حكايات باب العامود : الحكاية العاشرة: قبل الترحيل

حكايات باب العامود : الحكاية العاشرة: قبل الترحيل
الرابط المختصر

دخل الغرفة وقال بدون اية مقدمات : اسمعوا عندى لكم خبرا طازجا وسيكون له بالغ الاثر على المقدسين بصورة عامة ، توقفنا عن الحديث الذي كان يدور عن الثقافة وسبل ايجاد تمويل خارجي لبعض النشاطات في القدس ، سالناه ما هو الخبر ؟!

فرد بدو مقدمات ايضا : ان محامي له باع وعلاقات في المؤسسات الرسمية الاسرائيلية ابلغه ان وزارة الداخلية الاسرائيليى في القدس الشرقية قد نقلت مقرها الى القدس الغربية بهدوء وبدون اية ضجة، وحلت محلها سلطة السكان والهجرة والتي اقيمت خصيصا من اجل التعامل مع العمال الاجانب في اسرائيل!!لتنظيم ترحيلهم اولا والقبض على الفارين منهم ، او من يعمل بدون ترخيص !! واضاف الصديق وهو يفسر مغزى هذا القرار بعد ان راى علامات الدهشة وقد علت على وجوهنا ، ان هذا يعنى ان المقدسي منذ هذه اللحظة اصبح عرضه لترحيل بدون اي عذر او سبب خاصة وانه اصبح التعامل معه كالعامل الغريب ، حتى انه لم يصل الى درجة المقيم كما كان عليه الواقع منذ احتلال اسرائيل عام سبعة وستين للاراضي الفلسطينية والقدس ، بل ان وضعه ازداد سوء في الاعوام الماضية الى درجة غير مسبوقة .

مما يعنى ان اسرائيل ماضية وبخطوات متسارعة نحو خطتها الهادفة الى اخلاء المدينة المقدسة من سكانها بكل الوسائل، فبعد الجدار الفاصل الذي اخرج قرابة 100 الف مقدسي عن مدينتهم التي عزلت عن محيطها العربي بصورة تامة ومطلقة ( ومن يقول عكس ذلك فهو لا يعرف الواقع اليومي على الاطلاق ) جاء دور البقية المتبقية من المقدسين الذين يعيشون في الاحياء المعروفة والقريبة من البلدة القديمة، وفي مرحلة لاحقة سيتم التفرغ للمقدسين في البلدة القديمة .. بعد الانتهاء من الاحياء ، وهكذا تكون اسرائيل قد تمكنت من تحقيق حلمها بتحويل البلدة القديمة الى متحف توراتي خالي من السكان العرب طبعا !! بينما حولت الاحياء المحيطة بالبلدة القديمة الى متنزهات توراتية ، اما الازدهار والعمار فانه حليف القدس الغربية.!

وهنا تدخل الصديق المستمع وقال : اذن لم يبقى امام المقدسين من حل سوى الحصول على الجواز السفر الاسرائيلي حتى يتمكن من البقاء في منزله وحارته وان يكون بالقرب من قبره!! فجاء الرد من الصديق صاحب المعلومة : ان اسرائيل نفسها لن تمنحك هذا الجواز فهي تريد التخلص منك ليس الابقاء عليك، وتاكيدا على كلامي هذا قال المحامي صاحب العلاقات : ان هناك الاف الطلبات في وزارة الداخلية مكدسة بانتظار الرد للحصول على الجنسية الاسرائيلية.

هذا التحول بالغ الخطورة والذي هوخطورة واحدة قبل الترحيل الحقيقي !! ياتى بصورة هادئة وبدون اية ضجة اعلامية فاسرائيل تعمل على خلق واقع ولا تتحدث ، تاركه هذه المهمة لاصحاب الصوت العالي والذين يعرفون في العالم باسم الظاهرة الصوتية الا وهو العرب ومعهم الفلسطينيون المنشغولين هذه الايام بالاستعداد للانتخابات البلدية وكان هناك استقلال ، ومنشغولون في الحرب الكلامية بين فتح وحماس وكان القدس محرره ، ومنشغولون في ارضاء جورج ميتشل حتى لا يضيع وقته الثمينه ويكون الارضاء بتقديم مزيد من التنازل حتى نحرج اسرائيل!!!( واذا لم تحرج اسرائيل ما العمل يا ...!!).

ان ترحيل المقدسين اصبح حقيقة واقعه بانتظار اللحظة المناسبة الا اذا تدخلت السماء وغيرت المخططات الاسرائيلية فقط بهذا الحال فان المصير المحتوم قد يتغير ، لانه لا يمكن باي حال من الاحوال الاعتماد اولا على السلطة الفلسطينية التي لا مانع لديها من تاجيل بحث موضوع القدس الى المراحل الاخيرة ، ولا يمكن الاعتماد على العرب والمسلمين في تحرير القدس ، فكيف للعبيد والمساجين ان يعملوا على التحرير وهم لا يعرفون معنى الحرية ...!! وبالتاكيد لا يمكن الاعتماد على الادارة الامريكية لا على الاتحاد الاوربي لانقاذ القدس او اورشليم كما يعرفها هذا الغرب

وحديث القدس الدامي له بقية

أضف تعليقك