاً مختلفاً وعميق الثقافة ولديه الاطلاع على القوانين والاستعداد لمساعدة زملائه، جاءت فكرة إسناد تقديم البرنامج له، وقمنا في شبكة الإعلام المجتمعي بتدريبه فنياً وتقنياً، حتى ظهر مذيعاً على أثير الراديو مع فريق عمله، ولغاية اليوم حقق البرنامج العديد من الإنجازات التي تحسب لقطاع كبير ومهم ومؤثر في الأردن، وهو قطاع النقل العام، حتى صارت بقية الإذاعات المنافسة تقلدنا في سنة حميدة، عبر تخصيص برامح مشابهة".
لا حد للخدمة
يقول أبوصفية إن البرنامج مستمر في التوسع بالمواضيع التي يناقشها، لتشمل شركات النقل التجاري والأهلي والجامعي والسياحي، شارحاً: "الهدف هو خدمة قطاع النقل، من سائقين ومواطنين، ولهذا السبب خصصنا حلقة أسبوعية نقدمها من الميدان، نسعى فيها لحل المشاكل العالقة مرورياً وخدمياً، حتى أننا في بعض الحلقات سلطنا الضوء على حالة الطرق، ومدى مواءمتها لسير السيارات عليها، كما ناقشنا مع هيئة تنظيم قطاع النقل، تأثير جائحة كورونا على السائقين، وأؤكد أن البرنامج ساهم في حل معظم القضايا العالقة التي يعاني منها قطاع النقل". ويخرج برنامج "سيارة FM" من رتابة الروتين، باعتماده على التواصل المباشر بين المواطن والمسؤول، يضيف أبوصفية: "هدفنا حل المشكلات لا استمراريتها، وتنبيه المواطنين لحقوقهم، وذلك نقدم خلال وقت البرنامج، فقرات توعوية وإرشادية تتعلق بالقوانين".