خبراء : "المستشفى الميداني" في مواجهة الضغوطات السياسية في غزة

الرابط المختصر

للمرة الثانية تتعرض كوادر المستشفى الميداني الأردني الخاص، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى إصابات جراء وقوع الاشتباكات في محيط المستشفى، الأمر الذي يعتبره خبراء سياسيون وعسكريون بمثابة ضغط على الأردن بهدف تغيير مواقفه الرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وعلي إثر ذلك، قامت الحكومة بإبلاغ إسرائيل بتحمل مسؤولياتها بشأن سلامة المستشفيين الميدانيين العاملين في شمال وجنوب قطاع غزة، وحول سلامة هذه المرافق الصحية المحمية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة "، مع التأكيد على أن المستشفى الميداني العسكري باق ومستمر، وسيواصل تقديم خدماته لسكان القطاع، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه، مبينة أن الاعتداء لن يحول دون تقديم الرسالة في جميع المستشفيات الموجودة على أرض فلسطين ".

بتوجيهات ملكية، أخلت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، مصاب المستشفى الميداني في خان يونس جنوبي قطاع غزة، إلى مدينة الحسين الطبية، مساء أمس الأربعاء، بعد تعرضه لإصابة بمنطقة الفخذ الأيمن واليد اليمنى، نتيجة للاشتباكات في محيط المستشفى.

 

حدث غير عشوائي

في منتصف شهر تشرين الثاني العام الماضي أصيب 7 من الكوادر الطبية على مدخل قسم الطوارئ بالمستشفى الذي كان يقع في شمالي شرق غزة، أثناء محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا خلال قصف إسرائيلي، الأمر الذي وصفته الحكومة" امتداد لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، وأنه جريمة حرب جاءت في إطار قصف المستشفيات الذي يتصاعد في غزة.

يصف المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إصابة الكوادر الطبية في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية للاحتلال بالحدث غير العشوائي، معتبرا ذلك رسالة من إسرائيل تهدف إلى لوقف دور الأردن الداعم للشعب الفلسطيني، وتصديه للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ اليوم الأول من الحرب.

ويرفض الأردن المخطط الإسرائيلي للتهجير، مشددا على ضرورة وقف الحرب، مع التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الدائمة للفلسطينيين في جميع مناطق القطاع.

كما يشدد أيضا على وقف عمليات التدمير فورا، بهدف عودة النازحين في غزة إلى مناطقهم ومنازلهم، بالإضافة إلى دعمه للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية.

ويشير الحوارات إلى أن تحميل جهة دولية إلى جهة أخرى مسؤولية حدث يمس الطرف الأول، يعني ذلك سيكون له تداعيات سياسية أكثر من العسكرية، وقد يؤثر على العلاقات ما بين الأردن وإسرائيل.

في هذا السياق، أعلن الأردن رفضه لتوقيع اتفاقية تبادل الطاقة مقابل المياه مع تل أبيب خلال فترة الحرب على قطاع غزة، التي كان من المفترض توقيعها في شهر تشرين الأول الماضي.

رسائل من الاحتلال

الخبير العسكري المختص بالشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي يوضح ل "عمان نت"، يوضح أن الاحتلال يسعى إلى نقل رسائل للأردن من خلال استهدافه للمستشفى العسكري، خاصة بعد إعلانه مؤخرا عن إرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية في جنين ونابلس ورفع .

ويعتبر الدبوبي أن هذا الإجراء لم يلق ترحيبا من الجانب الإسرائيلي، حيث يرى أن الرسالة الأولى تتمثل في رفض الاحتلال مساعدة الأردن للجرحى في غزة، وأنه قد يستخدم القصف ضد أي مستشفى أردني في أي منطقة في دولة فلسطين وفي أي وقت.

وفقا لتحليل الدبوبي، يقول إن الرسالة الثانية الذي يرغب الاحتلال في إيصالها، رفضه لدعوة وتحرك الأردن لاتخاذ إجراءات والضغط في التفاوض لوقف الحرب، بالإضافة إلى الحراك الشعبي الواسع الذي يظهر التضامن مع سكان قطاع غزة منذ بداية الحرب.

على الرغم من أن إسرائيل لم تعلن حتى الآن عن كيفية تنفيذ القصف على المستشفى، إلا أن الدبوبي يؤكد أن الاحتلال هو المسؤول الرئيسي عن هذا الهجوم غير القانوني المخالف للاتفاقيات الدولية، مشددا على أهمية أن يكون الموقف السياسي الأردني قويا وحازما، على الأقل بتعليق عمليات السلام والمفاوضات والاتفاقيات بين الجانبين.

في تصريحات لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، يوضح من خلالها أن "مواقف الأردن واضحة في رفض التهجير وفي رفض أي وجود إسرائيلي في غزة ورفض أي اقتطاع لأي جزء من غزة.

ويضيف أن يتم التعامل مع غزة بعد أن يتوقف العدوان في إطار شمولي يؤكد وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ويستهدف حلا شاملا للصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.