خبراء : استخدام البلاستيك لمرة واحدة خطر متزايد على البيئة وصحة الإنسان

الرابط المختصر

تعتمد العديد من الأسر على استخدام المنتجات البلاستيكية، مثل الصحون والملاعق وأكواب المياه، سواء في المناسبات أو في استخدامها اليومي، باعتبارها بديلا مريحا للأواني الزجاجية التي تتطلب تنظيفا وتخزينا متكررا، ومع ذلك، فإن هذا التراكم الكبير من كمية النفايات البلاستيكية يشكل تهديدا على الصحة والبيئة، بحسب خبراء البيئة.

هذا الأمر دفع منظمة الصحة العالمية الاحتفال باليوم العالمي للبيئة لهذا العام والذي يصادف، في الخامس من شهر حزيران، تشجيع الدول ومن بينها الأردن بالحد من التلوث الناتج عن البلاستيك.

تشير التقديرات إلى أنه يتم إنتاج أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك سنويا في جميع أنحاء العالم، ويصمم نصفها للاستخدام مرة واحدة فقط.

ومع ذلك، يتم تدوير أقل من 10 في المائة فقط من هذا البلاستيك، بينما ينتهي نحو 19-23 مليون طن في البحيرات والأنهار والمحيطات سنويا..

كما يتسبب التخلص من البلاستيك أو حرقه ضررا على صحة الإنسان والتنوع البيولوجي، ويلوث جميع النظم البيئية من قمم الجبال إلى أعماق المحيط.

ووفقا لتقديرات وزارة البيئة، يبلغ عدد الأكياس البلاستيكية المستخدمة في الأردن حوالي 3 مليارات سنويا، ويتم إنتاج 500 بليون كيس بلاستيكي سنويا على مستوى العالم.

المديرة التنفيذية لجمعية دبين للتنمية البيئية والناشطة المجتمعية البيئية والحقوقية،  هلا مراد تشير إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للبيئة كوسيلة ضرورية للتوعية بمشكلة البلاستيك وضرورة التصدي لمشكلة انتشار أكياس البلاستيك واستخدامها بكميات كبيرة.

وتوضح مراد في حديث لـ "عمان نت" بأنه يمكننا استخدام المنتجات البلاستيكية، ولكن يجب أن تكون ذات جودة عالية ومتينة وتتوافق مع معايير الجودة العالية، مما يسمح باستخدامها مرات عديدة، في المقابل هناك أنواع من البلاستيك يتم صنعها من مواد خطرة وتشكل خطرا على البيئة والإنسان.

مع ذلك، يتسبب الاستخدام المفرط لهذه المنتجات البلاستيكية في أضرار بيئية جسيمة نتيجة تراكم هذه النفايات بدون معالجة، بحسب مراد.

في عام 2017، أطلقت الوزارة نظاما يحظر استخدام الأكياس البلاستيكية السوداء فقط، ولا تقوم بحظر أنواع أخرى من الأكياس البلاستيكية بسبب احتوائها على مواد سامة بنسب أعلى، وعلى الرغم من ذلك، لا يتم تطبيق إجراءات صارمة لمكافحة هذه المشكلة، وما يشير الى ذلك انتشار الأكياس البلاستيكية في الأسواق.

وتبين مراد بأنه رغم ما تبذله الجهات الرسمية من جهود لاعداد تشريعات قوية للحفاظ على البيئة، إلا أنه لا يتم تفعيلها على أرض الواقع، مما يتطلب جهودا كبيرة للتعامل مع هذا الأمر.

تشير الدراسات إلى أن إعادة التدوير تعتبر جزءا من الحل للتصدي لمشكلة البلاستيك، ومع ذلك، تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن عملية إعادة التدوير قد تنتج بلاستيكا منخفض الجودة وغير متوافق مع المعايير الصحية للإنسان والبيئة والحيوانات.

 

الأردن المركز الثالث عربيا بمؤشر الأداء البيئي

 

تواصل وزارة البيئة جهودها في تنفيذ الحملة الوطنية للتخلص من الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، المعروفة أيضا بالأكياس السوداء، وتعمل على توعية المواطنين حول الأضرار التي تسببها.

وفي هذا السياق، صرح رئيس مجلس إدارة الجمعية البيئية الأردنية، علي فريحات، بأن الأردن يعد واحدة من الدول الرائدة في الحفاظ على البيئة، وذلك من خلال التزامه بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالبيئة.

ويشير فريحات إلى وجود قانون خاص بالبيئة في الأردن، بالإضافة إلى نظم تعمل على ضبط النظام البيئي، وتستمر الجهود في تطويرها لتتوافق مع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بالبيئة. وتحتل الأردن المركز 48 عالميا والثالث عربيا وفقا لمؤشر أداء البيئة العالمي لعام 2020.

ومن الحلول الرئيسية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية يوضح فريحات تقليل استخدامها بواسطة الاعتماد على الأكياس الورقية الصديقة للبيئة والأكياس القابلة لإعادة التدوير والمتعددة الاستخدام.

ومن جانبه يؤكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان، أهمية العمل المبكر مع القطاع الصناعي وإقامة شراكات حقيقية لإيجاد الحلول المناسبة، بما في ذلك التمويل، لضمان استمرارية إنتاج خطوط صديقة للبيئة وتوفير فرص عمل خضراء.

وتعتبر الأكياس البلاستيكية ضارة بشكل كبير، حيث يتم استخدام 160,000 كيس بلاستيكي في الثانية الواحدة حول العالم.

كما تؤثر سلبا على الحياة البرية، حيث يتم قتل ما يقرب من مليون طائر و100,000 حيوان بحري سنويا بسبب ابتلاعهم للأكياس البلاستيكية، وتسبب أيضا مشاكل بيئية أخرى.

 

خطر البلاستيك

بحسب دراسات عالمية واخرى محلية تشير الى ان الأكياس البلاستيكية تعد ضارة بصحة الأفراد، حيث يتم صنعها من خلال عمليات تعتمد بشكل أساسي على النفط كمادة خام للبلاستيك، ويمكن أيضا استخدام الغاز الطبيعي والفحم. تتم صناعة الأكياس البلاستيكية عادة من مادة البولي إيثيلين، وهي سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين.

إضافة إلى ذلك، فإن النفايات البلاستيكية تشكل عبئا كبيرا على البيئة نظرا لعدم قابليتها للتحلل،وبالتالي، يعتبر حرقها أفضل طريقة للتخلص منها، ولكن ذلك يؤدي إلى إطلاق مركبات كيميائية تلوث الهواء وتؤثر سلبا على صحة الجهاز التنفسي.

حفظ الأطعمة في الأكياس البلاستيكية، خاصة إذا كانت ساخنة، يؤدي إلى تحرر مواد ضارة تسبب تغيرات واضطرابات في هرمونات الجسم، مثل اضطرابات الغدة الدرقية.

واستخدام الأكياس والعلب البلاستيكية لتخزين أو نقل المواد الغذائية يزيد من خطر الإصابة بتشوهات خلقية، نظرا لوجود مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء الموجود داخلها.