د. كروس: دور ثمين للمكتبات والمترجمين العرب في الأندلس

 استضاف منتدى الفكر العربي مساء يوم الأحد 14/7/2019 المستشرق الأميركي د. ديفيد سباستيان كروس الأستاذ المشارك في جامعة تشارلستن الجنوبية بالولايات المتحدة، الذي ألقى محاضرة بعنوان "التأثير العربي في الأدب الإسباني وتجربتي في الدراسات الإسبانية والأندلسية العربية"، تناول فيها دور اللغة العربية في التراث الإسباني وملاحظاته حول الآثار الثقافية العربية في الأندلس، فضلاً عن تجاربه الدراسية في إسبانيا ورحلاته في العالم العربي.

أدار اللقاء د. محمد أبوحمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الذي أوضح في كلمته التقديمية أن التجربة الفكرية والثقافية والحضارية في الأندلس هي تجربة ثرية ومُلهمة في تعزيز الحوار بين النخب المثقفة العربية والإسبانية وغيرها من النخب، لأنها تمثل نموذجاً لقدرة الثقافة على صنع الوئام والتسامح والازدهار في ظل التنوّع العرقي والديني واللغوي. كما أشار إلى أن دراسة التجربة الأندلسية لا تزال تستقطب اهتمام الباحثين من مختلف أنحاء العالم في الجانب الفكري منها، وكذلك إدارة التنوع وبناء المجتمع ضمن هوية جامعة ومشاركة في التقدم الحضاري.

ومن جهته، أشار د. كروس إلى أن اهتمامه باللغة العربية جاء عبر تخصصه في الدراسات الإسبانية التي قادته إلى التعرف على معالم الحضارة العربية في الأندلس وإلى الثقافة العربية، حيث قام برحلات إلى إسبانيا وعدد من البلدان العربية مثل الأردن وسوريا والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. كما درس اللغة العربية في جامعة اليرموك الأردنية وفي كلية ميدلبري في الولايات المتحدة.

كما تحدث حول دراسته لتأثير اللغة والثقافة العربية في الأدب الإسباني الذي تمثل في مجموعة من الأعمال الكلاسيكية مثل رواية "دون كيخوت"، وملحمة "السيد" وغيرهما من كلاسيكيات الأدب الإسباني، وناقش دور المكتبات والمترجمين العرب في الأندلس في الحفاظ على المعرفة الكلاسيكية ونشرها خلال العصور الوسطى، ودور ذلك في انتقال أوروبا إلى عصر النهضة، وهو الدور الذي وصفه د. كروس بأنه لا يقدر بثمن.

وقال د. كروس إن الامتداد الثقافي العربي الأندلسي يشمل العصر الحديث وحتى القرن العشرين، ومن صوره تأثر الشاعر الإسباني الشهير فيديريكو غارسيا لوركا وعدد من الشعراء والأدباء الإسبان المعاصرين بهذه الثقافة.

وتناول د. كروس اهتمامه بدراسة الخط العربي والكتابات العربية على الجدران في الأندلس كما كتابة الأشعار على جدران قصر الحمراء بغرناطة، وقال: إن هذه الأشكال بوصفها أشكالاً من التعبير اللغوي تتضمن عناصر من الفن المرئي؛ مشيراً إلى أهمية الأدب والخط والكتابة كأشكال تعبيرية يمكن أن تؤدي دوراً في التخفيف من التوتر واستعادة التوازن من خلال التذوق الجمالي لفنونها، ومن شأن هذا الأمر أن يساعد على التقدم الاجتماعي باستخدام هذه التعابير في تعزيز القدرة الإعلامية والتعبير عن الذات وترقية الخطاب في المجتمع.    

أضف تعليقك