جولة بلينكن.. تراوح مكانها في ظل غياب ضمانات وقف الحرب على غزة

الرابط المختصر

على الرغم من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى الاحتلال الاسرائيلي للمرة الخامسة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، يرى خبراء سياسيون وعسكريون أن هذه الزيارة لا تحمل معنى وتراوح مكانها ولن تحقق النتائج المأمولة،  نظرا لعدم توفر الضمانات الضرورية لنجاح أي محاولة لتسوية الصراع الإسرائيلي في القطاع.

اليوم الثلاثاء، بدأ بلينكن، محادثات في إسرائيل تركز على مستقبل الحرب على غزة ومنع توسع الصراع بالمنطقة، في وقت تحدثت فيه إسرائيل عن مرحلة جديدة تكون فيها العمليات العسكرية بالقطاع أقل كثافة، وتعتبر هذه الزيارة جزءا من جولة بلينكن في المنطقة، شملت حتى الآن تركيا والأردن وقطر والإمارات والسعودية.

وكان بلينكن قد قال قبل وصوله إنه سينقل للمسؤولين الإسرائيليين ما سمعه من قادة الدول التي زارها، وإنه سيتحدث مع قادة إسرائيل بشأن الاتجاه المستقبلي لحملتهم العسكرية في غزة وعن رؤيته لمستقبل المنطقة وإسرائيل، مضيفا انه وجد قادة المنطقة في الدول التي زارها عازمين على منع اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

ولكن المحلل السياسي بسام بدارين، يصف زيارة بلينكن بالفاشلة، معتبرا أنها لا تحمل معنى فعالا ولن تؤدي إلى نتائج ملموسة.

ويرى بدارين أن المطلوب من الإدارة الأمريكية هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما كل ما يفعله بلينكن هو محاولة لانزال الحكومة اليمينية الاسرائيلية عن الشجرة التي علق فوقها،  وإجبارها على تغيير موقفها، دون أن يتحقق ذلك.

ويشير بدارين إلى أن جهود بلينكن ستواجه مقاومة من جانب اليمين الإسرائيلي، وليس من الشعب الفلسطيني أو التوجه العربي المعتدل، فهو يأتي بدون ضمانات من إسرائيل، مما يجعل نجاح أي محاولة لتسوية الصراع في القطاع غير مؤكدة.

 

مرحلة جديدة

 نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "الجيش بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة في القتال بقطاع غزة"، مضيفا أن "المرحلة الجديدة ستشمل قوات برية وهجمات جوية أقل". 

ووفقا لمسؤول أمريكي ذكرته قناة "إن بي سي" سيبلغ بلينكن إسرائيل بضرورة إنهاء الحملة العسكرية في أقرب وقت ممكن، وسيطلب من إسرائيل اللجوء لما وصفه بعمليات عسكرية مركزة لتقليل الضحايا من المدنيين.

الخبير العسكري العميد الركن أيمن الروسان يؤكد أن أحد الأهداف الرئيسية هو ضبط  الأمور في الساحة اللبنانية، خاصة بعد تصاعد بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، خوفا من توسع هذه الجبهة، بالاضافة إلى اطمئنان إسرائيل بأن الحرب لن تتوسع بناء على اتصالات امريكية ايرانية سابقة .

ويتوقع الروسان خلال زيارة بلينكن أن تركز المباحثات حول تطورات الحرب ومتى ستنتهي، بالاضافة الى استكشاف آفاق مستقبل غزة بعد النزاع، مؤكدا ان الوزير بلينكن قد يحمل تفويضا لتقليص مدة الحرب وتغيير طبيعتها. 

وحول تصريحات نتنياهو ووزير الدفاع غالانت ان الحرب طويلة الأمد لن تنتهي قريبا لا في الجنوب ولا في الشمال واعلانه عن "مرحلة قتالية جديدة" تشمل عددا أقل من الغارات الجوية والقوات البرية على الأرض، يوضح الروسان، أن انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب تعكس توجها أميركيا نحو ارادتها بتراجع المقاومة، ووقف القتل العشوائي، مع التركيز على تحديد أهداف محددة، موضحا أن التقسيم بين مراحل الحرب في غزة لا يتماشى مع المعايير العسكرية، حيث لم تحقق الأهداف المحددة للانتقال بين تلك المراحل.

ويصف الروسان هذه التصريحات والتقارير الصحفية العبرية ببزار المعلومات توحي بأن هناك حرب طويلة، لكن هذه الحرب مرتبطة بظروفها وايقاع الخسائر بالقوات الإسرائيلية، وبمدى صمود الحكومة الاسرائيلية امام الضغط الداخلي. 

هذا ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل بدأت في التحول من حملة برية وجوية واسعة النطاق في قطاع غزة إلى مرحلة أكثر استهدافا، مشيرة إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأمريكيين أنهم يأملون في استكمال المرحلة الانتقالية بنهاية يناير/كانون الثاني الجاري، لكنهم أشاروا إلى أن الجدول الزمني ليس ثابتا.

وتوقع مسؤولون أميركيون أن تعتمد العملية الانتقالية الإسرائيلية في القطاع بشكل أكبر على ما وصفوه بـ"المهام الجراحية" التي تقوم بها مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية تتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في غزة للعثور على قادة حركة حماس وقتلهم وإنقاذ "الرهائن" وتدمير الأنفاق.

وأشاروا إلى أن عدد القوات الإسرائيلية في شمالي قطاع غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود البالغ عددهم نحو 50 ألف جندي كانوا موجودين حتى كانون الأول الماضي خلال ذروة الحملة.