دليل النجاة للنواب الجدد

بدت الأسئلة جميعها تصب في حوض واحد، والأهم أنها كشفت لي أن ثمة جدية لدى هؤلاء النواب المتسائلين لتأدية دور مؤثر ومباشر في أعمال المجلس الذي سيجد نفسه مباشرة أمام تحديات كبيرة وواسعة، ولا شك فان النواب الجدد"98 نائبا" سيكونون الأكثر اهتماما بمراقبة ادائهم ودورهم من قبل الجمهور.

قلت لمن سأل قبل ان تذهب للمجلس اقرأ الدستور الأردني جيدا واقرأ النظام الداخلي للمجلسين النواب والأعيان حتى تعرف دورك ومهماتك، وما لك وما عليك تحت القبة وخارجها، وبغير ذلك لن تستطيع فعل شيء، ولكم رأينا مئات النواب خلال المجالس البرلمانية السابقة لم يقرأ أحد منهم لا الدستور ولا النظام الداخلي، فتاهت بوصلتهم تماما وخرجوا كما دخلوا.

لا تتعجلوا بالانضمام الى ما يقوم البعض بصناعته من كتل برلمانية، عليكم التريث قليلا قبل الاندفاع بالانضمام الى تشكيلات الكتل ــ تحت التصنيع ــ فهي تبدأ وتنتهي بتأدية دور موسمي، وانتم نواب جدد لا روابط فكرية او ثقافية او سياسية تجمع بينكم، ولذلك عليكم الانتظار حتى تتضح الصورة أمامكم تماما، وبعد ذلك تحددون البوصلة لتعرفوا في أي اتجاه تذهبون.

تفحصوا جيدا خارطة الشركاء في المجلس، تواصلوا مع الجميع دون صرف أي وعود او تعهدات قد تلزمكم بمواقف مجانية من شأنها الضرر بكم لاحقا.

وعليكم إعادة قراءة تاريخ الحياة البرلمانية في الأردن، لأنكم الآن تشاركون بصناعة صفحة من واقع الأردن ستكون لاحقا جزءا من تاريخ البلد، ومن لا يحيط بتاريخه لا يستطيع صناعة المستقبل.

وعليكم التواصل الدائم مع الجمهور، لا تقطعوا أبدا هذا الخيط السميك الذي يربط بينكم وبين من انتخبوكم، شاوروهم واستعينوا بآرائهم، وتحسسوا مشاكلهم، وأشعروهم أنهم شركاء لكم في اتخاذ المواقف.

وحضروا دروسكم جيدا، اقراوا التشريعات التي تصلكم بعناية، وشاوروا فيها خبراء، وتحسسوا المفاصل التي تعتقدون انها تحتاج لتوضيح وتعديل.

وفي المفاصل الهامة مثل الثقة بالحكومة او التصويت على الموازنة ارجعوا الى جمهور ناخبيكم بامكانكم طرح سؤال على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم اسألوهم عن ارائهم، وأشعروهم انهم شركاء حقيقيون لكم، هذا سيعزز مكانتكم لديهم.

أطلقوا منصات اعلامية خاصة بكم لتحمل مواقفكم لجمهوركم وحتى يصبحوا شركاء لكم، وهذا يستدعي تاسيس بنك معلومات يتضمن معلومات عنهم وعن صفحاتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا الواتس اب والفيس بوك.

بامكانكم عقد لقاءات صحفية واعلامية دورية مرة كل شهر او حين تستدعي الحاجة للتعلق على حدث معين او تشريع او موقف، وهذا يستدعي بناء علاقات قائمة على الاحترام والثقة مع الاعلاميين، ولا تترددوا أبدا بالاتصال مع الاعلاميين لتضعوا المعلومات أمامهم وتعليقاتكم، مما سيعزز الثقة بينكم وبين الاعلاميين.

 

 

أضف تعليقك