بوبليكو: الاحتلال يواصل انتهاكاته ضد الفلسطينيين دون تدخل أحد

الرابط المختصر

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها "إسرائيل" في حق الشعب الفلسطيني، وتواصل عملية تجريدهم من ممتلكاتهم بشكل تعسفي.



وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الممارسات الإسرائيلية لم تتغير قيد أنملة حتى مع حكومة نفتالي بينيت. وقد أكّدت ثلاثة إجراءات اتخذتها في الأيام الأخيرة أن الاحتلال لا يزال مستمرًا في التوسع بلا رادع أو محاسبة.



وذكرت الصحيفة أن بيانات التنديد بالتجاوزات الإسرائيلية أضحت خطوات متوقعة، بل من السذاجة توقع أكثر من ذلك من القادة الأوروبيين. وعلى نحو مماثل، تكتفي الولايات المتحدة بالإدانة أو تطلب من "إسرائيل" تقديم "تفسيرات" لتجاوزاتها اليومية.



أولا، أعلنت "إسرائيل" مؤخرًا عن بناء 1300 منزل للمستوطنين في الأراضي الفلسطينية، مع الموافقة الكاملة على مشاريع بناء 3144 منزلًا. ويعتبر هذا الإعلان الأول منذ أن تولى بينيت منصبه في حزيران/ يونيو، علما بأنه صدر بعد فترة وجيزة من رحلته إلى واشنطن وروسيا.



الإعلان الأول في عهد بايدن



لم يجرؤ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو على الموافقة على خطط بناء جديدة خلال الأشهر التي تزامنت مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، في المقابل بدأ بينيت العمل على توسيع المستوطنات دون أي رد فعل من الأمريكيين.



وأشارت الصحيفة إلى أن نمو عدد المستوطنين في المستوطنات في ارتفاع مطرد. وفي الواقع، لا يمر يوم دون أن تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ارتفاع أسعار العقارات داخل "إسرائيل"؛ لذلك لم يعد أمام الكثير من الشباب خيار سوى تغيير مكان إقامتهم إلى الأراضي المحتلة، وهي خطة مرسومة بشكل مثالي من قبل السلطات الإسرائيلية.

ثانيًا، أعلن وزير الجيش بيني غانتس عن تصنيف ست منظمات غير حكومية تدافع عن حقوق الفلسطينيين "إرهابيةً". ويعتبر هذا القرار منسجمًا مع السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى التخلص من أي شكل من أشكال المجتمع المدني في الأراضي المحتلة، وبالتالي تجنب وجود جهات تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتقف في وجه حملات تجريد السكان الفلسطينيين من ممتلكاتهم بوحشية.



أوردت الصحيفة أن الأمريكيين نندوا بهذا القرار، ولكنهم كانوا أقل إقناعًا من بعض الأحزاب الإسرائيلية، مثل حزب العمل الإسرائيلي أو حزب ميرتس الليبرالي، اللذين يعدان جزءًا من ائتلاف بينيت. وفي الحقيقة، شعرت هذه الأحزاب بأنه عليها التنديد بهذه السياسة، على الرغم من أن الجميع يدرك أن صوتها محكوم عليه بأن لا يُسمع، وهو بالأحرى جزء من اللعبة الديمقراطية الإسرائيلية.



يدرك الأمريكيون أن بيانات التنديد والإدانة في واشنطن لن تجدي نفعًا. ومن جهتها، أعلنت "إسرائيل" أنها سترسل في الأيام القليلة المقبلة وفدًا إلى واشنطن؛ حتى "يشرح" لهم سبب وقف عمل المنظمات غير الحكومية وعلاقاتها بـ"الإرهاب".



ثالثًا، تشهد الأراضي المحتلة هذه الأيام اندفاعًا من قبل الجيش والمستوطنين على تعطيل موسم جني الزيتون. وفي مثل هذا الوقت من كل سنة، يزيد الجيش والمستوطنون من أعمال العنف ضد الفلاحين الذين يجنون محاصيلهم التي تشكل مصدر قوتهم الوحيدة.

وفقا لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اقتلع المستوطنون منذ احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية في حرب 1967 أكثر من 2.5 مليون شجرة من الأراضي الفلسطينية. ويقدم المستوطنون على اقتلاع وحرق وتدمير وقطع الأشجار المثمرة للمزارعين المحليين، وتحظى ممارساتهم بالدعم الحاسم من جنود الاحتلال. 



وفي حين لا يتردد الغربيون والإسرائيليون عن التنديد بأي سلوك مرتبط بما يسمى معاداة السامية، فإنهم يقفون مكتوفي الأيدي أمام الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون والجنود يوميا ضد الفلاحين الفلسطينيين. ولا يكتفي المستوطنون بتدمير أشجار الزيتون فحسب، بل يسرقون أيضا المحصول. كما نصبوا كمينا للفلاحين وضربوهم وهددوهم ورشقوهم بالحجارة، وسرقوا أموالهم وهواتفهم.