ترقب لمخرجات القمة الثلاثية الأولى في العقبة خلال الحرب على غزة

الرابط المختصر

منذ دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعقد في محافظة العقبة قمة ثلاثية تضم الملك عبدالله الثاني مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة التطورات العسكرية الخطيرة في غزة.

تأتي هذه القمة بحسب  البيان الرسمي لبحث العدوان الاسرائيلي على القطاع والمستجدات في الضفة الغربية، حيث تعكس جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية، للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية بدون انقطاع.

في 12 من شهر تشرين الاول، كانت الزيارة الاخيرة للرئيس الفلسطيني خلال فترة الحرب على غزة، حيث كانت هذه الزيارة جزءا من سلسلة من اللقاءات التي جمعته بالرئيس المصري أربع مرات، تعكس التعاون الوثيق بين الدول الثلاث في مواجهة التحديات الإقليمية.

 

ملف التهجير الأبرز 

يؤكد المحلل السياسي الدكتور حسن الدعجة، أن القمة تأتي ضمن مواصلة الجهود الأردنية للتصدي للأوضاع في فلسطين المحتلة وقطاع غزة،  متوقعا ان يركز الاهتمام خلال القمة على عدة ملفات من من أبرزها منع محاولات اسرائيل لتهجير الفلسطينيين.

هذا الموقف الأردني تكرر لأكثر من مرة منذ بدء الحرب الاسرائيلية على القطاع،  حيث يعتبر التهجير " خطا احمر" ، ويصف الهجمات الاسرائيلية ضد غزة والضفة الغربية بمثابة "إعلان حرب" على المملكة، وفق ما أكده مسؤولون حكوميون.

كما جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التأكيد أنه "لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر"، وأن موقف مصر "حاسم في رفض مخططات تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة لمصر والأردن" كما شدد على أن التهجير "خطا أحمر" لم ولن نقبل أو نسمح به.

ومن الملفات المتوقع تباحثها خلال القمة بحسب الدعجة، وقف إطلاق النار الفوري، وإدخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، بالاضافة الى تسهيل عملية تأمين واخراج الجرحى والمصابين من القطاع لتلقي العلاج اللازم.

وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في القطاع،  يبلغ عدد الجرحى والمرضى الذين يحتاجون الى خدمات طبية عاجلة نحو 8 آلاف شخص، في وقت توقفت فيه الرعاية الصحية في بعض المستشفيات بشكل كامل، الى جانب عدم دخول المساعدات الانسانية  الى القطاع سوى بنسب ضئيلة لا تكفي احتياجات 1% من سكان القطاع.

تخوفات من انتفاضة ثالثة

ما يجري في الضفة الغربية من تطورات خطيرة، لا يقل خطورة بما يحدث في قطاع غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي،  بقيادة الحكومة اليمينية المتطرفة، تكثيف أعمال التنكيل والقتل، مع زيادة عدد المعتقلين، وارتفاع معدلات البطالة بسبب وقف تدفق العمالة الفلسطينية الى داخل الاراضي المحتلة واستخدام اسرائيل للعمالة من شرق آسيا بدلا من العمالة الفلسطينية،  مما يزيد من نسبة الفقر التي وصلت الى 50 % بسبب توقف أعمالهم اليومية. 

يرى السياسيون أن كل هذا يشير إلى احتمالية حدوث انتفاضة ثالثة في الأيام القادمة، مما سيؤثر على الجبهات الأخرى، وهذا ما  حذرت  به القيادة العسكرية والأمنية للاحتلال الإسرائيلي من ذلك.

ويوضح الدعجة ان مؤشرات اتساع الصراع الفلسطيني العربي أصبحت واضحة ، أكثر من اي وقت مضى، مع دخول الجبهات في لبنان، والضفة الغربية والعمليات في باب المندب، بالاضافة الى استهداف القوات العسكرية في العراق وسوريا.

يشير إلى أن الأمن الوطني للفلسطينيين والأردنيين متقارب،  معتقدا أن هذه القمة سترسل رسائل واضحة للقيادة الأمريكية وبلينكن، مشددة على أن مواقف الأردن ومصر وفلسطين ثابتة ولن تتغير، وأنه لن يكون هناك حلا فرديا لغزة بعد الحرب، بل من يقرر مستقبلهم  هم الفلسطينيين فقط. 


 

قمة عقب زيارة بلينكن

تأتي القمة عقب زيارة أجراها وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة؛ بهدف بحث تجنب اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، ضمن إطار جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع.

على الرغم من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى الاحتلال الاسرائيلي للمرة الخامسة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، يرى خبراء سياسيون وعسكريون أن هذه الزيارة لا تحمل معنى وتراوح مكانها ولن تحقق النتائج المأمولة،  نظرا لعدم توفر الضمانات الضرورية لنجاح أي محاولة لتسوية الصراع الإسرائيلي في القطاع. 

ويصف المحلل السياسي بسام بدارين، زيارة بلينكن بالفاشلة، معتبرا أنها لا تحمل معنى فعالا ولن تؤدي إلى نتائج ملموسة. 

ويرى بدارين أن المطلوب من الإدارة الأمريكية هو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما كل ما يفعله بلينكن هو محاولة لانزال الحكومة اليمينية الاسرائيلية عن الشجرة التي علق فوقها،  وإجبارها على تغيير موقفها، دون أن يتحقق ذلك. 

ويشير بدارين إلى أن جهود بلينكن ستواجه مقاومة من جانب اليمين الإسرائيلي، وليس من الشعب الفلسطيني أو التوجه العربي المعتدل، فهو يأتي بدون ضمانات من إسرائيل، مما يجعل نجاح أي محاولة لتسوية الصراع في القطاع غير مؤكدة.

وفي ختام مباحثات بلينكن اعلن في تل أبيب ان الاتفاق مع إسرائيل على إرسال بعثة أممية إلى شمال غزة لتقييم الأوضاع بشأن عودة السكان، وقال إن واشنطن تريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن

أضف تعليقك