سوق اللحامين .. هجره أصحابه ويسعى إليه أعداؤه

سوق اللحامين .. هجره أصحابه ويسعى إليه أعداؤه
الرابط المختصر

محال علت أقفالها الصدأ، ومحال أخرى باتت فارغة على أصحابها، ضرائب وأرنونا وفواتير كهرباء ومياه تراكمت بعشرات آلاف الشواقل على التجار، وإهمال متعمد من المسؤولين، وإقصاء إعلامي، وتهويدٌ احتلالي، نقاط تختزل ما يعانيه سوق اللحامين المحاذي لسوق القطانين في البلدة القديمة في مدينة القدس.

" قبيل شهر رمضان وزعت مساعدات بقيمة ثلاثة آلاف دولار على التجار في سوق باب السلسة، أين حصتنا من هذه المساعدات؟ ولماذا الاهتمام بواجهة البلدة القديمة فقط؟ وأين هم المسؤولون الذين يتغنون دائما بدعم صمود المقدسين؟ " تساءل ظاهر الشرباتي أحد تجار سوق اللحامين.

ويعاني السوق من تردي وضعه التجاري والاقتصادي، فالمواطنون هجروه بالكامل بعد إقامة جدار الفصل العنصري وتردي الأوضاع الاقتصادية، فكان السوق يعتمد بشكل أساسي على المواطنين من الضفة والأراضي المحتلة عام (48)، إضافة لإنشاء البسطات والمحال على أبواب المدينة والتي أصبحت تمنع المواطنين من القدوم للبلدة القديمة بشكل عام ، ما حذا بالتجار لإعلان إضرابهم، الاثنين، محذرين من اتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم يتم الالتفات إليهم ودعمهم

وفي محله البسيط المختص ببيع أطراف الذبائح والقائم قبل (52) عاما، يواظب الشرباتي على فتحه يوميا على الرغم أنه لا يخرج قوت يومه. قال الشرباتي لـ"هُنا القدس"، "(50%) من محال السوق أغلقت وهجرها أصحابها الذين باتوا الآن يعملون في الأسواق "الإسرائيلية" إضافة لتراكم عشرات آلاف الشواقل علينا من أرنونا وفواتير". مضيفا أن بلدية الاحتلال طالبته بدفع (56) ألف شيقل وهددته بقطع الكهرباء والماء عن محله.

وأوضح الشرباتي أن السوق يعاني من إهمال كبير من السلطة الفلسطينية إضافة لتهميشه إعلاميا،"عليهم أن يتعلموا من السوق اليهودي في البلدة القديمة كيف يروجون له بإعلامهم وكيف يدعموه ويجلبوا السياح له".

وقال التاجر أبو علاء معتوق لـ"هُنا القدس"، "أملك المحل أنا وأخي وبتنا نفتحه مرة أو مرتين أسبوعيا لتهويته والاهتمام به، ونعتاش من مصادر أخرى، فأخي يعمل في السوق "الإسرائيلي" وأنا أعمل "عتيل" لدى التجار الآخرين" .

وأضاف المعتوق،" نسمع كثيرا عن المساعدات التي تقدم للقدس ولكن لا نرى منها شيئا، وبتنا نحن ضحيتها" مشيرا إلى أنه يعاني من تراكم الضرائب عليه والتي بلغت (15) ألف شيقل .

من جانبه، قال نائب محافظ القدس عبد الله صيام لـ"هُنا القدس"، أن ما تم تقديمه من مساعدات لسوق السلسلة كان منحة إمارتية خص بها تجار السوق، مبينا أن محافظة القدس تسعى دائما لجلب المزيد من المساعدات والمنح لتغطية حاجات التجار في الأسواق الأخرى في البلدة القديمة التي تعاني من الحصار والهجمات الاستيطانية المتكررة .

من جهته، أوضح المختص بشؤون البلدة القديمة هايل صندوقة لـ"هُنا القدس"، أن سوق اللحامين مهدد بالاستيلاء عليه إذا استمر تجاهله وإهماله، "تجاور السوق بؤرة استيطانية مقامة في حاكورة الصبرة كما ويوجد العديد من البؤر الاستيطانية على أسطحه، إضافة للاستيلاء على جزء من سوق الخواجات ".

وبين صندوقة أن الوضع الاقتصادي والتجاري للسوق صعب جدا وبات معرضا لأن يغلق بشكل كامل،"ما يخطط له الاحتلال من إغلاق لباب العامود ووضعه حاجز على باب الخليل سيؤدي لإخلاء البلدة القديمة والأسواق من المواطنين والتجار"، مشيرا إلى أن ذلك سيكون تمهيدا لمخططاته الساعية لتحويل البلدة القديمة إلى منطقة سياحية ذات صبغة يهودية.

المصدر: شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي

أضف تعليقك