جنرال إسرائيلي يستعرض التعاون الأمني والعسكري مع الأردن
قال جنرال إسرائيلي إن "ما يتم الحديث عنه بشأن المخاطر الكامنة حول ضم غور الأردن قد لا يكون دقيقا، لأن وجود عازل إسرائيلي في الغور يعتبر مصلحة حيوية أردنية، رغم وجود انقسام بين الخبراء العسكريين الإسرائيليين بشأن ضم الغور، وتأثيره على اتفاق السلام مع الأردن، والتنسيق معه، وكل ذلك من شأنه أن يعتبر من تحديات تطبيق صفقة القرن".
وأضاف عوزي ديان المساعد الأسبق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بحوار مطول مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "لدينا مئات الكيلومترات من الحدود الثنائية بين إسرائيل والأردن على الجبهة الشرقية، وقد أسر لي الملك حسين الراحل بالقول إن إسرائيل دولة صغيرة مهددة من أعدائها، لكننا في المملكة نعيش في مشكلة أكبر، نحن دولة صغيرة مهددة من الأصدقاء، ومنهم ينبغي الحذر أكثر من سواهم".
ورفض ديان، وهو قائد المنطقة الوسطى الأسبق في الجيش، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، "ما يشاع من مخاوف مبالغ فيها بشأن النتائج المترتبة على ضم الغور، لأنه قطاع أمني حيوي لإسرائيل أكثر من ذلك، فربما في المستقبل تسمح إسرائيل بالصلاة لليهود في الحرم القدسي، وفقا لما ورد في صفقة القرن".
وأكد ديان، ضابط الاتصال القديم مع الجيش الأردني، ومسؤول الفريق الأمني في مفاوضات السلام مع المملكة، أن "إسرائيل تنعم بمنظومة علاقات قوية مع الأردن، وهو ينعم بمستوى ليس أقل منا بسبب هذه العلاقات، قبل اتفاق السلام وبعده يبدي الأردنيون حذرا شديدا من أي خطوة قد تؤدي للقطيعة معنا، لأن إسرائيل هي أحد المصالح القومية الحيوية للأردن، هي بطاقة تأمين الحياة للمملكة".
وأعاد ديان الحديث عما شهده العام 1970، حين "أصدرت إسرائيل تحذيرا فوريا لسوريا التي استعدت لاجتياح الأردن، وبذلك منعت إسرائيل حدوث انقلاب فلسطيني في المملكة، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي تساعد فيها إسرائيل الأردن للمحافظة على استقرار مملكته".
وقال: "لا أفضل التوسع في الحديث عن مجالات التعاون الأمني الأردني الإسرائيلي، لكن الأرشيف المشترك يكشف كل المستور، هناك تعاون وتنسيق مكثف على مدار الساعة بين عمان وتل أبيب على المستوى الأمني والاستخباري، وإسرائيل تقوم بإنذار الأردن على مدار الساعة من أي مخاطر خارجية قد تهدد استقراره الأمني الداخلي".
وأشار إلى أن "التقارير الأجنبية تتحدث عن طلب الموساد الإسرائيلي موافقة أردنية على مهاجمة مواقع كيماوية في سوريا، وأن الأردن سيسمح للطائرات الإسرائيلية والأمريكية بالتحليق في أجوائه لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، بجانب سيناريوهات هجومية محتملة، مع أن الولايات المتحدة لديها مصالح عسكرية في الأردن، حيث يجري جيش المملكة مناورات وتدريبات دائمة مشتركة مع جيوش فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة".
وأكد أن "المشاكل التي باتت تواجه المملكة الهاشمية لم تعد خارجية فقط، بل داخلية أيضا، وتتعلق أساسا بالمسألة الديموغرافية، وتراجع الثقل السكاني للقبائل البدوية الداعمة للملك، ولذلك يبدو الأردنيون معنيين، ولو بشكل غير علني، بإيجاد عازل إسرائيلي في غور الأردن، يفصلهم عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، رغبة منهم بمنع تواصل الفلسطينيين في الضفتين الشرقية والغربية".
وختم بالقول إنه "يمكنني القول إن اتفاق السلام مع الأردن مستقر وثابت، أكثر بكثير مما يحاولون تصويره، وهو كنز استراتيجي للطرفين، الأردن وإسرائيل، ولذلك فإنه في موضوع الغور يجب الذهاب بعيدا وفقا لما هو مطلوب من إسرائيل، وعدم الخشية من أي تبعات متوقعة".