حكايات باب العامود .. الحكاية الاولى التاجر المتسول !!
هذه حكايات مقدسية انقلها كما سمعتها وكما شاهدتها لتثبت لمن لا يعرف بان هناك قدس نعيش فيها وهي مسكينة ! وهناك قدس تعيش فينا وهي جميله رائعة هادئة ! وان هناك قدس الواقع ! وقدس الخيال...! وهذا التقسيم ضرورى لمعرفة المدينة التي يحلم بها البعض ويعمل من اجلها البعض لتصبح ملك لهم فقط، بينما يبقى البعض الاخر غارق في احلامه واساطيره عن مدينة لا وجود لها في الواقع المرير ...
ففي هذه الايام يحتقل الجميع من فلسطينين وعرب وحتى اجانب بالقدس عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي في كل مكان قريب وبعيدا باستثناء القدس نفسها !! فهذه المدينة المسكينة حقا تتدهور حالتها يوما بعد يوم...ولا يشعر سكانها باية احتفالية ولايشعرون حتى بانهم محط نشاط اي نشاط مما يسمى بالثقافي ..
هم يشعرون حقا ...!! ولكن بوطاة الاحتلال .. يشعرون باختناق لدرجة الموت .. يشعرون ان الارض ضاقت عليهم بما رحبت فلا هم في السماء ولا هم في الارض ..!!
هذه هى حال القدس .. هذه الايام القدس عاصمة الثقافة العربية لشعب ما ولكن ليس لاهلها !!
فشارع خان باب الزيت في البلدة القديمة وهو اهم شارع في البلدة القديمة بدء اهله وعشاقه يهجرونه حتى قبل الساعة السابعه مساء (حسب التوقيت الصيفي ) مسرعين الى منازلهم ليشاهدوا عب شاشات الفضائية بالاحتفالات التي تجرى باسم مدينتهم ، بعد ان فشلوا طيلة ساعات النهار في جذب شارى هنا او لفت نظر سائح هنا ...!! كحال ابو خالد الذي يملك محل تجاريا متخصصا في نوع معين من البضائخ اكسبته شهرة عربية وحتى دولية، الذي يضطر الى فتح محله التجاري في الساعة 10 صباحا على امل ان يكون اليوم القادم افضل من الذي الامس .... فلقد قال ابو خالد وقد ارتسمت على ملامحه الريفيه الاصيله علامات القبول بما قسمه الله له من رزق !!! انه في هذا اليوم بالذات كانت حصيلة مبيعاته لا تتجاوز 120 شيكل سقسمها بينه وبين ابنه وصانع تلك التحف الرائعة وبين المحل، وهذا لا يعنى اي شئ سوى انه سيضطر الى الاستدنة لاتمام شهره،او الاستجداء ، هذا التاجر كان لا يكتفى بالاف الشواقل كمدخول يومي في تلك الايام ..الايام الخوالي
واكد بان اكثر من 70 % من تجار البلدة القديمة في القدس يعيشون عيشه الكفاف، بل ان الغالبية منهم تبحث عن المؤسسات الانسانية لمساعدهم ماليا، كما حدث مع التجار واصحاب المحال التجارية في باب السلسلة القريب من المسجد الاقصى وبعد ان تعهدت لهم السلطة الفلسطينية عبر ممثليها قبل زمن بدفع مبلغ 500 شيكل شهريا لمساعدتهم في صمودهم خاصة وان هذا الشارع الهام مستهدف اكثر من غيره من قبل السلطات الاسرائيلية... حتى 500 شيكل لم يحصل عليها غالبيتهم ...!!!
في حين قال زياد الحموري مدير مركز القدس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية بان هناك اكثر من 200 محال تجاري في البلدة القديمة مغلقه بصورة كاملة بسبب معاناة اصحابها الاقتصادية تلك المعاناة حولت تلك الحوانيت الى عبئ على اصحابها ، لدرجة ان الحموري قال ان عددمن اصحاب المحال التجارية في شارع صلاح الدين وهو اهم شارع في القدس عرضوا محالهم التجارية مجانا مقابل تحمل الاعباء التي تفرضها اسرائيل عليهم وخاصة الضرائب الغريب العجيبة .... واقسم انه التجار اصبحوا امام خيارين لا ثالث لهما الاول الانتقال الى الخارج اي خارج حدوج القدس الاسرائيلية مثلا كان يتنقل الى رام الله بيت لحم الخليل وهناك يمكن ان يعمل بصورة لا باس بها ، اما الخيار الثاني فهو في محال قرر البقاء في القدس فانه سيصل به الحال الى التسول من اجل لقمة عيشه ، حيث اقسم عدد من التجار انهم وصلوا الى هذه المرحلة منذ زمن ...!!
والحكايات المقدسية مستمر...