جهود نقابية لتخفيف معاناة سكان غزة في شهر رمضان
مع دخول شهر رمضان، باشرت النقابات المهنية بإعداد وتوزيع وجبات الإفطار متنوعة القيمة الغذائية لسكان قطاع غزة، حيث يواجه مئات الآلاف من سكان غزة خطر الجوع والعطش، خاصة للفئات الأكثر ضعفا مثل الأطفال وكبار السن.
تعالت الأصوات المطالبة بضرورة وصول المساعدات الإنسانية ووقف فوري لإطلاق النار في غزة، لإنقاذ الأرواح، بعد ان تسبب الجوع والعطش بوفاة ما لا يقل عن 17 طفلا.
وتؤكد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الجوع بات ينتشر في كل مكان بقطاع غزة، في وقت ارتفعت فيه أعداد الضحايا جراء سوء التغذية، خاصة بين السكان المحاصرين شمالي القطاع، واصفة الوكالة الوضع في شمالي القطاع بالمأساوي، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.
وجبات إفطار لسكان غزة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشهدت النقابات المهنية نشاطا ملحوظا في تنظيم العديد من الحملات الخيرية لمساندة أهالي غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يمرون بها خلال فترة الحرب.
من بين هذه الحملات، أطلقت نقابة المهندسين الأردنيين مشروعا "إفطار صائم في غزة" لتوفير وجبات الإفطار للسكان ، بهدف تقديم الدعم لمن يتعرضون للتجويع والإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
يشير نقيب المهندسين المهندس أحمد سمارة الزعبي لـ "عمان نت"، إلى أن هذا المشروع جاء في إطار خطة شاملة متكاملة لنقابة المهندسين ومجمع النقابات المهنية لإسناد الشعب الفلسطيني من خلال تقديم مختلف الخدمات الإنسانية.
ويوضح الزعبي أن الحملة تهدف إلى تأمين وجبات إفطار عائلية خلال شهر رمضان لسكان القطاع، حيث سيتم التبرع بقيمة وجبة إفطار عائلية بمبلغ 10 دنانير، وسيتم بيع كوبونات في مقر نقابة المهندسين وكافة فروعها في المحافظات، لإيصال أكبر كمية من وجبات الإفطار لسكان القطاع .
ويؤكد أن كافة التعاون لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة سيتم من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، لتسهيل دخولها إلى القطاع دون مواجهة تحديات، حيث تعاقدت الهيئة مع مطبخ لتجهيز وجبات الإفطار يوميا داخل الأردن ومن ثم سيتم إيصالها عبر المعابر الحدودية، والطريقة الأخرى هي تجهيز الطعام داخل القطاع من قبل جهات موثوقة تعاقدت معها الهيئة.
وبدأت الحملة في تفعيل أنشطتها منذ يوم أمس الإثنين، وستواصل تقديم الوجبات على مدار شهر رمضان، كما ستستمر على مدار العام من خلال توزيع طرود خيرية لسكان قطاع غزة.
وتقوم نقابة المهندسين بتنفيذ حملة لجنة الإعمار لسنوات طويلة، حيث تعمل على إعادة بناء وتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنية التحتية، وعند وقوع الحرب الاسرائيلية على القطاع، باشرت النقابة بإطلاق حملة لإيواء النازحين، حيث جمعت نحو 5 ملايين دولار، وتم صرف منها نحو 2 مليون دولار في غزة.
كما قامت النقابة بتجهيز قطعة أرض تبلغ مساحتها 80 دونما، من خلال بلدية رفح، حيث تم تجهيزها بالطرق والمعدات الاسمنتية وشبكة التصريف الصحي، لاقامة الخيام على أرضها مقاومة للحرائق والأمطار.
قاطع ودعم
قامت نقابة المحامين بتنظيم فعاليات "قاطع وادعم في رمضان" التي تقيمها لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع في نقابة المحامين في مجمع النقابات المهنية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويوضح مقرر اللجنة وعضو مجلس النقابة الدكتور هاشم الشهوان أن الفكرة تأتي نظرا لإثبات جدوى المقاطعة، وتهدف إلى تشجيع المنتجات المحلية ورفض المنتجات التي تدعم الاحتلال.
ويضيف الشهوان أن الفعاليات تتضمن بازارا خيريا بمشاركة شركات أردنية، حيث يتاح للجمهور التسوق لشهر رمضان، وسيرصد كامل ريعه للشعب الفلسطيني في القطاع من خلال صندوق دعم الصمود في نقابة المحامين.
البازار والفعاليات تتضمن تأمين مئة الف وجبة افطار في شهر رمضان لصالح سكان القطاع، بالإضافة إلى ندوات وحواريات وزوايا تفاعلية وأنشطة مخصصة للأطفال، وتم عقد مزاد علني بمشاركة الفنان الفلسطيني رائد قطناني لدعم المقاومة، حيث سيتم رصد عائدات هذا البيع لأهالي غزة عن طريق الهيئة الخيرية.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قدمت نقابة المحامين دعما بقيمة 250 ألف دينار على مراحل، لدعم الجهات التي تقدم الخدمات القانونية للموقوفين إداريا والمعتقلين في مدينة القدس.
كما تم تخصيص مبلغ آخر لتوفير المستلزمات الشتوية لأهالي قطاع غزة، بالإضافة إلى تقديم الدعم لشراء الأدوية اللازمة لسكان القطاع.