سائق شاحنة يروي تفاصيل إختطافه من قبل الجماعات المسلحة في العراق

الرابط المختصر

لم يكن احمد عبد العزيز يعرف أن رحلته الأخيرة للعراق في 20 تشرين أول ستكون حدثا مأساويا في حياته و سيتصدر نشرات الأخبار وصفحات الجرائد... فلم يتوقع أنه سيختطف على يد مجموعة مسلحة تهدد حياته وتسلبه شاحنته مصدر رزقه الوحيد.احمد عبد العزيز سائق شاحنة مصري الجنسية إعتاد على نقل البضائع من الأردن إلى العراق بشاحنته الخاصة على مدار 20 سنة، عرف فيها ارض العراق عن ظهر قلب، يروي لإذاعتنا تفاصيل اختطافه مع أربعة سائقين أردنيين من قبل جماعة مسلحة في العراق احتجزته 24 يوما شهد خلالها العديد من الأحداث أبرزها احتجازه مع الصحفيين الفرنسيين، كما كان شاهد عيان على عمليات الذبح التي تقوم بها الجماعة المسلحة.



في البداية كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا عندما وصل احمد برفقة أربع سائقين أردنيين إلى الأراضي العراقية متجهين نحو بغداد لكنهم تفاجأوا بإغلاق الطريق التي يسلكونها من قبل القوات الأمريكية، الأمر الذي دفعهم لسلوك طريق فرعي تربط بين اللطيفية والفلوجة وخلال سيرهم في هذه الطريق تفاجأوا بقيام سيارة نوع (B.M.W) وبكب "تويوتا" بإعتراض الشاحنات طالبين منهم التوقف تحت تهديد السلاح ، مما اضطرهم للتوقف الإجباري خوفا من تفجير سيارتهم.



وبصوت لا يخلوا من الحزن يقول احمد بعدما توقفنا أخرجنا المسلحون من الشاحنة تحت تهديد السلاح، وقاموا بربط أعيننا وقادونا لبيت صغير مصنوع من الطين، اكتشفت فيما بعد بحكم خبرتي في المنطقة أنه موجود في جزيرة صغيرة بين اللطيفية والفلوجة.



وتم احتجازي بغرفة صغيرة لا يوجد لها نوافذ، وجدت داخلها سائق أردني محتجز يدعي زياد جبر أمضيت معه ثلاثة عشر يوما قبل أن يفرج عنه بفدية مالية مقدارها 5 آلاف دولار، عندها أدركت أن هدف تلك الجماعة هو المال وهذا ما تأكد لي بعدما تناولنا طعام الإفطار حيث طلب من شخص ويدعى أبو حسين أن أتحدث لعائلتي عبر الهاتف لكي يجمعوا مبلغ 25 ألف دولار وهو المبلغ المطلوب لإطلاق سراحي، وتحدثت مع زوجتي وسألتها هل تستطيع تأمين المبلغ ؟ فأبلغتني أنها لا تملك المبلغ لكن بإستطاعتها بيع المنزل، وعندما سألتني عن حاجتي بالمبلغ أخبرتها أني مختطف وعلى الفور أغلق الخاطفون الهاتف.





احمد كان شاهد على العديد من الأحداث حصلت في البيت الذي خطف فيه ، من أبرزها احتجازه مع الصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شسنو وسائقهما ، حيث كان الصحفيين في الغرفة المجاورة له، كما شهد احمد ذبح 11 جندي عراقي والمترجم المصري الذي يعمل مع الأمريكان بقطع رأسه، كما سمع جميع البيانات التي كانت تسجلها المجموعة في البيت الذي كان مركزا للتخطيط لعمليات تفجيرية ضد مراكز الشرطة العراقية.



وعن يوم الإفراج عنه يتحدث احمد كان ذلك أول أيام العيد، وظهرت بوادر الإنفراج عندما تحدثت مع أبو حسين وأخبرته أني لا املك النقود لكن بإمكانكم اخذ الشاحنة التي املكها، لكن ابوحسين لم يعطني الجواب على عرضي هذا، حتى كانت ليلة العيد اصطحبني فيها مجموعة مسلحة مغمض العينيين في سيارة بيضاء إلى الحدود الأردنية في منطقة طرابيل والقوا بي هناك بعدما اخذوا شاحنتي عوضا عن مبلغ الفدية الذي لم استطع جمعه ولم تجد توسلاتي ودموعي طريقا لقلب الخاطفين فهذه الشاحنة هي مصدر رزقي ورزق أبنائي الستة.



دفع احمد ابن 47 ربيعا ثمن الديمقراطية الأمريكية المستوردة على ظهر طائرات الاباتشي حيث بات الآن بدون مصدر دخل بعد فقدان مصدر رزقه الوحيد ، ولا ننسى أبدا العبارة التي ختم بها احمد قصته المأساوية وهو يغادر مبنى إذاعة عمان نت " نار صدام ولا جنة أمريكيا ".

أضف تعليقك