خلافات بين نتنياهو وشركائه في الحكومة حول مخطط الضم
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن وجود خلافات بين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشريكه في الحكومة وزير الأمن ورئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، حول مخطط الضم.
واجتمع في مقر ديوان رئيس حكومة الاحتلال، الأحد، كلا من نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف لافين، ووزير الأمن غانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي، مع السفير الأمريكي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان، من أجل "مناقشة خطة السلام الأمريكية وقضية الضم".
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن "فريدمان حاول خلال الاجتماع التوصل لخطة عمل متفق عليها بين نتنياهو وغانتس واشكنازي بالخصوص"، مؤكدا أنه "في المرحلة الحالية لا يوجد اتفاق بين الطرفين".
ونوه أن فريدمان اجتمع الأسبوع الماضي مع اشكنازي، وناقش معه قضية "فرض السيادة، وجرى الاجتماع كجزء من محاولة فريدمان التوصل إلى اتفاق ضم يكون متفقا عليه من قبل نتنياهو وغانتس واشكنازي".
أكد الموقع، أن السفير فريدمان المؤيد للضم، "يسعى إلى التوصل للاتفاق بين الأطراف لتنفيذ فرض السيادة الإسرائيلية بمناطق في الضفة الغربية".
وفي ذات الشأن، كتب غانتس في صفحته على "فيسبوك": "أنا منشغل بخطة السلام الأمريكية، بهدف التوصل إلى انجاز سياسي لإسرائيل بشكل مسؤول يحافظ على أمن ومستقبل إسرائيل كيهودية".
وتابع :"منذ إقامة الحكومة، أجريت عدة اجتماعات سياسية ومحادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، وزير الدفاع الأمريكي، ورئيس حكومة كندا، ووزير الخارجية الألماني، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي وآخرين كثر، هذا العمل كان مستمر ويهدف لتقوية أمن إسرائيل".
قناة "كان" الرسمية العبرية، أكدت أن "الولايات المتحدة تضغط على نتنياهو ليكون تنفيذ خطة الضم بالإجماع، وبموافقة بيني غانتس وغابي اشكنازي".
وذكر مصدر إسرائيلي، أن "الجانب الأمريكي بات يتحفظ على خطة الضم، بسبب الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة وموجة الاحتجاجات التي تشهدها المدن الأمريكية والمعركة الانتخابية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا سعيا للحصول على فترة رئاسة ثانية".
وزعم المصدر أن صهر ترامب ومستشاره جارد كوشنر، "يضغط على الجانب الإسرائيلي لتأجيل تنفيذ الخطة أو تقليص نطاقها الأصلي، بحيث تشمل مناطق في غور الأردن و غوش عتصيون ومعالي ادوميم فقط".
وكشف أن "دول خليجية نقلت مؤخرا رسالة للبيت الأبيض، جاء فيها أن إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للضم سيمس بالمساعي الأمريكية لحشد دعم هذه الدول لخطة السلام (صفقة القرن)، وسيؤدي إلى تراجعها عن تأييد الخطة"، لافتا أن "الدول الخليجية أوضحت أن تنفيذ خطة الضم، سيضع حدا للتقارب العلني بينها وبين إسرائيل، واحتمال توقيع اتفاق عدم الاعتداء".
وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" الذي نبه لوجود "خلافات" إسرائيلية حول خطة الضم، فقد أكد "دعم كل من غانتس واشكنازي لخطة ترامب، لكنهما لم يدعما ضم نتنياهو المخطط من جانب واحد للأراضي المخصصة لإسرائيل بموجب الاقتراح".
ومع ذلك، فقد نُقل عن غانتس الأسبوع الماضي قوله لقادة المستوطنين: "ما يُعرض عليكم خذوه، أما بالنسبة للبقية، فيمكن التعامل معها لاحقا".
القناة "12" العبرية، التي وصفت الاجتماع بـ"المصيري"، أوضحت أنه جرى نقاش "الضم الجزئي أو تأجيل الخطوة".
وبموجب اتفاق الائتلاف بين نتنياهو وغانتس الذي تم توقيعه الشهر الماضي، "يمكن للحكومة أن تباشر الضم المدعوم من الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من تموز/يوليو".
صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في افتتاحيتها اليوم، قالت: "ما بدأ كخطة العلم السياسي لرئيس الوزراء، يصبح العقدة السياسية التي تلقي بظلالها على حكومته حديثة العهد".
وأكدت أنه بعد 4 ساعات من المداولات أمس، لا تزال فوارق هامة بين موقف نتنياهو وموقف قادة "أزرق أبيض"، وزير الأمن غانتس ووزير الخارجية أشكنازي حول مدى خطة الضم"، موضحة أن "فريدمان حاول التوسط بين الطرفين".
وأضافت: "لم ينجح الطرفان في النقاش للتوصل إلى اتفاق، وسيلتقيان اليوم مرة أخرى"، منوهة أن "صخرة الخلاف، أن نتنياهو يصر على ضم كامل، ومقتنع بأن هذه فرصة تاريخية، بينما يؤيد غانتس واشكنازي الضم بالحد الأدنى، كي لا يزعزع العلاقات مع الأردن".
وأوضحت أن "نتنياهو لم يحسم الأمر بعد"، منوهة أن "غانتس واشكنازي يبقيان على الغموض، ولا يكشفان رأيهما في الضم بدعوى، أنهما لم يبلورا موقفهما بعد".
مقربون من غانتس واشكنازي، يرون أنهما "يؤيدان خطة ترامب، لكنهما يشترطان ذلك بتنسيق دولي، حيث يجب أن يتم بسط السيادة بمسؤولية، ومن الأفضل لهذا أن يكون كجزء من خطوة شاملة وفقط بالتنسيق مع دول العالم، بالتشديد على الولايات المتحدة والأردن".
ونبهت الصحيفة، إلى وجود "فوارق" في البيت الأبيض، فبينما يؤيد فريدمان ضما واسعا، فإن صهر ومستشار ترامب جارد كوشنير، يفضل ضما بالحد الأدنى".