حكايات باب العامود : الحكاية الثالثة العم ابراهيم !!

الرابط المختصر

تحدث بمرارة تعتصره عن خبرته مع مصاصي الدماء والمتسلقين المتطفلين على زهرة المدائن  بدءا باكبر الشخصيات صاحبة الاسماء الرنانة وانتهاء باصغر صحفي ومدعى الاعلام وكيف انهم جميعا بلا استثناء استغلوا حبه الجارف للمدينة المقدسة ، وفروا هاربين كخفافيش الليل بثمرة جهد افنى زهرة شبابه وصحته على مدار ستين عاما في دراسته وجمعه ، خبرة قد لا توازيها خبرة ، رغم محاولة مدعي الثقافة والمتطفلين الظهور بمظهر الخبير الاول في خفايا وثنايا ايليا ، تلك المدينة التي عشقها العم ابراهيم عشقا خالصا بدون اي هدف سوى نيل رضاها الذي يعتقد البعض انهم حصلوا عليه منذ زمن !!! ولهذا يتشدقون بهذا الحب صباح مساء وعبر الفضائيات هنا وهناك..!

 

 قال العم ابراهيم والذي لعب دورا بالغ الاهمية في حفظ تراث بيت المقدس ، كلمة لخص بها المعركة الهادئة المتوحشة  الدموية الدائرة حاليا فوق قطرات ندى القدس وعلى ذرات غبارها !! ناهيك عن حجارتها وحاراتها وقنواتها وخنادقها وحكاياتها ققال" القدس سوف تضيع بالكامل اذا لم نوثق القدس.." فالمعركة اذن هي معركة توثيق ومعركة ثقافة قبل ان تكون معركة سياسية بحته،
 فهذا المفاوض الفلسطيني يفاوض ( ان كان اصلا قد فاوض ولو لمرة واحدة ) على القدس         ( والتي يعتبرها كل صغير وكبير بمثابة العاصمة الابدية للشعب الفلسطيني )، التي لا يعرفها على حقيقتها ولا يعرف اي شئ عن ثقافتها بل ان ما يعرفه لا يتعدى مقدار ذرة رمل في صحراء متراميه الاطراف ، فكيف سيفاوض ؟!! كما ان الفلسطيني لا يعرف عن  مدينته شيئا ! سوى ما تم تلقينه اياه خلال السنوات الاربعين الماضية حول اورشليم القدس !


 هذا ما قاله العم ابراهيم وهو يسرد امامي بطريقه تاسر الناظر والمستمع وتجبره على الاستماع بدون ان يصدر اي صوت اثناء حديث المعلم الكبير فهو يقول ويقول ويقول وانت صامت وصامت مثل التلميذ الشاطر ! واضاف  وكانه يقراه في كتاب مفتوح : اسمع يا صديقي ان ما يحدث الان هو ما تم تخطيطه قبل اكثر من مئة وعشرين عاما فعندى خرائط تثبت ذلك!!!

فاسرائيل تعمل وفق مخطط واضح لها منذ سنوات ونحن نتباكى، فاسرائيل هي الاقوى تعمل بكل ما اوتيت من قوة على استنابت تاريخها اعتماد على ما يسمى بالجغرافيا المقدسة !!!فكل ما تريده هو حجر واحد يثبت ان لها حق في القدس ، او قطعة اثرية تثبت انهم كانوا هنا يوما ما او حتى مروا من هنا !!

العم ابراهيم رفض مغادر المتحف الوطني في القدس والذي يعرف حاليا باسم متحف روكفرفي عام 1967 بعد احتلال بيت المقدس خوفا على الاثار التي تعود الى العصر الحجري  والتي تمكن من جمع 200 الف قطعة اثرية مقدسية بالغة الاهمية تثبت ان ايليا لم تكن ذات يوم يهودية منذ العصر الحجري، تلك القطع تحمل اسم العم ابراهيم كمكتشف لها وهذا موثق في السجلات حتى الاسرائيلية منها ، وعلى الفور قامت اسرائيل بجمع كل ما وجدته من اثار في متحف روكفر و نقلتها الى جهات  مجهولة,, ولم يراها احد حتى الان ! مما ابقى المتحف الذي كان الاكبر في المنطقة خاويا على عروشه باستثناء بعض مقتنيات الانتداب البريطاني وكانها تقول لكل زائر بان هذا هو تاريخ  اورشليم ، حتى هذا الاسم قال العم ابراهيم بانه ليس عبريا على الاطلاق بل هو كنعاني ويعنى مكان الاله  "ارو"  تعنى المكان و"شالم " الهة الكنعانين والتي تعنى الكمال !!!!!

 و قال العم ابراهيم انه اخفى في المتحف بما يعرف بمخطوطات البحر الميت في مكان سري حتى لا تقع في ايدى المحتل عليها ، ولكن بوجود اصحاب النفوس الضعيف تسهل مهمة المحتل وهذا ما حصل عندما قام احد الحراس الفلسطينين بافشاء سر مكان المخطوطات مقابل مبلغ من المال!! لتختفى ايضا تلك المخطوطات التي يتشكك الاسرائيلين بالكشف عن محتوياتها بصورة كاملة لانها تناقض وروايتهم او ما يحاولون اقناع العالم( اقنعوا العالم ) بها !!

 ان هذا فيض من غيض مما تختزله تلك الراس الصغيرة العارية من الشعر التي يحملها العم ابراهيم بين كتفيه .. القصة لا تزال طويلة غير مكتمله عن القدس التي يعشق ترابها وهواها العم ابراهيم والذي لا يشعر بالكلل او التعب للحديث امام كل طارق باب شقته المتواضعه طالبا للنصيحة او المعلومة شريطة ان لا يكون من هؤلاء القوم الذي نعرفهم ويكره ان يراهم او يتعامل معهم العم ابراهيم اطال الله بعمره.. حتى نعرف قصة المدينة الرائعة الجميلة ذات الستة الاف عام!!
 حكايات باب العامود مستمره

أضف تعليقك